عزيزي سيستاني
يقوم بعض الأخوة المسلمين باتهام الجماعة الإسلامية الأحمدية على أنها جماعة عميلة لإسرائيل مستدلين على ذلك بمركز الجماعة الإسلامية الأحمدية الموجود في قرية الكبابير بحيفا... لذا لا بد من توضيح أن قرية الكبابير كانت قد دخلت كلها الأحمدية في العشرينات من القرن العشرين.. وقد أقيم مركز الجماعة في عام 1928 ميلادي أي قبل قيام دولة إسرائيل بعشرين عاماً...
وحين قامت الحرب بين العرب واليهود سنة 1948 استسلمت قرية الكبابير مع مدينة حيفا والمدن العربية الأخرى.. وقد فضّل أهل الكبابير الذين لم يتجاوز عددهم في ذلك الوقت بضع مئات أن يظلوا في بيوتهم وعلى أراضيهم على أن يصبحوا لاجئين في بلاد الغربة.. وقد قام بذلك ايضاً العديد من أهالي القرى والمدن العربية الأخرى..
لكن البعض اتخذ من هذا الأمر حجة ومستمسك لمهاجمة الجماعة الإسلامية الأحمدية.. وهم الذين فضلوا التمسك بأرضهم ومنازلهم... فقد راحوا يكيلون الاتهامات على أنهم متآمرين مع الصهيونية ضد الإسلام والمسلمين.. فإذا كان التمسك بارض الوطن جريمة ومؤامرة مع الصهاينة فلماذا لا يعتبرون المسلمين العرب الآخرين المتمسكين بأراضيهم وبيوتهم خونة للإسلام وعملاء للصهاينة؟؟؟
لقد وصلت بهم الوقاحة أيضاً على اتهام أفراد الجماعة بانهم يحاربون في صفوف الجيش الإسرائيلي ويقتلون إخوانهم المسلمين.. وقد قامت الجماعة الأحمدية بنشر عشر وثائق من شخصيات مسلمة معروفة في إسرائيل في مجلتها Review of Religion في عام 1985 لتدحض هذه الادعاءات الكاذبة... ومن هذه الشخصيات العشر:
- الدكتور سامي مرعي – أستاذ محاضر في جامعة حيفا من عرعرة
- الدكتور محمود طبعوني من الناصرة – مهندس بناء ومحاضر في التخنيون بحيفا
- الشيخ فريد وجدي الطبري – قاضي يافا والقدس الغربية الشرعي
- السيد محمد وتد – نائب برلمان من جت الخ...............

هذا ولا بد من التأكيد على أن أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية لا ينخرطون حتى في الأحزاب السياسية.. بينما نرى الكثيرين من الإخوة المسلمين في إسرائيل نشطين في مجال السياسة و ينخرظون بحرية تامة في الأحزاب الصهيونية وغير الصهيونية... كما أن منهم أعضاء في البرلمان الإسرائيلي الكينيست.. والأهم من كل ذلك هو ان من يعملون منهم في الخدمات الدينية مثل القضاة والأئمة أو غيرهم من المسلمين يتقاضون مرتبات من الحكومة الإسرائيلية... ولكن يبدو أن معارضي الأحمدية لا يرون أنه من الذوق والعدل أن يوجهوا إلى هؤلاء أصبع الاتهام.. بل يكفي توجيه هذه الأصبع ضد المسلمين الأحمديين فقط.. على الرغم من برائتهم من كل تلك الأمور.. وكأن الأحمديين في نظر هؤلاء كفارة عن غيرهم من المسلمين.. أو لأنهم هم وحدهم من يمثل الإسلام...

تحياتي
سلام