لا أدري إذا كنت على خطأ أو صواب حين أرد وأناقش في هذا المنتدى انطلاقا من تجربتي كعراقي.

شخصيا، قضيت أكثر من نصف عمري في حزب البعث الذي كان في يوم ما محسوبا على قوى اليسار وما كان يعرف بجبهة (الصمود والتصدي) أو (الممانعة) بلغة اليوم، غير أن التحولات التي عرفها الحزب والتي لا أرى حاجة في الخوض فيها كونها باتت معروفة للجميع، جعلتني أعيد النظر في الكثير من القناعات، وأخذت شيئا فشيئا أتجه الى الاعتدال في نظرتي للأشياء حتى قبل أن يسود هذا المصطلح المشهد السياسي العربي كما هو الأمر حاليا.

الاعتدال، وبعيدا عن محور مصر والسعودية والأردن، يبدو لي أقرب الى العقلانية، في حال تعالى على ما هو سياسي ومرحلي ومحسوب على الأنظمة التي لا يهمها سوى الاستمرار وإن كان ذلك على حساب الأوطان، وهو الأقدر على مواجهة الاتجاهات الشعبوية والنزوعات المتطرفة، وأكاد أقول التدميرية التي ما فتئت تجرنا نحو مزيد من الخراب.