Array
لااعتقد اننا " مساكين" الى هذه الدرجة العملاقة. 22 دولة عربية يصدر عنها جميعها سلوك مشترك، ليس فيه اي حركة انسانية. والموقف تجاه العراق بالتأكيد لم يكن استثناءا.

ولكن، شعب العراق، لايختلف كثيرا عن جلاديه، او عن بقية الشعوب العربية، حتى الان. لقد قامت القوى البديلة بإقامة مايمكن ان يصبح ابتكارا عربيا عالميا " الديمقراطية الديكتاتورية". ولااحد يمكن ان يدعي ان في العراق حركة انسانية، او ان شعب العراق تحركه عواطف تختلف عن عواطف الشعوب العربية الاخرى، بدليل ان العراقيين صوتوا للقوى الاصولية تحديدا، والتي تدعو ميليشياتها وشيوخها وائمتها الى انتهاك حقوق الاخرين واستيعابهم والاستيلاء على الدولة ومفاصلها، ولايملكون اي تصور ديمقراطي خارج نطاق التقية من اجل الحصول على الوقت اللازم لاستيعاب حضتهم من الدولة واسلمتها....
والشعب العراق حتى اليوم لم يتمكن من خلق حركة شعبية وطنية، ولازالت السيادة للقوى الطائفية والقومية..
وللاسف، لازالت الدلائل ضعيفة للغاية على إمكانية العراق على النجاح بأن يكون نموذجا ومثالا..
شخصيا لست متفائل:98:
[/quote]

الزميل محجوب
التعميم ابن الغضب كما يقال، وبالتالي ليس من الصواب الحديث عن الشعب العراقي ككل ولكن عن جماعات قلدت جلادها كما يحدث في كثير من المجتمعات التي تعرضت لمثل الظروف التي تعرض لها العراق أيام الطاغية المشنوق.

القوى التي اسميتها بالبديلة فرضت نفسها بعد السقوط نتيجة الفراغ الذي خلفه الطاغية بعدما قضى على معارضيه في الداخل فردا فردا، وهذه القوى جاء بها الأمريكان مرتكبين بذلك أكبر أخطائهم التي تواصلت بحل الجيش وتفكيك مؤسسات الدولة العراقية القائمة منذ 1921، سواء عن غباء أو في سياق مقصود، وهي قوى لن يطول بها العهد وستسقط حتما ولو ظلت ماسكة بالسلطة لسنوات عديدة قادمة، فالعراقيون أدركوا مدى خطر هذه القوى الظلامية وفسادها ونهمها للسلطة وممارساتها التي تتعارض مع ألف باء الديمقراطية.

هذه المرحلة هي الضريبة التي تعين على العراقيين دفعها مقابل الضرائب الباهظة التي ظلوا يدفعونها مرغمين طوال 35 عاما من حكم البعث الفاشستي.

ثمة الآن حرية للتعبير بلغت حد اقدام صحفي على ضرب الرئيس الأمريكي بالحذاء دون أن يعدم أو تؤخذ عائلته بجريرته كما كان يحصل أيام الطاغية المشنوق على أفعال عادية تماما.

وثمة تيارات سياسية يمكن الرهان عليها تولد الآن رغم الارهاب البعثسلفي الذي عاث فسادا من أجل إعادة عجلة التغيير الى الوراء.

والأهم، هناك (صحوة) ووعي بضرورة التخلص مما يطلق عليها المرتزقة وعبيد صدام (مقاومة) بينما هي مجرد شبكة من شبكات الجريمة المنظمة مارست أبشع الجرائم بحق العراقيين من قتل ونهب وخطف وتفجير وترويع، حيث تم تطهير (المثلث السني) من الزرقاويين وغيرهم من الكلاب المسعورة الذين زرعتهم المخابرات الأردنية، بأيدي أبنائه البررة.

انني متفائل بالمستقبل وإن كنت أستشعر الصعوبات نظرا لطبيعة النظام العربي المعادية لطموحات الشعوب في الحرية والديمقراطية واستعداد هذا النظام لإرتكاب الخطايا من أجل بقائه واستمراره.

:98: