معك حق يا وردة أن لا نحتقر الدنيا مادمنا عايشين فيها. هو يحتقرها لأنها يراها كلها عدمية. مثلا تأتي علينا أيام نقول: ما هذه الدنيا؟ ولا تسوى! ما قيمة الثراء؟ كله إلى زوال. يغمرنا شعور بعدمية كل شيء وبالتالي تكون ردة فعلنا شيء من اتنين: إما أن نسرف في الزهد أو نسرف في الانغماس في الشهوات والملذات بما أن كله تحصيل حاصل.

رأيك سليم وهو الصواب لأنك نظرتك للحياة نظرة معتدلة وترين فيها القيمة وأنها عندك لا تضيع هباء ولا تنظري إليها بمنظار العدمية مثلما فعل الخيام.

وإحساسك في محله: هو ناقد للدين والله؛ ولأني عندي عرق في بدني يميل للتمرد حيناً أحب الشعر من هذا النوع من حين لآخر ولكن أعود لجادة الإيمان ثم أتمرد عند يقظة العقل وهو يصرخ باحثاً عن المعنى والمعاني في ذي الحياة؛وهكذا الحياة تتقلب بنا كل منقلب.

وهوسه بالشراب اللي لاحظتيه نابع من رغبته في تغطية هذا الشعور اللي جواه بالعدم. هو كرجل يسكر ويسكر حتى ينسى العدم وكإمرأة تنكفيء على "حلة المحشي" أو طنجرة شهية من الطعام لتغطية ما بداخلها من شعور بعدمية الحياة. لنا صديقة عندما تتصل بنا بالتلفون أول سؤال يصدر عنها هو: أكلتم؟ ماذا أكلتم؟ وعندما أسمع هذا السؤال وزوجتي تتبسم أقول لها: أهذه فلانة؟ فيضحكوا جميعاً لأني صرت أعرفها من أسئلتها والتي تبدأ من منطقة البطن.

انطباعاتك سليمة وجميلة وأشكرك جداً عليها.

واصلي وسأرد بالتجاوب مع ما تكتبين. شكراً إلك يا وردة.