كنعاني خذ هذه تسلى بها حتى أتفرغ لك بعد العشاء ...:D
هل درست في المدرسة
وللحرية الحمراء باب ............ بكل يد مضرجة تدق

هل يتذكر باراك الجزائر؟
يئير تسبان
09/01/2009

في كانون الاول (ديسمبر) 2000، في اواخر حكم ايهود باراك، في الواحد والعشرين من ذلك الشهر دعاني رئيس الحكومة الى منزله لمحادثة. عندما رأيت على الطاولة كتاب المؤرخ البريطاني اليستر هورن 'حرب وحشية للسلام حرب الجزائر 1954-1962' نبهت الى انه من الواجب على كل سياسي اسرائيلي ان يقرأه. وافقني باراك واضاف 'مع كل الاختلاف بين النزاعين النزاع الجزائري هو الاشبه بنزاعنا مع الفلسطينيين'.
اجل لا يوجد تماثل بين النزاعين. فالفروق كثيرة وبرغم ذلك توجد نقط تماسّ. في كانون الثاني (يناير) 1952، بعقب هجمات فتاكة لخلايا من جيش حركة التحرير الجزائرية خرجت من قواعدها على الحدود التونسية، قصف سلاح الجو الفرنسي القرية التونسية ساكيت، التي تقع على اطرافها قاعدة حركة التحرير الجزائرية. اصاب القصف مشفى ومدرسة وأسقط عشرات القتلى ومئات الجرحى منهم نساء واولاد، واهتاج الرأي العام العالمي.
بشرت قضية ساكيت بنهاية الجمهورية الرابعة. في الاول من حزيران (يونيو) 1958، بضغط من اليمين المتطرف وبعض قادة الجيش، اصبح شارل ديغول رئيس فرنسا. اعلن مع توليه السلطة، بما ارضى جماعة ضباط الجيش ونحو من مليون من المستوطنين الفرنسيين في الجزائر قائلا 'تحيا الجزائر فرنسية' وكانت سمة السنين الاربعة التالية لهذا التصريح تراجعاً شديداً لديغول عن مبدأ 'فرنسة' الجزائر، الى اعلانه بالاعتراف بحق الجزائريين في تقرير المصير (ايلول/سبتمبر 1959)، الذي صدر بعد هجوم فرنسي متصل كانت نسبة الضحايا فيه 1:10 لصالح الفرنسيين.
كان مطلب ديغول البدء بوقف اطلاق نار متصل، وبعده فقط إجراء تفاوض سياسي في الاستقلال. رفضت حركة التحرير الجزائرية وطلبت تفاوضا تأليفيا. لم يرد في بال القيادة الفرنسية انه بعد الضربات الفظيعة التي حلت بالشعب الجزائري عامة وبحركة تحرير الجزائر خاصة، ان يستمر تصميمها على رفض المقترحات.
في بدء سنة 1961 بدأت مفاوضة سرية في لوتسرن بين مفوض ديغول ومفوض حركة تحرير الجزائر. تخلى ديغول عن شرط وقف اطلاق النار في البدء. وكان مستعداً ايضا لمواجهة الجيش وليفرض عليه وقف اطلاق النار من طرف واحد وان يحرر آلافاً من نشطاء حركة تحرير الجزائر تفضلا.
وكان ما حصل عليه من العوض من الجزائريين الاستعداد للمحادثة. في اذار (مارس) 1962 وقع اتفاق السلام الذي ضمن استقلال الجزائر.
برغم الفروق بين النزاعين لا يمكن ان نتجاهل التشابه، ولا سيما في كل ما يتصل بحدود القوة العسكرية او عمى القادة. يحسن ان تكون هذه الذكريات مادة للتفكير ها هنا.
في خاتمة كتاب هورن يكتب: 'في عدة مرات في تاريخ الحروب استمر قتل الجنود والمواطنين بلا سبب سوى عدم القدرة على وجدان صيغة 'محترمة''. من الضروري لقادتنا ان يستوعبوا هذه الحكمة التي تعني وقف اطلاق النار الان. ايتذكر وزير الدفاع اليوم ما قاله لي رئيس الحكومة قبل ثماني سنين؟.
هآرتس 8/1/2009