لا أشتاق لأحد. عندما أنسى إنسان، أنساه إلى الأبد. ليس أنني بلا إحساس. بالعكس، عندما أحب إنسان "أنجلق" بلا حدود (وهذا بالتأكيد غلط، لأن هذا يزهـِّد الطرف الآخر فيك.. ولكنني أعتبره من قبيل الصدق مع الذات)، ولكن عندما "أقرر" أن أنساه، يعني عندما أقتنع بأنه ليس جيداً، فهذا يحصل بحركة "كليك" واحدة، وبعدها: شيلوا الميتين اللي تحت.. يعني لم يعد له وجود، وأصبح مثله مثل أي إنسان في الشارع، بلا ذكريات أو صور.... الخ. لا أحب الزومبيات. جميع أمواتي تحت التراب بمجرد إعلان وفاتهم.

تعرفون ما المشكلة؟ المشكلة أن بعض هؤلاء الأموات لا يعرفون وضعهم في سجلات نفوسي، وكثيراً ما يعودون.. ولكن للأسف، بعد فوات الأوان. صعوبة أن تعود لتهتم بإنسان نسيته، كصعوبة أن تحيي الميت في نظري.

هذا عاطفياً، أما إنسانياً، فأيضاً لا أشتاق لأحد. كل أهلي حوالي، ومن مات منهم (وأعزهم جدتي لأمي).. ما بشتاق له.. لأن مو حرزانة.. كلها كم سنة وبنلحقهم، وليس منهم من هو مسافر. بصراحة وبساطة لست إجتماعية ولا تبع ناس.