أوهمته بمرضها وجاءت لمنزله ليعالجها بالرقية الشرعية
داعية مصري يتهم صحافية باختراق حياته الخاصة وبثها بالتلفزيون
اتهم داعية إسلامي مصري شهير صحيفة مستقلة بإرسال صحافية متنكرة "نجحت في التحايل عليه واختراق حرمة بيته وحياته الخاصة، وإستغلال ذلك في التشهير به" عبر موضوع نشرته في عددها أمس الإثنين 13-1-2009 وببث مشاهد بالصوت والصورة عن الواقعة من خلال إحدى القنوات التلفزيونية الحكومية. وبعث الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إنذارا على يد محضر من محكمة العجوزة الجزئية بالقاهرة، إلى صحيفة "الفجر" يطالبها بالاعتذار عما وصفه بأنه إنتقام في شخصه من شيخ الأزهر د.محمد سيد طنطاوي بعد أن غرمها القضاء لصالحه 160 ألف جنيه مصري. وكانت صحيفة "الفجر" التي يرأسها الصحافي عادل حمودة قد نشرت موضوعا مطولا بعنوان "مغامرة في المعادي.. رقية شرعية في بيت يوسف البدري بـ350 جنيها" مرفقا بصور التقطت له مع الصحافية في منزله أثناء قيامه بعلاجها بالرقية الشرعية من مس شيطاني. وأذاعت قناة "لايف نايل" وهي إحدى قنوات النيل المصرية الحكومية مشاهد من الجلسة أثناء استضافته على الهواء مباشرة في برنامج "كل ليلة" مساء الأحد الماضي.
جاءته برفقة صديقة
وقال البدري في إنذاره القضائي إن "الفجر" دست عليه صحافية غير معروفة اشتكت له عبر مكالمة هاتفية دون أن تكشف هويتها، من أعراض مرض مس شيطاني. وأضاف أنها ادعت حدوث تنميل في جسدها وأحلام مفزعة متكررة، وعزوف الشباب عن التقدم لخطبتها، ولجوءها إلى الأطباء دون جدوى.
وأضاف أنه أعرب عن استعداده لعلاجها بالرقية الشرعية، أي بقراءة القرآن الكريم عليها، مقابل 400 جنيه، شارحا لها أن هذا من سنة رسول الله، وأن الإسلام أجاز له أخذ أجر مقابل الوقت الذي خصصه للقراءة.
وأكد يوسف البدري أنها بعد موافقتها على ذلك، طلب منها الحضور لمنزله برفقه أحد محارمها من الرجال، لكنها تعللت بعدم إمكانية ذلك، وطلبت حضور صديقتها معها، مشيرا إلى أنه قام بعمل جلسة الرقية لها في حضور تلك الصديقة وزوجته وابنته.
وعن الطريقة التي تم بواسطتها التقاط الصور، قال إن الصديقة كانت تعبث طوال جلسة الرقية الشرعية بهاتفها المحمول، "واكتشف فيما بعد أنه وقع ضحية مؤامرة، إذ قامت بالتسجيل بالصوت والصورة عبر هذا الهاتف المزود بمجموعة من الكاميرات التي يمكن عن طريقها تصوير الشخص خلسة دون أن يشعر ودون أن يوجه الهاتف إليه".
ووصف ذلك بأنه يشكل جرائم قانونية وأخلاقية وخروجا عن الأخلاقيات والآداب التي تحكم العمل الصحافي، واصفا ما نشرته الصحيفة بأنه "كذب وغش وتلفيق".
الصحافية: الشيخ طلب أجرا
وقالت المحررة الصحافية فاطمة الزهراء محمد في تحقيقها بجريدة "الفجر" إن الشيخ يوسف البدري أوهمها عندما اتصلت به للمرة الأولى بأنها مصابة بمس شيطاني، وأنه يستطيع علاجها مقابل أجر، وأنها طاوعته وادعت كذبا المرض وأعراضه لاستدراجه.
وأضافت أنها لم تحس بشيء أثناء قيامه برقيتها، لكنها تعمدت الكذب عليه بأنها تحس بتعب أثناء القراءة. إلا أن الشيخ البدري أوضح في إنذاره القضائي أنه استخدم الرقية الجائزة شرعا، وليس ما يستخدمه الدجالون والمشعوذون والسحرة من أساليب ينكرها الشرع ويحرمها.
واستطرد أنه لم يرتكب خطأ أو جريمة عندما اتفق معها على أجر، لأن الرقية جائزة شرعا، وهي بإذن الله شافية من العين والسحر والحسد، وأنه يجوز للشيخ أخذ الأجر على الرقية كما يأخذ الصحافي والكاتب والطبيب والواعظ في المسجد أجرا على عملهم.
واتهم الصحافية بتسجيل الجلسة بالصوت والصورة خلسة دون إذن منه، ونشرها في الصحيفة وبثها في التلفزيون، معتبرا أن ذلك انتهاكا لحرمة منزله وحياته الخاصة وعدوانا على خصوصياته، واعتبر كل ذلك جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات.
وعن ذكره أن الصحيفة تنتقم من شيخ الأزهر في شخصه قال يوسف البدري في إنذاره، إنها كانت قد شنت حملة في وقت سابق، على رموز الإسلام من آل بيت وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وأم المؤمنين السيدة عائشة وراوي الحديث أبي هريرة رضي الله عنه، مما دفع عددا من المحامين من تلاميذه إلى تقديم بلاغ ضدها، أعقبه قيام شيخ الأزهر بإصدار فتوى بتحريم شرائها، وقيام مجمع البحوث الإسلامية بتوجيه نداء لرئيس الجمهورية بوقفها.
وأضاف أن "الصحيفة ردت على ذلك في مارس من العام الماضي بنشر صورة مركبة لشيخ الأزهر مرتديا قميص بابا الفاتيكان وعلى عمامته الصلبان ممسكا بعصا البابا وعليها صليب أيضا، مصحوبا بمقال يتطاول عليه، مما دفع البدري لتقديم بلاغ ضدها بعد صدور ذلك العدد بيوم واحد، أعقبه شيخ الأزهر ببلاغ مماثل يتهمها بالإساءة إليه وإلى الهيئة الأزهرية، وانتهى ذلك بصدور حكم من محكمة الجيزة بتغريم رئيس تحريرها وكاتب الموضوع، 80 ألف جنيه لكل منهما.
وكان وفد من نقابة الصحافيين برئاسة النقيب مكرم محمد أحمد قد زار مكتب شيخ الأزهر بعد صدور الحكم، في محاولة لدفعه إلى التنازل عنه لكنه فشل في ذلك.
فراج إسماعيل
http://www.alarabiya.net/articles/2009/01/13/64158.html