عزيزي ثندر .. بعيدا عن التنظر وسرد الكلام الانشائي هنالك امور يجب الا تغيب عن البال:

1- عندما نتحدث عن تيارات مقاومة فنحن نتحدث في نهاية المطاف عن جماعات سياسة .. شئنا ام أبينا .. والسياسة دائما تتشابك مع الاجندات السياسية والمصالح السياسية .. شئنا ام أبينا .. ولا توجد مقاومة الا ولها في نهاية المطاف أجندة وارتباطات ومصالح وتقاطع مصالح .. والا لما استطاعت ان تستمر اصلا ..

2- عندما نتحدث عن ارتباط فصيل بتيار فهذا الارتباط لا يكون بالضرورة بشكل (جهة موجهة تتلقى منها الأوامر !!!!!!) على حد تعبيرك !!! .. ففي عالم المصالح يأخذ الدعم والارتباط اشكالا عدة (الدعم السياسي والاعلامي، غض الطرف، التساهلات الأمنية، منح التسهيلات، ..) ولا يكون الغرض في الغالب توجه هذا الفصيل والتحكم بأهدافه ورسم سياساته قدر ما يكون الاستفادة من نشاطه كورقة سياسية وتقاطع المصالح مع اهداف هذا التيار ..

3- عندما تطلب (تفاصيل وحيثيات دقيقة !!!!! كذا !!)على ارتباط هذا الفصيل أو ذلك بجهة معينة فمؤكد أنك لا تقصد اعترفا حكوميا بالسيطرة بالكامل على فصيل ورسم قرارته !! أو وثائق رسمية دامغة على التحكم !!.. فهذا لم يحصل حتى مع حزب الله نفسه !! (صرح حسن نصر الله في لقاء نشر في مجلة كيهان سنة 2004 بأن حزب الله حزب لبناني يستقل برسم قراراته بنفسه، وارتباط الحزب بايران هو ارتباط ديني مستمد من مقام ولاية الفقيه التي تمثل ولاية عامة عن الأمة، والولاية الدينية شيء، والقرار السياسي والعسكري الذي يستقل به حزب الله شيء آخر تماما ، وصرح بذات المعنى قيادي في حزب الله - فاتني اسمه الان - في كتاب حول حزب الله، وبالمقابل هنالك اكثر من تصريح ايراني بذات المعنى .. طبعا نقل هذه التصريحات لا يعني انها صحيحة !! ولكنه مجرد توضيح لماهية (التفاصيل والحيثيات الدقيقة !!!!! !!)التي يطلبها العزيز ثندر ) ..

اذن ما الدليل على ارتباط هذا الفصيل بتلك الجهة ؟؟ .. كل ما يقدم في نهاية المطاف لا يخرج عن كونه (تحليلات .. استنتاجات .. تسريبات .. ) وضمن هذا الاطار ما ايسر ان اسوق عشرات الادلة من هذا الوزن على ارتباط المقاومة العراقية بهذا الطرف أو ذاك !؟ ( مثال تطبيقي فقط : ما ايسر اتهام المقاومة العراقية بالعمالة لسورية بناء على أدلة من قبيل: التسهيلات الأمنية التي قدمتها الحكومة السورية لدخول المجاهدين العرب الى العراق، وفتح الحدود أمامهم، وغض الطرف عن أنشطة نقل الاسلحة من المناطق الحدودية، وحتى الآن مازلنا نذكر البرنامج الفضيحة (سري للغاية) الذي قام يسري فودة باعداده عن طريق دخلوه الى العراق عبر سورية، ومثله تماما استطلاع خرج به علينا الصحفي الامريكي جوليان بولتمن عندما قام بعملية انتقال مع فريق صحفي بالكامل الى داخل العراق عبر الحدود السورية .. بل بحراسة فصيل مقاوم !!!).

طبعا اقول هذا الكلام للتدليل على سهولة رمي أي فصيل بتهم العمالة كما يفعل العزيز ثاندر الذي يستستهل تخوين الجميع باستثناء (المقاومة العراقية البعثية الباسلة !!!) ولا يعني أني موقن ببدهية ارتباط المقاومة العراقية بالنظام السوري بما يجعل المقاومة أداة بين النظام يحركها كيفا يشاء !! على حد فهم العزيز ثندر للارتباط وتقاطع المصالح ..

4- عندما نسمع العزيز ثاندر يتحدث عن (مقاومة عراقية) نظن للوهلة الأولى انه يتحدث عن تيار المقاومة العراقية العامة .. ولكننا نتفاجأ بعض قليل ان مصطلح (المقاومة الباسلة) التي يعنيها تضيق لتقتصر على (البعث الصامد !!!!!!!!!!) أما باقي التيارات المقاومة (اسلامية ام علمانية) فهي كلها نموذج للعمالة والخيانة والاختراق والارتزاق !! .. تماما كباقي ألوان الطيف العراقي المتسرلبة بالخيانة والعمالة حتى الاذقان (شيعة وكرد وتيارات من السنة) لنكشتف ان الوطني بحق لا يزيد 10% من شعب العراق !!!!!!!!!!! وهم المناضيلن البعثيين الصامدين ).. طبعا ما يقوله العزيز ثاندر بحق المقاومة البعثية يسهل عكسه على تيارات المقاومة الاسلامية (قاعدة العراق) فما ايسر أن نستعير مفردات العزيز ثندر لنسال سؤلاً معاكسا:

ومن هي الجهة التي يقترحها علينا ثاندر باعتبارها الممول والموجه للقاعدة في العراق والتي تتلقى من الأوامر؟؟؟؟!!!

جاوب على هذا السؤال لو سمحت؟ وأعطنا تفاصيل وحيثيات دقيقة وقل لنا أن البلد الفلاني يدعم القاعدة في العراق ؟ أهي سورية النصيرية التي تسحق الاسلاميين؟ أم ايران التي يكفرها تنظيم القاعدة ؟ أم السعودية التي نالت من جهاد القاعدة ما نالت !؟ .. رغم بدهية هذه الاسئلة (في تصور من يطرحها) فلن نعدم من يؤكد عمالة القاعدة في العراق لسورية .. وايران .. والسعودية .. بل أمريكا !!!!!!!!!!!! .. وطبعا لن يعدم الأدلة والاثباتات على ذلك !! ..

رحم الله ايام المجاهد صدام حسين .. فايام خصومته الزمنة مع شريكه في البعث (حافظ الاسد) لم يجد صدام حرجا في دعم وتمويل وتدريب وتنظيم فصائل المقاومة الاسلامية السورية (الاخوان والطليعة المقاتلة) رغم التناقض الصارخ في الاهداف والتوجهات .. ويومها كذب الطرفان (البعث العراقي والفصائل الاسلامية) أحاديث التمويل والدعم .. بل سخروا منها ! .. واليوم اعترف بها كثيرون من قيادات الاسلاميين السوريين !! ..

مع التحية ..