الحب لا يصادر

--------------------------------------------------------------------------------



قد تعاق.. او تتعطل.. او تتوقف اذهاننا عن العمل.. وقد تتحول الكلمات الى «حشرجة» مكتومة.. والاصوات الى فحيح لا تتبين معه مخارج الحروف .
ولكن الاصوات تصبح واضحة وجلية ومفهومة عندما نتحدث عن الحب فمن حق كل الناس ان تغتسل وتتطهر بالحب ومن حقها ايضا ان تتبادل النظرات البريئة والخبيثة معا.. وليس بوسع كل اباطرة الدنيا.. وجبابرتها وطغاتها أن يمنعوا الحب ان يمشي في الطريق ويتسلل الى القلوب ويشع في عيون البشر.
وقد ادركت منذ البدء.. ان الشيء الوحيد الذي يمكنك ان تتحدث عنه وتمارسه وترفعه على رؤوس كل الناس وفي عيون كل الناس.. دون ان يمنعك احد او يحتج هو الحب.
ان الكثير من تلك الوجوه الصارمة تختفي خلف ملامحها القاسية قلوب تخفق وتئن وتتوجع وتنتشي ايضا بالحب .
وان الكثير من الاحياء يعمرونها ويزينونها ويضعون لها معنى بالحب. وعندما ارى بعض القلوب تتعانق وتتصافح وتركض وترقص وتغني اشعر مع كل هذه القلوب الخضراء ان الدنيا لا تزال بخير.. ولهذا كنت ومازلت احد المحرضين الاوائل على تناول جرعات من الحب كي تستمر بنا الحياة ونسير بأيامنا في دروب مليئة بالبهجة والسعادة والصفاء .
والدعوة الى الحب والتعاطف والتراحم هي ايضا دعوة لفتح نوافذ على الامل
دعوا الناس تفرح وتقفز وتحب وتغن وتنس أوجاعها وآلامها فالقلوب الكارهة والمكتئبة والقلقة والخائفة والغاضبة تشوه الحياة وتلوث جمالها .
نحن لا نستطيع ان نصدر قرارات وانظمة لمنع الحب او اعتقاله او وضعه خلف القضبان .
الحب لا يسجن ولا يصادر.. ولا يمنع ولا تصدر بحقه قوانين منع التجول .
والحب ايضا لا يمكن ان تضع حول عنقه ويديه القيود وامام عينيه الحواجز والسدود .
والناس لا يمكن ان تدخل الى بوابة النور والمجد والفرح و الابداع الا بالحب .
ولا يمكن لكل شعوب الدنيا ان تعيش في سلام وامان.. الا بالحب ونبذ الحروب.. والفتن والقلاقل والمحن..
. وبالحب وحده انت تعيش.. واذا فقدته فأنت ميت .