{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التضخم الكلامي.
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #15
التضخم الكلامي.
" إن القضاء على الرأسمالية و إعادة بناء الإقتصاد على أسس إشتراكية إنما يعني التخلص من كل آلام الأسنان للإنسانية كلها " . لوكاتش – مفكر مجري .
.........................
"أليس من الأيسر
بالنسبة للحكومة في هذه الحالة
أن تقوم بحل الناس و تنتخب سواهم ". برتولد بريخت – شاعر و مسرحي ألماني شهير .


الزملاء الكرام .
تحية طيبة للجميع .(f)
خلال الفترة الماضية توقفت عن المشاركة أو حتى متابعة الحوارات داخل نادي الفكر و خارجه ، تجاوبا مع حالة الحزن و الألم لمأساة غزة و شعبها ، ورغم أن الأحزان القديمة لم تتوقف أبدا ، فالأفكار القديمة و اللغة القديمة و الممارسات القديمة أصبحت تصيبي بالغثيان ، خلال هذا الشريط أعود للحوار كلما أمكنني ذلك ، باعثي هو إحترام مشاركة زملاء أعزاء أقدرهم .
بداية أشكر الأخ سيربيكو على رفع الشريط ،و أحيي الأخ بني آدم على مداخلته ، و أدين بالشكر للأخ العزيز جادمون على تقدير أضعه وساما ، كما أشكر الأخ أوارفي على مشاركتيه .
إستجابة لمداخلتي أوارفي و خلال أسطر قليلة سأعقب على موضوع الأيديولوجية ، طالبا من الزملاء المولعين بالموضوعية الصارمة ، و الذين يتألمون من تعدد الموضوعات التي يتناولها الشريط أن يرونه موضوعا جديدا بعنوان (الأيدولوجية) ، أو أن يتوقفوا عن متابعة الشريط اليوم عند هذه الجزئية ، و لكني أرى أن التضخم الكلامي من متلازمات المناخ الأيديولوجي ، و أننا لم نغادر الموضوع الرئيس كثيرا ، على الأقل إلى الحد الذي يستوجب تقطيبة طويلة صارمة !.
أولآ : أحب أن يكون واضحا أننا عندما نقول بانتهاء عصر الأيديولوجيا أن هذا لا يعني أنه لا توجد أيديولوجيات في هذا العالم ،و لكننا نقول ذلك بنفس المعنى القصدي عندما يقول نيتشه أن الله قد مات ، أو عندما نقول بانتهاء عصر الأديان أو بأفول الدولة القومية ، هذا بالطبع لا يعني أن الله مات و نشر نعيه في الصحف ، أو أن الأديان اختفت كلها ، و أن نموذج الدولة القومية إنتهى ، و لكنه يعني أن الإيمان بوجود الخالق لم يعد ضروريا لفهم العالم و إدارته ، و أننا نزعم أن الأديان لم تعد تلعب الدور الرئيس في تحريك الأحداث و صناعة التاريخ كما كان الأمر سابقا ، و أن نموذج الدولة القومية لم يعد النموذج الوحيد أو القياسي القائم ، بل أن هذا النموذج يتعرض لتحديات هائلة تنحيه من مركز السيادة ، هذا التحديات تتمثل من جانب في التفكيك dissimilation إلى نماذج سابقة للدولة القومية ، كما يحدث في لبنان و العراق و السلطة الفلسطينية ، و من جانب آخر في التجميع assimilation ، كما يحدث في الإتحاد الأوروبي ، و مقولتي ببساطة ووضوح هي أن هيمنة الأيديولوجيا على تحريك الأحداث قد إنتهت ،و أننا في عصر مابعد الأيديولوجيا .
ثانيا : يرى صديقنا أوارفي أننا ما زلنا في عصر الأيديولوجيات ، و هذا الرأي يخالف ما ذهبت إليه ، و لأني لست معيارا للصدق للمطلق ، فأقول أن رأي أوارفي له أيضا و جهاته ، و لكني انتظرت مزيدا من الدعم لهذا الرأي بحجج تنهض دليلا عليه ،و لكن لا يبدوا أن هناك من سيفعل الآن ، لهذا سأقدم هنا دعما لرأي لا أوافقه من أجل مزيد من إثراء الحوار! .
إن ما يبدوا أنه انحسار نهائي للأيديولوجيا ربما يكون مجرد مرحلة في مسارها ، ففي السابق مر التفكير ذو المنحى الأيديولوجي بمراحل من المد و الجذر ، فعقب الحرب العالمية الثانية وسقوط النازية و الفاشية ،و أيضا عقب نهاية المرحلة الستالينية و تكشف جرائمها و إدانتها بواسطة خروشوف ، و التدخل العسكري السوفيتي في المجر عام 1956 ، بدا كما لو أن الفكر الأيديولوجي يحتضر بالفعل ، و من هذه المرحلة اقتيس بهجت ما أورده في مداخلته السابقة لألبير كامي و رايموند آرون ، و لكن في المقابل شهدت الستينات مرحلة جديدة من المد الراديكالي ، فمع انتفاضة الطلاب في أوروبا و حركة الحقوق المدنية و القوة السوداء في أمريكا ، و الإحتجاج ضد الحرب الفيتنامية و النضال الوطني من أجل التحرر و الحركة النسوية ، بدا العالم غارق في الثورة و الأيديولوجيا ، و أن الأيديولوجيا تتعاظم أكثر من أي يوم مضى ، لهذا كان من الطبيعي أن نرى أن كل المجتمعات الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة تواجه بوادر العصيان في داخلها ،و أتذكر الآن قول جيفارا لبعض الراديكاليين الأمريكيين في الستينات أنه يحسدهم لأنهم ينهشون في أمعاء الوحش ، و بالرغم أن هذه المرحلة انتهت بالفعل ، و أن الوحش الأمريكي هو الذي ابتلع الثوار في جوفه ، إلا أنه لا يوجد نظريا ما يمنع من فوران أيديولوجي جديد ، في ظروف أخرى و بشكل جديد ،و لكن هذه المرحلة الجديدة من المد الأيديولوجي لا تلوح في الأفق الآن .
هناك أيضا مايمكن أن ندعم به فكرة استمرار الأيديولوجيا ، فلو خرجنا خارج المركز الغربي إلى الأطراف ، سنواجه بالفعل بإنتفاضة الأيديولوجيات الدينية الإسلامية و اليهودية على السواء ، سواء الأصولية الشيعية أو السنية أو الأصولية اليهودية ، بالطبع يمكن الدفع بهامشية المجتمعات الأصولية الإسلامية ، و لكن هذه الهامشية لا تمنع الأيديولوجيات الإسلامية و اليهودية من تهديد العالم كله بالفعل ،ولا يقتصر تأثيرها على منطقة بعينها . أكثر من ذلك فإني ألاحظ أن العقل العربي أيديولوجي إلى درجة الإدمان ، فمن الصعب دائما أن تصادف عقلا يعمل خارج فضاء أيديولوجي ما ، ليس بالضرورة أن تكون أيديولوجية دينية رغم أنها هي السائدة بنسبة هائلة ، خاصة في العقل السياسي الشيعي ، فمثلا مع الأزمة الإقتصادية العالمية الأخيرة ، أجد أن معظم العرب و كل المصريين يتحدثون عن سقوط الليبرالية و الرأسمالية ،و يناقشون بدائلا أيديولوجية سواء إشتراكية ماركسية أو إسلامية ، بينما العقل الغربي يناقش تفاصيل المشكلة و الحلول العملية لها ، بشكل إحترافي فني و بعيدا عن الصيغ الأيديولوجية العقائدية ، ربما باستثناء أبلها مثل جورج بوش ،و الذي يمتلك عقلية شرق أوسطية مثيرة للدهشة .
ثالثا : يؤكد أوارفي على استمرار اليوتوبيا كفكر . ولو استثينا الشعراء و الحالمين و كتاب القصص الخيالية ، فعلينا أن نسلم بأن أحداث 1989 تمثل تحولآ حاسما في روح العصر ، و أن موت الشيوعية قد إنتزع القوة من الراديكالية و أضعف حتى الليبرالية ، فالمفارقة الأساسية في الموقف أن هزيمة الراديكالية تستنزف القوى الحيوية لليبرالية ، و لهذا يتحدث فوكوياما في مقال سابق عن صدور كتابه عن " الإنهاك الكامل لأي بدائل منظمة و قادرة على الحياة لليبرالية الغربية " ، و بعيدا عن قلة من المتمسكين بعنادهم ،و المنعزلين في بعض العواصم و الجامعات هنا و هناك ( سمير أمين صديق أوارفي على سبيل المثال !) ، فإن المثقفين في الغرب خاصة قد أصبحوا طوعا أو كرها ليبراليين ، ففي زمن آبائنا كان من الطبيعي أن تجد من يحلم بمجتمع مثالي ، و مستقبل اشتركي مشرق يتم فيه القضاء على الرأسمالية ، أما اليوم فمن غير الواقعي أن نتخيل مستقبلآ أفضل بنحو جذري عما نحن فيه ، فاليوم لا يحلم الإشتراكيون و اليساريون بمستقبل يختلف إختلافا كليا عن الحاضر ، وفي أفضل الحالات يتصور الإشتراكيون و الراديكاليون مجتمعا معدلآ قليلا يتيح قضمة أكبر من الكعكة لمزيد من الزبائن ، إن الإشتراكية الآن لا تختلف عن الليبرالية الغربية القائمة على نهاية الأيديولوجيا ، فاليسار في كل مكان أصبح براجماتيا و عمليا و ليبراليا ، ليس فقط في ممارساته بل أيضا في أفكاره ،ولم يعد هنلك بين التيارات السياسية التي قامت لمناهضة الرأسمالية في القرن 20 تيار واحد مازال يمتلك الروح المعنوية أو خارطة للطريق ، و يلخص الفيلسوف ريتشارد روتي هذا الموقف بلستنتاج أن دولة الرفاه البورجوازية الديمقراطية هي أفضل ما يمكن أن يتطلع إليه إنسان يدرك حقائق هذا العالم ، و يرى مفكر يساري شهير آخر هو توماسكي أن إصلاحات صغيرة في السوق هي الحد الأقصى للطموح السياسي ، علينا أن نسلم أيضا بنهاية اليوتوبيا و حتى إشعار آخر .
يبقى أن كل من النقاط التي أثرتها تستحق أن تكون موضوعا لشريط قائم بذاته بل لكتاب أو لمجموعة من الكتب ،و بعضها بالفعل موضوع لأكثر من كتاب مثل كتاب راسل جاكوبي
( The End Of Utopia)
( Politics And Culture In An Age Of Apathy)
و كتاب ستيوارت هيوز ( The End Of Political Ideology )
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 01-13-2009, 02:25 AM بواسطة بهجت.)
01-13-2009, 02:23 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 12-10-2008, 06:15 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة عاصي - 12-10-2008, 10:23 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 12-10-2008, 11:49 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة الحر - 12-11-2008, 01:07 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة خالق محجوب - 12-11-2008, 01:15 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 12-11-2008, 11:41 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة الحر - 12-11-2008, 02:25 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 12-11-2008, 05:33 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Serpico - 01-07-2009, 01:17 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بنى آدم - 01-07-2009, 01:44 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Awarfie - 01-07-2009, 07:50 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-10-2009, 05:15 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Awarfie - 01-10-2009, 11:49 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة جادمون - 01-10-2009, 01:13 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-13-2009, 02:23 AM
التضخم الكلامي. - بواسطة Awarfie - 01-13-2009, 09:12 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-14-2009, 04:08 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة 4025 - 01-14-2009, 09:05 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-14-2009, 03:09 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Awarfie - 01-14-2009, 08:53 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-16-2009, 01:22 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-19-2009, 07:18 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-21-2009, 07:31 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-21-2009, 09:01 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-21-2009, 09:11 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة الحكيم الرائى - 01-21-2009, 09:56 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-21-2009, 10:19 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-23-2009, 07:25 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-23-2009, 09:26 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS