Array
بصراحة يا نيوترال ومع احترامي لك فكلامك أعلاه مرسل على عواهنه ولا يساوي الـ"بايتات" التي صرفتها على كتابته:D
فشافيز أولاً رجل ديمقراطي، ولنذكر أنه خسر العام الماضي استفتاءً حول إصلاحات جديدة، وقبله بشكل ديمقراطي.
ثم إذا كانت انعدام الخبرة تؤدي إلى تعديل وضع البلاد وتراجع الفقر والأمية وإعادة توزيع الثروات وكل ما أُنجز للآن على المستويين الداخلي والخارجي في فنزويلا، فـ"يا محلى انعدام الخبرة". إذا هيك وهو عديم الخبرة، كيف لو كان خبيراً:D؟

[/quote]
المسألة من وجهة نظرى لها شقين; شق يتعلق بشافيز نفسه وشخصيته وسلوكه وتصرفاته وشق أخر يتعلق باليسار بوجه عام

بالنسبة لشافيز فالرجل له موقفين مشهورين وهماالفيلم الهابط الذى مثله وأخرجه فى الأمم المتحدة منذ سنتين والذى هاجم فيه بوش بصورة صبيانية وموقفه مع ملك أسبانيا والذى قال له فيه الملك لماذا لاتخرس!! وهذين الموقفين يعطوا صورة واضحة عن شخصout of control لايجيد التعبير عن نفسه سوى بتلك الطريقة الصبيانية وغير قادر على التحكم فى مشاعره وإنفعالاته والأخطر من ذلك غضبه وهو من وجهة نظرى أخطر عيوب شعوب الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وكعب أخيل بالنسبة لهم ويجعلهم دائمايدورون فى دائرة مفرغة وخاصة فى مواجهة ذوى الدم البارد من الأنجلوساكسون أما إذا تعلق الأمر برئيس الدولة فتلك ثالثة الأثافى.

أنا لاأبالغ فى موضوع التعامل مع الغضب والتعبير عنه وأهميته سواء على المستوى الفردى أو مستوى الدول وأجزم بأنه أحد أسباب تفوق الغرب الدائم, ففى خلال رحلتى بالحياة لم أر أى نتيجة إيجابية أتى بها الغضب لصاحبه ويحضرنى فى ذلك الموضوع قصة حقيقية عاصرت أحداثها بنفسى وخلاصتها أنه كان هناك رجل صعيدى يقف أمام عمارتنا بتقفيصة فاكهة وفى أحد الأيام قام أحد السكان بركن عربيته تماما أمام تقفيصة الفاكهة فطلب منه هذا الرجل تحريك سيارته للأمام أو الخلف قليلا بحجة ألا يقطع عليه رزقه فما كان من صاحب السيارة إلا أن نزل من سيارته ومسح بكرامة هذا الرجل الأرض والأسوأ من هذا أنه فعل ذلك أمام زوجة الرجل وأولاده فما كان منه إلا أنه قال له ربنا يسامحك وترك الأمر ينتهى عند هذا الحد.

تمر الأيام والسنون والماكنة تجيب قماش مع الصعيدى ويشترى محل بنفس العمارة يفتتحه محلا للبقالة والماكينة تجيب قماش أكتر ويشترى مخزن ويصبح موردا للمخللات للفنادق الكبرى ويشترى أسطول عربيات نص نقل أما المفاجأة فكانت أنه قام بشراء عمارتنا نفسها رغم أنها إيجار قديم ولاتسوى تلاتة تعريفة وأعتقد والله أعلم أنه فعلها لغرض نفسى وفى أثناء رحلة الصعود تلك كان نفس الرجل الذى شتمه تتوالى عليه المصائب وحالته تتدهور وأصيب بالشلل الرعاش والسؤال هنا ماذا لو كان الصعيدى غضب يوم أن أهين أمام زوجته وأولاده والشارع كله ورد الصاع صاعين? كان الأمر سينتهى بالإطاحة بتقفيصة الفاكهة بتاعته وتشريده هو وأسرته وعدم تمكنه من بناء الإمبراطورية التى بناها بعد ذلك وهو رجل بالمناسبة بصمجى لايعرف القراءة والكتابة ولكن جواه عقل يمشى بلد وبدون مبالغة فهذا الرجل أحد أساتذتى فى الحياة ومن تعلمت على يديه التحكم فى الإنفعالات ولكن بصورة غير منهجية لكن أدركت أهمية هذا الأمر بعد إحتكاكى بالأنجلوساكسون للدرجة التى جعلتهم يقومون بعمل برامج خاصة تسمىanger management للتعامل مع وباء الغضب.



أثناء الغضب الإنسان بيتحول بالفعل إلى حيوان ولايصبح تحت سيطرة المراكز العليا فى المخ ولكن تحت رحمة الأدرينالين وغرائزه البدائية وإذا كان هذا أمرا مقبولا من أحد أفراد الشعب فهو غير مقبول على الإطلاق من رئيس دولة بل أن مجرد ظهور علامات الغضب على وجهه ومهما كان الحدث شئ سلبى ويجب تفاديه فما يظهر على وجهك هو معلومات تعطيها لخصمك مجانا والعاقل من يضع على وجهه قناع جبس إبن وسخة لايشف ولايصف بحيث تترك من أمامك يضرب أخماسا فى أسداسا ولايعرف مايدور داخل تلافيف مخك وبحيث لو كنت تخطط لضربة إستباقية أو هجوم مضاد لايكون واخد حذره منك بحيث تكون ضربتك مدمرة أما أن تكون على خلاف مع شخص فتبدأ بالصراخ والتهديد فبالإضافة لعبثية هذا الفعل فهو أيضا يجعل خصمك متأهبا وعلى حذر منك.... هو ليه أخطر وقعة يقعها الإنسان تكون وهو تحت تأثير البنج? لأنه ببساطة بيكون فاقد لكل ردات الفعل الدفاعية التلقائية وبدلا من السقوط على يديه أو كتفه بيبقى عامل زى كيس الرمل ويسقط مثله وتييجى بقى السقطة على دماغه أو ضلوعه مش مهم!!ولذلك إذا أردت لضربتك أن تنجح فيجب أن تقوم بتبنيج خصمك أولا وليس تهييجه كما يفعل شافيز.

هناك أبيات لأمل دنقل فى قصيدته لاتصالح يتحدث فيها عن إغتياله على يد إبن عمه اللئيم يقول فيها على ماأتذكر

والذى أغتالنى محض لص
........

........

كنت أمشى معه ثم صافحنى
ثم أستدار وفجأة ثقبتنى قشعريرة بين ضلعين

مافعله إبن عم أمل دنقل هى الطريقة المثلى لتوجيه ضربة لإنسان ولكن لأن عم أمل راجل غلبان وعلى نياته مكنش فاهم قواعد اللعبة فحدث له ماحدث ولايلومن إلا نفسه لأنه لو أستدار هو قبل إبن عمه وأطلق عليه السهم ماكان حدث له ماحدث.

شافيز وبدلا من أن يعمل فى صمت على تطوير بلده وتأجيل الصراع مع أعداءه ليوم يستطيع فيه بالفعل إنزال الأذى بهم أنخرط فى حرب الميكروفونات والخطب العنترية والحركات الصبيانية وغالبا يفعل هذا لجذب الأنظار إليه والنتيجة هى أنه جعل من نفسه هدفا مستمرا لأعداءه وجعلهم فى حالة إستنفار دائم تجاهه وتشتيت جهوده.

بالنسبة لطبعة شافيز الخاصة من الإشتراكية فهى تكرار وصورة طبق الأصل من إشتراكية الخمسينات والستينات بمصر والتى أعرفها عن ظهر قلب من خلال القطاع العام وهى تجربة مألها الفشل لامحالة والأيام بيننا وبالمناسبة فأنا لاأتكلم من فراغ ولكنى شاهدت فيلما تسجيليا عن شافيز وتجربته بفنزويلا وصدق حدسى تماما وأحد تلك التجارب هو قيامه بتدريب مجموعة من النساء على الحياكة وإقامة مصنع تعاونى لهم لكن فشلت التجربة لأنه ليس لديه خبرة فى تسويق ماينتجوه ولادراية بالدعاية والإعلان ولا الإستجابة لمتطلبات السوق وإنتاج بضاعة لها قدرة تنافسية ومشروع أخر للإسكان فشل بسبب سوء الإدارة وسوء الإدارة هي صفة أصيلة فى أى شئ تديره أى حكومة فى العالم وأصبح الأمر بمثابة المعلوم من الدين بالضرورة ومع ذلك مصر على تكرار أخطاء الأخرين!

وللحديث بقية.