بعيدا عن الأزمة السياسية المصرية - السورية فان رجل الشارع الذي شاهد شخصا مثل عادل امام يبيعنا وطنيات في فلم (السفارة في العمارة) لا بد أن يعجب من تصريحاته التي تتناقض كليا مع الرسالة السياسية التي اراد ايصالها الى المشاهد في فلمه الأخير ..

Arrayكي نقارن بين موقف الفنانين المصريين و السوريين ، و حتى بين موقف الإعلاميين و الكتاب و المثقفين المصريين و نظرائهم السوريين و العرب ، أسأل سؤالآ واحدا كم واحد من هؤلاء جميعا يعارض النظام السوري من داخل سوريا و كم واحد يفعل ذلك من داخل مصر؟ .[/quote]

دعني عزيزي بهجت اعكس هذا السؤال عليك : ما عدد الفنانين المصريين الذين عارضوا النظام المصري صراحة أو ضمنا ؟ ..

فيما يتعلق بالواقع السياسي السوري فلا احد ينكر ان كم القمع والفساد الموجود في سورية مهول .. ولا يقارن بما يجري في مصر .. وأن سطوة الأجهزة الأمنية لا تقارن بما هو واقع في مصر .. ولكن هذا لم يمنع ظهور معالم معارضة صريحة تارة وضمنية تارة في الواقع السياسي السوري، وبما انك تتحدث عن الفن فاسمح لي أن استعرض معك بعض الوقائع من عالم الفن وبسرعة شديدة:

من الممثلين الذين لهم مواقف معارضة علنية ضد النظام : عبد الحكيم قطيفان (وهو معتقل يساري سابق) وفارس الحلو ( له مواقف وتصريات معارضة آخرها توقيعه مع عدد من المعارضين السوريين على عريضة التضامن مع المعتقل السوري علي الشهابي) .. ناهيك عن عدد من الفنانين الذين يرتبطون برابطة قرابة لعدد من المعارضين السياسين (عمار عبد الحميد المعارض السياسي المعروف هو ابن الممثلة منى واصف، وقد دافعت عنه وعن حقه في المعارضة، بشار سبيعي المعارض السياسي المعروف وعضو جبهة الخلاص الوطني هو ابن الممثل السوري المعروف رفيق سبيعي).

تفيض الأعمال الدرامية لاسورية بنماذج لنقد واضح وصريح للنظام والحكومة .. تارة بشكل ساخر وتارة بشكل درامي جاد ، ولعل من أخر وأهم تلك الأعمال: المسلسل الساخر بعقة ضوء الذي تعرض لمفاصل نقدية خطيرة جدا في أجهزة الأمن ومعاناة المواطن وفساد المسؤولين، ومثله البرنامج الساخر مرايا، ومن آخر الأعمال الدرامية الجادة التي أثارت نقدا : غزلان في غابة الذئاب ، ورياح الخماسين، وهذا الأخير تحديدا منع من العرض في سورية في بداية الأمر ليسمح بعرضه مؤخرا، وهو عمل سياسي معارض بامتياز، ولا تخفى على أحد الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي أراد ايصالها.

ما سبق أمثلة قد تبدو بسيطة .. ولكنها ولا شك مفاصل تستدعي الاهتمام والتوقف باعتبارها معالم معارضة ظهرت في ظل نظام قمعي مفرط في حاسيته الأمنية .. ولا شك ان المقارنة في هذا الجانب لن تكون في صالح الدراما المصرية ومواقف الممثلين المصريين !! .. وهو وسط ينعم بحرية يفترض انها افضل حلا من الواقع السوري !.

مع التحية .