{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
التضخم الكلامي.
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #17
التضخم الكلامي.
أوارفي .:97:
يا صديقي أنت لا تصيبني بالغثيان ، بل على العكس أشكر لك – كأي زميل في النادي - إهتمامك و مشاركاتك ، إنني أرحب بكل الأفكار طالما يلتزم صاحبها بقواعد الحوار ، بل أرحب بالأفكار المخالفة لأنها تمكنني من معرفة الأفكار السائدة ، و بالتالي يمكنني ضبط الإيقاع فلا أسرع كثيرا عن خطوات الزملاء .
ليس عيبا ألا يكون الإنسان غير مهتم بالتنظير الفكري ، و ليس عيبا أن يستمع و أن يدقق أفكاره ، و أن يحاول تأصيلها ، و سوف تدهش من الجهد الذي أبذله في ذلك ، إننا نختلف في درجة إهتمامنا بالقضايا الفكرية ، و من الطبيعي أن يكون بعضنا أكثر دراية أو خبرة من الاخرين في مجال دون آخر ، إني آخر إنسان يحاول أن يسفه أفكار الآخرين ، بل أنقد الآراء المخالفة بأكبر قدر من الحساسية و التسامح ، وربما يصل الأمر إلى (التنطيش) عن أخطاء فجة منعا لإحراج الزملاء بلا ضرورة ، كما أني لا أحاول أبدا أن أستدرج أحدا إلى عالم القضايا التي أجيد الإبحار فيها ، هذه الإجادة ليست نتيجة قدرات استثنائية بل هي نتيجة قراءات متصلة لسنوات طويلة تفوق ضعف متوسط الأعمار في النادي ، و لكني أحيانا أحاول تدقيق بعض الأفكار التي نطرحها للفائدة العامة لا أكثر ، فلست باحثا عن قدر أبعد مما أحوزه بلا عناء ولا عنت ، بل في الواقع لست باحثا عن أي قدر على الإطلاق ، فكل هذه الأشياء خلفي الآن .
أريدك أن تعيد التفكير في القضايا التالية .
1- هل يمكن أن نعتبر الديمقراطية نوعا من الأيديولوجيا ، أم هي من طبيعة مختلفة و أنها مجرد نسق أو نظام سياسي ؟.
حسنا ربما كنت تقصد الليبرالية كأيديولوجية .(طيب نفوت دي .)
2- في هذه الحالة إلى أي مدى يمكن أن نتعامل مع الليبرالية كنوع من الأيديدلوجية ؟، هل الليبرالية إطار أو منهج سياسي أو عقيدة سياسية ( أيديولوجية ) ؟، أرجوا ألا تتعجل ، بل لماذا لا تذهب إلى شريط طرحه الجندي المجهول بهجت بعنوان ( الليبرالية بين السماء و الأرض ) ، فربما ستنظر أعمق إلى الليبرالية ،و بالمرة تعيد به و بغيره إكتشاف زميلا لك في النادي هو بهجت ، و تعلم أيضا أن العنقاء أكبر أن تصادا !.
3- هل كل تفكير سياسي هو من خلال أيديولوجيا محددة أم أن هناك تفكير غير أيديولوجي ؟.ولو كان كل تفكير سياسي هو تفكير أيديولوجي كما تعتقد ، فكيف يتحدث المفكرون في الغرب عن عالم مابعد الأيديولوجيا ، هل ذلك يعني انتهاء الفكر السياسي ، أم هل هم مثل بهجت أيضا يخلطون الأمور ؟.و ألا يدعوك ذلك لمحاولة تدقيق بعض أفكارك ، كما نفعل جميعا .
4- هل إشتراكي مع آخرين في وصف العقل العربي بأنه أيديولوجي يعني أنه غير أيديولوجي ؟!،و هل القول بالطبيعية الأيديولوجية للعقل العربي السياسي هو ذاته أن نقول بنمطية هذا العقل ؟.و بالمناسبة هذه هي المرة الثانية التي تحدثني عن فكرة طرحتها بأنه سبقني إليها محمد عابد الجابري ، و بالطبع لا يسؤوني ذلك ، فلست أزعم أن الوحي يهبط علي بالأفكار ، و لكني لا أنقل نصا لأحد دون أن أذكر المصدر ، كما أني للأسف لم أقرأ للجابري سوى النذر اليسير ، لأني أجد صعوبة في متابعة النصوص الفكرية العربية خاصة المغاربية ، بسبب فوضى المصطلحات العربية ، و أفضل أن أقرأ للكتاب الغربيين باللغة الإنجليزية أو خلال ترجمات منتقاة ، ولكني لا أستطيع أن أقرأ بالفرنسية كتبا كاملة ، وقد حاولت ذلك مع محمد أركون و لكني توقفت في منتصف الطريق ،و بحثت عن ترجمة عربية للكتاب .
لست أدري يا صديفي كيف فهمت أني لا أفرق بين الأيديولوجية و اليوتوبيا ، بل كيف تتصور أن هناك مهتم بالشان العام لا يفرق بينهما ؟، أنت بذلك ستدفعني كي أثرثر قليلا عن تلك الفرعية ، فربما يكون هناك بالفعل من يشاركك الظن بأن التفرقة بينهما شأنا (عويصا) ، إن أول اتصالي بمصطلحات من نوعية الأيديولوجيا و اليوتوبيا كان منذ 45 عاما بالتمام و الكمال ، أي ضعف متوسط الأعمار هنا ، و كان ذلك خلال برامج إذاعية كثيفة و كتب رخيصة الثمن كانت تذاع و تنشر في الفترة الناصرية بهدف نشر الفكر السياسي الإشتراكي تحديدا ، و لن تصدق إلى أي حد مازالت مثل هذه الموضوعات حية في ذهني إلى اليوم ، بل أني مازلت أتذكر برنامجا في صوت العرب ، كان يتناول تلك المصطلحات بشكل درامي في عام 1964 ، و كنت استمع إليه بانتظام حتى في فترة إختبارات كلية الهندسة ،و ما أدراك ماهي .. نار حامية !، و قد دعم هذه المعلومات و عمقها بعد ذلك قراءات متصلة كانت و مازالت هوايتي الأساسية ، و لأني تحدثت عن الأيديولوجيا بما فيه الكفاية في شريط غير مخصص لها تحديدا ، أحب أن أركز هنا حديثي عن بعض الأفكار عن اليوتوبيا ، و سأفعل ذلك بلا أي مذكرات مكتوبة بل خلال استرسال الخواطر ، راجيا منك و من الزملاء تصحيحها عند الضرورة بلا أي حرج .
1- اليوتوبيا هي المدينة الفاضلة كما نعربها ، و هي تصوير لمجتمع يعيش بشكل مثالي ، و كنصوص تطرح غالبا في شكل روائي أو درامي ، و فيها يعبر الكاتب عن تصوره للإصلاحات و الممارسات و القوانين و النظم الواجب اتباعها في المجتمعات الإنسانية ، و لأن هذه المجتمعات خيالية و مثالية بما يخرجها عن الحياة الواقعية ، فقد أطلق تعبير طوباوي ( من يوتوبيا ) ، على كل ماهو مثالي لا يمكن تحقيقه بالفعل ، و بالتالي فلدينا أعدادا من اليوتوبيات بعدد المفكرين الذين تصدوا لتخيل المجتمع المثالي ، و جميع المفكرين يبشرون بمدنهم الفاضلة في المستقبل ، و لكن الدينيين يرون أن اليوتوبيا كانت هناك بالفعل في زمن ماضي ، في مدينة النبي محمد مثلا أو في أورشليم داوود و سليمان .
2- عرف عالم الفكر عددا كبيرا من اليوتوبيات ، من أهمها جمهورية أفلاطون ، و التي شرح فيها الفيلسوف أفلاطون المجتمع المثالي كما يراه ، و كان يرأس تلك الجمهورية الملك الفيلسوف ، و هذا النموذج يجسد حلم الفلاسفة أن يحكموا ،و حلم الحكام أن يكونوا فلاسفة ، و جمهورية أفلاطون هي جمهورية طبقية أرستقراطية ،و قد تعرضت لأفكار أفلاطون في شريط طرحته عن تاريخ الفلسفة اليونانية ، و لم استكمله سوى في نادي الأثير ، و لأني أكتب من الذاكرة فيمكنني لاحقا أن أعرض ما كتبته عن أفكار أفلاطون في الجمهورية .
3- من أهم اليوتوبيات كتاب ( يوتوبيا ) للسير توماس مور ، و هذا الإسم تم تعميميه على كل المدن الفاضلة ، و سير توماس مور نبيل شهير في زمن هنري الثامن ، و قد أعدمه الملك الإنجليزي بسبب رفضه الخروج عن الكنيسة الكاثوليكية في قصة طويلة خاصة بطلاق هنري لزوجته الأولى كاترين ، بهدف الإقتران بآن بولين التي أعدمها بعد ذلك ، و موت سير توماس مور ملحمة في ذاتها ،و قد خلدها روبرت بولت في رائعته المسرحية ( رجل لكل العصور ) ، و قد انتجت فيلما في نهاية الستينات ،و قد شاهدت الفيلم في سينما قصر النيل في مجدها ،و لا يحضرني الان إسم بطل الفيلم سوى أنه ممثل مسرحي إنجليزي لامع يحمل لقب ( سير ) ، ولا يقل شهره عن معاصره سير لورنس أوليفيه ،أما البطلة فكانت كاترين هيبورن في ذروة نضجها و تألقها ، وما زلت أتذكر كيف خرج نصف الجمهور القليل في منتصف العرض ، و كيف خرجت من الفيلم منفعلا أجهش بالبكاء بلا خجل ، فلم يبق هناك أحد ليشاهدني .
4- هناك رواية شهيرة للكاتب الإنجليزي صامويل بتلر Erewhon وهي مجرد عكس لكلمة nowhere إشارة إلى أن مكان الرواية المثالي هو مكان افتراضي غير موجود ، يتحدث بتلر عن شخص يدعى هيجز سافر إلى بلد بعيد ، ثم اضطر إلى مغادرة هذا البلد في بالون ، و عندما يعود بعد عشرين عام إليه مرة أخرى يجد أن هناك دين جديد ،و أنه لا سواه أصبح محور هذا الدين ،و أنه يعبد كإله تحت اسم طفل السماء ،وأصبح الشعب يحتفل بيوم رحيله بالبالون باسم عيد الصعود ، و عندما حاول هذا الهيجز فضح المهزلة كلها ، أقنعه رجال الدين بألا يفعل ، لأن النظام الأخلاقي في البلد كلها يقوم على تلك الأسطورة ،و حذروه أنه عندما تتحطم الأسطورة سيصبح الناس كلهم أشرارا ،و هكذا غادر الرجل المدينة التي يعبد فيها بكل هدوء !.
5- بالطبع ليس هذا هو نهاية المطاف ، فهناك الرواية الشهيرة ( الأفق المفقود ) الذي يتحدث فيها المؤلف عن ( شانجري لا ) المدينية الفاضلة السعيدة حيث لا يتقدم الإنسان في العمر ولا يتجاوز فترة الشباب ، و كانت الرواية مقررة على الثانوية العامة ( قسم ادبي ) في العام السابق لي ،و لكني كالعادة لم أعتقها ، و قدر لي أن أشاهد في السبعينات فيلما مأخوذا عن القصة شاهدته في سينما أمير في الأسكندرية ، و بالمناسبة هناك فندق في دبي يحمل نفس الإسم ، و قد طفا الإسم أخيرا في قضية مقتل سوزان تميم !، و كثيرا ما كنت أتخذ من الباحة الخالية بجواره موقفا للسيارة متعجبا كيف يفكر رجل أعمال في مثل هذا الإسم المثقف !، ثم أمضي للشوبنج لاعنا كل الثقافات ..يمكننا أن نستمر طويلا .
6- أطلق الإسم بعد ذلك على نوع إصلاحي من الإشتراكية مثل الحركة ال ( سان سيمونية) و أفكار الإشتراكي الفرنسي (فورييه) و غيرهما ، و ذلك لتميزها عن الشيوعية التي أطلق عليها ( الإشتراكية العلمية ) ، و بالتالي جرى إدانة مثل هذه الإشتراكية الطوباوية التي اعتبرت بمثابة زيغ في العقيدة الماركسية !، و لعل المدهش أن جماعة السان سيمونية زارت مصر في زمن محمد علي محاولة إقناع الباشا بتطبيق أفكار الحركة في مصر !، أحب هنا القول أنه من الخطأ الإعتقاد باأن كل المدارس الإشتراكية الغير ماركسية كانت طوباوية ، فالفابيون الإنجليز مثلا لا يمكن تصنيفهم كطوباويين ،و رغم عداء الماركسية للإشتراكية الطوباوية ، إلا أنها نفسها بشرت بيوتوبيا شيوعية ، تأخذ من كل قدر طاقته و تعطيه قدر حاجته ! .
7- الآن يجري تعميم الإسم ليشمل كل الأفكار التي تسعى لتغيير الحياة بشكل جذري عما هو قائم ، و قد ارتبطت اليوتوبيا بالتالي بتصور الثورة الشاملة و الأفكار الراديكالية عموما ، و بالتالي فكل الأيديولوجيات الراديكالية تبشر بيوتوبيا ما بشكل مباشر أو ضمني ، فالأصوليات الشيعية تتحدث عن دولة المهدي المنتظر الذي يملأ الدنيا عدلآ عدلآ بعد أن امتلت جورا ،و ذلك بالطبع بعد أن يقتل أعداء الشيعة ، أما الأصولية السنية فتريد عودة دولة الخلافة بعمرها و معاويتها و حتى باليزيد و نسائهم !.
8- يمكنني أن أمضي لأكثر من 40 او 50 صفحة اتحدث عن اليوتوبيا ، بل و لو أراد عدد مناسب من الزملاء يمكنني طرح هذا الموضوع في شريط منفصل ، فقط أحب أن أقول أنه لو قلنا أن الأيديولوجيا هي العقيدة السياسية ، فاليوتوبيا هي محور و هدف الأيديولوجيات الراديكالية بشكل أو آخر .
01-14-2009, 04:08 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 12-10-2008, 06:15 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة عاصي - 12-10-2008, 10:23 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 12-10-2008, 11:49 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة الحر - 12-11-2008, 01:07 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة خالق محجوب - 12-11-2008, 01:15 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 12-11-2008, 11:41 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة الحر - 12-11-2008, 02:25 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 12-11-2008, 05:33 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Serpico - 01-07-2009, 01:17 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بنى آدم - 01-07-2009, 01:44 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Awarfie - 01-07-2009, 07:50 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-10-2009, 05:15 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Awarfie - 01-10-2009, 11:49 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة جادمون - 01-10-2009, 01:13 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-13-2009, 02:23 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Awarfie - 01-13-2009, 09:12 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-14-2009, 04:08 AM
التضخم الكلامي. - بواسطة 4025 - 01-14-2009, 09:05 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-14-2009, 03:09 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة Awarfie - 01-14-2009, 08:53 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-16-2009, 01:22 AM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-19-2009, 07:18 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-21-2009, 07:31 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-21-2009, 09:01 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-21-2009, 09:11 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة الحكيم الرائى - 01-21-2009, 09:56 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-21-2009, 10:19 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة بهجت - 01-23-2009, 07:25 PM,
التضخم الكلامي. - بواسطة زكي العلي - 01-23-2009, 09:26 PM,

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS