العزيزة نسمة

لا أعترض على تبني فكرة المقاومة عند الفلسطينيين وبضمنهم الغزاويين
المسألة ليست كذلك على الإطلاق

قبل كل شيء عند تبني المقاومة يجب أن يكون هذا الخيار يحظى بالإجماع الوطني أو على الأقل بالقوى الرئيسية ، كما أن هذا الخيار لا يجب أن يكون بديلا عن الخيار السياسي كما تريد حماس بل رديفا له وهو ما كان يفعله ياسر عرفات

ياسر عرفات بعد تجربته المريرة في حصار بيروت وسقوط عشرات آلاف الضحايا أيقن جيدا أن أي مواجهة في حرب تقليدية مع اسرائيل كانت ستكون وبالا على الفلسطينيين لأنهم شعب أعزل أو شبه أعزل وعدوهم ليس لديه اي محظورات اخلاقية في الحرب وأن الحالة الفلسطينية لا تتحمل هذا النوع من صيغ المواجهة لذا قسم مستويات المواجهة مع اسرائيل إلى مستويين واحد سياسي يتظاهر انه ضد العمليات العسكرية ويستنكرها ويخاطب العالم باللغة التي يفهمها ويمارس المفاوضات ، وآخر عسكري مرتبط بشكل خفي مع المستوى الأول أو على الاقل يحظى بتأييده ودعمه وبذلك لا يعطي لاسرائيل أي فرصة لأن تفعل ما تفعله الآن بغزة كان يعرف كيف يفاوض ويمسك بغصن السلام والبندقية في وقت واحد وحتى عمليات المقاومة كانت على صيغة اضرب واهرب وليست مواجهة بين كتل بشرية ضخمة متحاربة في زمان ومكان محدد مسبقا ومعروف للطرفين . يعني المسألة يا نسمة بدها شوية ذكاء سياسي وهو الأمر المفقود عند الحمساويين والأهم من ذلك يا نسمة أن الذي يسير بشعبه نحو معركة وحرب تقليدية على الطريقة الحمساوية يجب أن ينطلق من جبهة داخلية قوية ، لا جبهة داخلية منهارة وكلها عداوات وأحقاد بين شركائه الآخرين في الوطن

أمر آخر يا نسمة ،،، هذا الكلام ربما يكون مستفزا وجارحا لكثير من الفلسطينيين وأنصار حماس هنا لكني سأقوله من منطلقك (صديقك من صدَقك لا من صدﱠقك) ،،،، بصراحة شديدة مستوى الفعالية واستمرارية العمل عند المقاومة الفلسطينية متدني جدا إلى الحد الذي أستطيع أن أقول لك معه أنه لا يوجد شيء اسمه مقاومة فلسطينية وصدقا لو كان هناك مقاومة حقة لما استمر الاحتلال كل هذا الوقت على المستوى الاعلامي القائم على تجييش الشعوب والعواطف لا أحد يتفوق على الفلسطينيين لكن على مستوى الفعل والمجهود الحربي والخسائر التي يفترض الحاقها بالعدو لا يوجد حد أدنى من النتائج يجبر اسرائيل على أن تفكر بحل هذه القضية واعطاء الفلسطينيين حقوقهم