{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام :الحريري صديقي... وسيبقى حتى مماتي
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #15
نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام :الحريري صديقي... وسيبقى حتى مماتي
فؤاد السنيورة: رفيق الحريري، نهجاً وشهادة

السفير اللبنانية GMT 2:00:00 2005 الجمعة 25 فبراير


عرفتُ الرئيس الشهيد منذ خمسةٍ وأربعين عاماً. وقد كان لي دائماً نعمَ الأخ والصديق وكذلك رفيق النضال والحياة حين تسلَّم الريادة والقيادة وامتلك رؤية ومشروعاً.
وبحكم العلاقة القديمة بيني وبينه، فقد تسنَّى لي مرافقته والعمل معه ومشاركته رؤيته، ثم سَعْيَهُ من أجل تحقيق حلمه في إعادة إعمار لبنان والنهوض به وإحراز التقدم الشامل. واستطعت عن قرب متابعة الرؤية والحلم وهما يتحولان إلى مشروع محدد المعالم ومن ثم إلى حقيقة كانت محل إعجاب العالم وتقديره.
طوال أكثر من عقدين، ظل رفيق الحريري ملءَ السمع والبصر في حركته الدائبة من أجل إنهاء الفتنة المدمِّرة التي عصفت بلبنان وإعادة إعماره وتطوير اقتصاده، وبناء الدولة فيه. ولقد امتلك قلبه الكبير وفكره النير والخلاق حلم النهوض بالوطن العربي وتمكينه من الانخراط في حركة العصر والعالم.
وقد اقتضت ظروفُ لبنان أواخِرَ السبعينات أن يتلاقى الحلم والمشروع. إذْ كان لا بدَّ من إنهاء النزاع الداخلي في لبنان، وتوفير البيئة المؤاتية للانطلاق بتحقيق الحلم، الذي عمِلتْ من أجله أجيالٌ وأجيالٌ عربية طوالَ القرن العشرين المنقضي.
كانت فكرةُ رفيق الحريري منذ البداية أنَّ لبنان وطنٌ ورسالةٌ، وأنه مؤهَّلٌ بحكم تكوينه وموقعه ليكونَ ريادةً ومنارةً وبيئةً للتقدم العربي والإنساني. أمّا الاصطفافات الداخلية المسلَّحة وغير المسلَّحة فتحدُثُ عندما يضعُفُ الحضور العربيُّ في البلاد، بسبب المشكلات على المستوى القومي، أو النزاع بين المحاور على المصالح والأولويات. ومن هنا وفي الوقت الذي كان فيه الشهيد ينشئ مشروعَ كفرفالوس العلمي والطبي، ومؤسسة الحريري اللذين أرادهما وسيلةً لجمع الشباب وتعليمهم ودفعهم في مواجهة الحرب والدمار والانخراط في عملية بناء الوطن والدولة؛ فقد عمل على استعادة المبادرة العربية الجماعية إلى لبنان، لتجديد وحدته الداخلية، وحفظ المصالح الاستراتيجية للأمة العربية فيه.
لقد قضى رفيق الحريري في الثمانينات زُهاء السنوات العشر متجوِّلاً بين العواصم العربية انطلاقاً من الرياض ودمشق وبالتساوُق والتواصُل مع الرؤية المدنية والسياسية التي تطورت لديه لبناء لبنان، وإعادة إحياء اقتصاده بعد الحرب، والإسهام في صنع مستقبلٍ عربيٍ مختلف، بقوة العمل وقوة النموذج.
وقد كان اتفاقُ الطائف تجديداً للإجماع اللبناني والعربي حول لبنان، ونتيجةً مثمرةً لهذا الجَهد الهائل: يعيد السلم الداخليّ، وينظّم العلاقات بين السلطات من أجل التطوير والإصلاح، وبناء الدولة العصرية، ويحفظ الانتماءَ العربيَّ للبنان، والمصالح الاستراتيجية لسورية. وقد عبَّر الشهيد رفيق الحريري عن هذا الفهم للطائف الذي شارك في صنعه من موقعٍ متقدّم في خطاب حفل التخرج بالجامعة الأميركية في بيروت، قبل أشهر على تولّيه رئاسة الحكومة لأول مرة. قال إنَّ الطائف حصيلة تلاقي إرادات لبنانية وعربية ودولية، وأنَّ المطلوب الآن تطبيقه لمصلحة سائر الجهات والوظائف: الإعمار الداخليّ والنهوض عن طريق مشاركة جميع اللبنانيين، وإقامة حكومة الوحدة الوطنية، وإعادة لبنان/ الدولة إلى الساحتين العربية والعالمية،
وتطبيق اتفاق الطائف الذي صار دستوراً. وعندما تولّى رئاسة الحكومة، وشعر بأن للمشروع بجوانبه الثلاثة خصومَهُ، من أطراف الحرب، ومن المستفيدين من الظروف السابقة؛ ازداد حرصُهُ على الإسراع في عمليات البناء للدولة ومؤسساتها، ولتحقيق النهوض الاقتصادي، وتحرير الأرض من قبضة الاحتلال الإسرائيلي. وكانت وجهة نظره أنّ اللبنانيين الذين اختلفوا على الماضي، يستطيعون الاتفاقَ على المستقبل، وأنّ هؤلاء الشباب المقبلين على التعليم والتدريب والبناء، سيتمكنون من تجاوز الظروف الصعبة، وسيقفون إلى جانب وطنهم ودولتهم في وجه كوابيس الماضي، واستغلالات الحاضر. فلا مصلحةَ لأحدٍ باستثناء إسرائيل في استمرار الفوضى والخراب، أما أصحاب الامتيازات فسيزولون تدريجياً مع إزالة آثار الحرب؛ بالانتخابات المنتظِمة النيابية والبلدية، وباستتباب دولة القانون والمؤسسات، وبرؤية سورية/ الدولة أنّ لها مصلحةً في سلام لبنان ووحدته وقوته.
لقد كان عميقَ الإيمان بمسلِّمات لبنانَ الوطنية والعربية. ولذلك عمل طَوالَ التسعينات على صَون المقاومة وحمايتها، لتمكينها من القيام بمهامّها، ويتذكر اللبنانيون والعرب جيداً دوره في محنة مرج الزهور، ومساهمته الهامة والأساسية في تفاهم نيسان. كما يتذكر اللبنانيون والعرب موقفه الصارم في عدم التنازل السياسي عن المقاومة حتى في أحلك الظروف. كذلك يتذكر الجميع بمن فيهم المسؤولون في عواصم القرار في العالم كم كان معارضاً شرساً للتوطين باعتباره فخاً لضرب عروبة لبنان ووحدته وسلمه الأهلي.
... وانتصرت رؤية رفيق الحريري وتقدمت؛ بل نجح أيضاً مشروعه: عمَّر اللبنانيون وطنَهم، والتفوا من حوله، وحرَّرت المقاومة معظم الأرض من الاحتلال، وثبتت عروبةُ لبنان وتعملقت، وتقدمت الرؤيةُ الحديثةُ لانخراط العرب في العالم المعاصر، والتي أسهم رفيق الحريري بقوةٍ في صياغتها؛ نموذجاً وأمَلاً. والتفجع اللبنانيُّ والعربيُّ على الشهيد المقتول، هو برهان النجاح الكبير للرؤية والمشروع في جوانبه التنموية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية والمدنية، وعزيمةٌ وأملٍ بالاستمرار في النهج نفسِه الذي أراد المغتالون إحباطَه.
ولكنْ في الوقت ذاته حدثت انسداداتٌ في الحياة السياسية اللبنانية، وفي إدارة الشأن العامّ. فقد قويت أطرافٌ وقفت في وجه عمليات النهوض الوطني، وتطوَّرَ نظامٌ أمنيٌّ في أعلى مستويات السلطة، يبحث عن أعداء داخليين، يُقيمُ سيطرته على أوهام مواجهتهم، لينالَ من التكوين المدني والسياسي المتنامي لدولة الدستور والقانون والعدالة. ولمدّ السيطرة على المؤسسات الاقتصادية والمالية والاجتماعية، والقوى السياسية، والأهمّ من ذلك كلّه: عرقلة ورشة الإعمار والنهوض والتغيير وإرباكها.
ولم يجْدِ نَفْعاً ابتعاد الرئيس الحريري عن رئاسة الحكومة، ولا اللجوء للآليات الديمقراطية في انتخابات العام 2000، فقد حفلت السنوات الماضية باختراق المؤسسات، والخروج على أحكام الدستور والأعراف، واستتباع القضاء، ومحاولات تقزيم الحياة السياسية استنزافاً واستيعاباً.
ولأننا لا نعيش في عالمٍ من الفراغ، فقد لعبت العوامل الإقليمية والدولية دوراً بارزاً في تفاقُم الأزمة. أصل الأزمة: اختيار النظام الأمني بديلاً للدولة المدنية، وتجلّت ذروةُ ذلك بالتمديد لرئيس الجمهورية، ضاربين عرض الحائط بالأصول الدستورية والأعراف الديمقراطية، التي كان الرئيس الحريري شديد الإصرار في الحفاظ عليها، في هذه الظروف الاستثنائية، وقد أفضى ذلك لإبعاد رفيق الحريري مرةً ثانيةً عن رئاسة الحكومة، والعودة إلى نغمة توزيع التُهَم على سائر الناس الذين لا يوالونهم بين العمالة والفساد. أما الجانب الإقليمي والدولي فقد تمثل في انقضاض الصهاينة على الانتفاضة الثانية بفلسطين، وصولاً لاستنزاف ياسر عرفات وموته، وتداعيات أحداث 11 أيلول 2001 في المنطقة، واحتلال العراق وتخريبه، وصدور القرار رقم 1559.
وفي ظروف الأزمة الممتدة على مدى السنوات الماضية، توزع همُّ الرئيس الحريري بين أمرين: إقناع الناس، بأنّ مشروع البناء الوطني يجب أن يستمر، وأنّ البلاد وصلت إلى سَويةٍ لن يستطيع أحدٌ مهما حاول ردَّها عنها، ولا إغراقها في أتون الفتنة من جديد. وما ثناه ذلك عن تحقيق أمرٍ آخر مهم: مراجعة النفس والتجربة وإعادة صياغة الرؤية والحُلُم بحيث تتساوقُ ومستجدات الظروف.
لقد تميَّزَت شخصية الفقيد الشهيد الإنسانية والسياسية بثلاث صفاتٍ بارزة بين أمورٍ كثيرة: الوعي العميق بالضرورات المستقبلية ومستلزماتها، والإيمان المصحوب بالتفاؤل وبالقدرة على تجاوُز الصعاب ثقةً منه بربِّه وبنفسه وباللبنانيين، أصحاب المصلحة في التغيير والتقدم والازدهار والصبر باعتباره فضيلةً إنسانيةً ودينيةً، وفضيلةً سياسيةً أيضاً. لقد صبر في مواجهة الابتزازات بشتى أنواعها على مدى السنوات الإثنتي عشرة الماضية، وصمد في وجه محاولات الخروج على الطائف، وقدَّم المصلحة الوطنية والقومية على اعتبارات الكرامة الشخصية. ومع ذلك، فقد تعرّض رفيق الحريري لتهديداتٍ وضغوطٍ مستمرةٍ للنيل من رؤيته ومشروعه لبنانياً وعربياً، وقد أفضى صموده في وجه التهديدات والابتزازات والضغوط إلى قتله بهذا الحقد الكبير.
ويعلمُ الله أنَّ الدنيا صغرت في عيني بعدما رأيتُ أُسرة أخي الثكلى، أبناء وزوجةً وإخوةً عقب ممارسة القتل المروِّع بحقّه وحقّنا.
نحن مسلمون مؤمنون. نؤمن بأنّ الشهادةَ في جانبها الأهمّ اختيارٌ واصطفاء وكرامة. فالله سبحانه وتعالى خاطب النبيَّ صلواتُ الله وسلامُهُ عليه، وخاطب المؤمنين بعد هزيمة أُحُد بقوله: <<ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين...>>. ثم تابع قائلاً: <<... وتلك الأيامُ نُداولُها بين الناس. وليعلَمَ اللهُ الذين آمنوا، ويتّخذ منكم شهداء، والله لا يحبُّ الظالمين>>.
نعم، الشهادةُ اتّخاذٌ من الله، وإيثارٌ منه للصالحين والكبار من عباده؛ وهكذا فهي انتصارٌ أيضاً. والله سبحانه يخبرنا أنه لا يحبُّ الظالمين القَتَلة وأعوانهم. ونحن مطمئنون بإيماننا، وبشهادة شهدائنا، إلى عدْلِ الله جلَّ وعلا، وانتقامه للظلم الذي لحق بالشهيد، ولحق بأُسرته، ووطنه.
ونحن أيضاً وعلى سبيل المؤمنين، وسبيل الوطنيين، سبيل رفيق الحريري، طلاَّب حق، طلاب دولة مؤسسات، وطلاب وحدة وطنية، وعروبة منفتحة. لا مطلبَ لنا إلاَّ ذلك، ولا عملَ إلاَّ من أجل ذلك. نريد أولاً وقبل كل حديثٍ آخر، ومن أجل استقرار الوطن، وعودة الدولة، الكشف عمن قتل رفيق الحريري. ولا ثقة لنا بالنظام الأمني القائم، وبالحكومة الشاخصة، والمستمرّة في تبرير القتل.
[SIZE=5]لقد تحملْنا فوق الوسْع والطاقة طوالَ حوالي العقد ونصف العقد، ولاسيما خلال السنوات الأخيرة، لأنَّ ذلك كان توجُّه رفيق الحريري وأمله؛ فقد كان يقول: <<نريد إنهاء الحرب، وتصفية ذيولها، وإقامة الدولة، بدون ضربة كفّ!>> أمَّا عندما يتهدد رفيق الحريري الانسان، ويتهددُ مشروعهُ؛ وقتْلُهُ برهانٌ لا يُدحضُ على ذلك؛ فلا يبقى أمام اللبنانيين إلاّ الدفاع عن أنفسهم وحياتهم وكرامتهم ووطنهم المستباح، وعروبتهم المهدورة، بالتحقيق الحقيقي في مقتله من قبل هيئة مستقلة تحت إشراف الأمم المتحدة، وتنحية هذه الحكومة، وإقالة ومحاسبة المسؤولين في الأجهزة الأمنية وسوق الجُناة الى العدالة، والإتيان بحكومة محايدة ونزيهة، ليكونَ ذلك سبيلاً لهدم النظام الأمني الخانق، وتحرير الناس، بنظامٍ للحرية والديمقراطية، ودولةٍ للاستقلال والتقدم، وتطبيق اتفاق الطائف نصاً وروحاً ومن ضمنه ما يتصل بالعلاقات اللبنانية السورية، والإعداد لانتخابات نزيهةٍ تأتي معبرةً عن آمال اللبنانيين وتطلعاتهم إلى المستقبل وكذلك إلى متابعة مشروع الشهيد السياسي والاقتصادي والإنساني والحضاري.
هذا هو حزن الناس وهذا هو غضبُهُم وإصرارُهم، وهذا هو الإنقاذ الحقيقي للوطن والدولة وللعلاقة مع الأشقاء والأصدقاء.
هناك مسؤوليةٌ سياسيةٌ يتحملها المتولّون للأمور هنا وهناك، وسقْفُها الطائف. وهناك مسؤوليةٌ جنائيةٌ لا بدَّ أن يجلوَها التحقيقُ الدوليُّ المستقلّ، استدراكاً للعلاقات التاريخية، ولعلاقات الهوية والانتماء.
إنها أيامٌ للنضال من أجل تحقيق رؤية رفيق الحريري ورسالته، وأيامٌ من أجل المستقبل المتقدم لوطننا ودولتنا وعروبتنا وإنسانيتنا، وهي أُمورٌ افتداها الشهيد بدمه وبروحه، ونريد متابعتها بالعزم والإصرار نفسه.
رحم الله الشهيد رفيق الحريري، وحمى وطننا، وبارك أمَّتنا: <<ومن يُطع اللهَ والرسولَ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقا>>.

02-25-2005, 01:28 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام :الحريري صديقي... وسيبقى حتى مماتي - بواسطة بسام الخوري - 02-25-2005, 01:28 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  تكريم الزميل السيد بهجت نظام الملك 59 13,525 11-30-2011, 11:53 AM
آخر رد: بهجت
Information صديقي في السجن الحربي.. AhmedTarek 14 2,574 11-02-2011, 01:29 PM
آخر رد: AhmedTarek
  السيد مهدي يتزوج أربعة نساء: السيد مهدي الحسيني 6 1,941 10-22-2011, 07:40 PM
آخر رد: Narina
  كُن صديقي عوليس 14 3,250 07-08-2011, 09:28 PM
آخر رد: عوليس
Question لقد إفتقدت صديقي أرجو الإفاده... S E 7 E N 4 1,365 05-05-2011, 12:48 AM
آخر رد: الدرة البيضاء

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS