Array
عزيزي محجوب؛
هل سؤالك عن ردود الأفعال الشعبية؟ أم عن السياسات الدولية؟

يمكن أن أقول حالياً باختصار أن الناس تتأثر بالدعاية والتسويق والإثارة في أي قضية ومأساة، يجب أن يضمن التسويق التماهي مع أحد طرفي الصراع.
كما لا بد من ضمان التجديد والإثارة كي لا يمل الجمهور من روتينية الموت اليومي (كما حدث في العراق).
عندها تستطيع صنع رأي عام متفاعل بشكل دائم.

أما السياسات الدولية فتحكمها المصالح، فراوندا شهدت مجازراً راح ضحيتها أكثر من نصف مليون (أعتقد قارب المليون) في غضون شهر أو شهرين، دون أن يحرك أحد ساكناً.
أنا لا أعتقد أن أحداً حزين فعلاً على ضحايا غزة، لأنهم ليسوا من أهله ومعارفه، الحزن هو نوع من الإثارة (والتماهي) لا أكثر ولا أقل.
بالنسبة للفرنسي مثلاً فيمكن أن يكون الأمر مزعجاً، ولكنه لا يثير لا غضب ولا حنق الفرنسي، لأنه لم يتماهَ مع الضحية.

(f)
[/quote]

عزيزي طارق
سعيد لاثارة الموضوع لاهتمامك:97:
من جهة اخرى، بالتأكيد سيكون من الصعب ان نشعر بالحزن على اهل غزة كما نشعر بالحزن على شخص قريب، ومع ذلك نشعر بنوع معين من الحزن والغضب، عندما يجري قتل ابرياء، في حرب كان يمكن تفاديها، وتستخدم من اجل تصريف حسابات.
مايثيرني، انني لااستطيع ان اتذكر ان العرب، شعوبا وحكومات، او حركات ذات وزن، قد تماهت مع مصائب شعوب اخرى لاتمت الينا بصلة تاريخية.
ومايثيرني، ان العرب، شعوبا وحكومات، لازالت على مبدأ ان وابن عمي على الغريب، وليس من اجل حق.
من هذا المنظور يمكن رؤية سلبية الشعوب العربية وحكوماتها تجاه الابادة التي يواجهها شعب دارفور وشعب جنوب السودان، والاكراد، وشعب الساقية الحمراء. وهي ذاتها اللامبالاة والااخلاقية التي تسمح بالمذابح الداخلية التي تقوم بها ميليشيات في لبنان والعراق وفلسطين واليمن والجزائر، وهي مذابح اخذت ضحايا اكثر بكثير من ضحايا الحروب مع الاسرائيليين، وليس هناك من يحتج او يظهر رأفة انسانية.

ان مايثيريني هو غياب التحرك الانساني في ثقافتنا التاريخية، مع اننا ننعق كثيرا مطالبين الاخرين بتحركات انسانية ومتهمينهم بالوحشية