رأي في اعلان سوريه إعادة إنتشار لقواتها في لبنان؟؟

د. أحمد أبو مطر GMT 7:45:00 2005 الجمعة 25 فبراير


الإعلان السوري يوم الخميس الموافق الرابع والعشرين من فبراير لعام 2005، هو كما أسمته المصادر السورية نفسها ( إعادة إنتشار ) في منطقة البقاع اللبناني المحاذية للحدود السورية مع لبنان، وهذا هو إعادة الإنتشار السادس منذ إتفاق الطائف، وهذا يعني فقط بوضوح تغيير في مواقع هذه القوات في الأراضي اللبنانية، أي أنه لا يشكل أية خطوة حقيقية على طريق المطالب الشعبية اللبنانية المنادية بإنسحاب جيش الإحتلال السوري نهائيا من لبنان..وهذا المصطلح الذي إسمه ( إعادة إنتشار )، إستعاره الجيش السوري من الجيش الإسرائيلي، فالجيش الإسرائيلي هو أول من إستخدم هذا التعبير، وكان وما يزال يحرك الوحدة الرابعة مثلا من ضواحي مدينة رام الله، لتعسكر حول حاجز ( الرام ) الذي يبعد خمسة دقائق عن مركز المدينة، ومنذ عام توقيع إتفاقية أوسلو 1993، ونحن نسمع عن ( إعادة إنتشار ) للجيش الإسرائيلي في القطاع والضفة، دون أن ينسحب هذا الجيش من متر واحد منها...وقد إستعارت المخابرات السورية والقيادة البعثية السورية هذا التعبير من الجيش الإسرائيلي، وهاهي تعلن عن إعادة الإنتشار السادس منذ توقيع إتفاق الطائف عام 1988، دون أن تنسحب نهائيا من متر واحد من الأراضي اللبنانية..لذلك فإن الإعلان السوري عن هذا الإنتشار الجديد، ليس سوى مسرحية مكشوفة للإلتفاف على المعارضة الشعبية اللبنانية العارمة للإحتلال السوري، ومحاولة خداع القوى الدولية المطالبة بإنهاء هذا الإحتلال...ولكن رياح الحرية التي هبت بعد إسقاط النظام البعثي الصدامي، لن تنخدع بهذه المسرحية المخابراتية السورية، وأتوقع إزدياد الضغط الشعبي اللبناني والدولي، إلى أن يزول الإحتلال السوري للبنان نهائيا، ويستعيد الشعب اللبناني حريته وإستقلاله...والمضحك المبكي في الإعلان السوري، أنه قال عن هذا الإنتشار أنه جاء بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، وهذا لا ينطلي على أي عارف بأمور وسيطرة المخابر ات السورية وتحكمها حتى في ساعات نوم رئيس الجمهورية إميل لحود، فمنذ عام 1976 كل الروساء اللبنانيين مجرد موظفين لدى المخابرات السورية، وهذا ليس نقدا لهم أو طعنا في مصداقيتهم، فماذا يفعلون والنظام السوري هو المتحكم في كافة أمور بلدهم....لذلك فالمطلوب هو إنسحاب نهائي وفوري لجيش الإحتلال السوري من لبنان، لأنه إذا كان هذا الجيش أجرى حسب إعلان حكومته اليوم ستة إعادات إنتشار منذعام 1088، وما زال محتلا للبنان...فربما يحتاج لستين إعادة إنتشار أخرى ليخرج من لبنان، وهذا يعني إحتلال طوال الفرن الحادي والعشرين...لا قدّر الله !!!. والمهم أيضا تفكيك أجهزة المخابرات السورية في لبنان وإنسحابها أيضا، فالوجود المخابراتي السوري في لبنان، بخطورة جيش الإحتلال السوري !!!.

د. أحمد أبو مطر، أوسلو