ما دام الحديث وصل الى الشرعية والانتخابات، فالرجاء عدم اغفال شرعية الحكومة العراقية المنتخبة.

ومن يريد أن يشكك بشرعيتها على أساس أنها أنتخبت في ظل الاحتلال الأمريكي عليه أن لا ينسى ان الانتخابات الفلسطينية جرت تحت ظل الاحتلال الإسرائيلي.

أما قناعتي الشخصية فان جميع الانتخابات العربية التي جرت والتي ستجري لأمد غير محدود ستظل موضع طعون وشكوك نظرا للآليات التي تتحكم فيها كالدين والمال والنفوذ.

وعلى سبيل المثال، فان الانتخابات المغربية على إطلاقها حملت الى البرلمان نوابا اميين لا يفكون الخط، بل أن بعضهم حوكم لقيامه بتزوير شهادة الابتدائية!!! كما أوصلت الى الحكومة وزراء فاسدين لا يتورعون عن أكل لحم شعبهم نيئا.

والانتخابات العراقية جاءت بحفنة من المتخلفين والطائفيين من مختلف المذاهب وعناصر لا يجمع بينها سوى الانتهازية والمنفعة الشخصية، والأدهى أنها جاءت برئيس للبرلمان يستخدم الحذاء بدل المطرقة، قبل أن يضطر للاستقالة هو وحذاؤه.

ورغم ذلك فأن الأمر يهون في الحالتين المغربية والعراقية، في حين جاءت انتخابات فلسطين بمجموعة اسلامية متطرفة تريد تطبيق الشرعية واقامة إمارة على غرار إمارة طالبان سيئة السمعة والصيت، ولم تنتخب لبرنامجها وانما بسبب استشراء الفساد في بطانة السلطة الفلسطينية وتركة تاجر الشنطة المعروف ياسر عرفات.

وعودة الى موضوع الزميل نيوترال والمكتوب بأسلوبه المعروف والمميز والذي يصعب مجاراته، أرى أن من مجرد التفكير في حوار أمريكي ـ عربي هو نوع من العبث، فالحوار مصطلح مازال غريبا على العرب الذين اعتادوا لحل مشاكلهم على العنف واستخدام وسائل القوة حين تتاح أو دفن الرؤوس في الرمال مثل النعامة.

العلاقة العربية الأمريكية في الواقع هي علاقة تابع ومتبوع كما كانت من قبل مع بريطانيا قبل أن تخلي مكانها للعم سام ليتولى دور سيد المنطقة بدون منازع.
ولا أعتقد ان أمريكا ترغب في حوار مع العرب حتى لو وجد المخاطب العربي فعلا أو أختراع اختراعا، بل تريد الابقاء على دورها التقليدي في المنطقة.

ولو افترضنا ان أوباما أطلق فكرة الحوار مع العرب، فما هو جدول أعمال هذا الحوار المفترض مع عرب ثلاثة أرباعهم فقراء يستجدون المساعدات الخارجية والربع الرابع جميع ايراداته ومدخراته من النفط موجودة في البنوك الأمريكية وهي تنقص أو تزيد حسب خبراء البورصة ووفق ارادتهم.

أوباما الذي وصل الى رئاسة الولايات المتحدة بفعل الحظ والصدفة وعوامل داخلية يتصرف نتيجة انحداره القريب جدا من بلد ينتمي الى العالم الثالث بعقلية رئيس كينيا وليس رئيس القوة الكبرى في العالم، لذلك يطلق أفكارا طوباوية مثل فكرة الحوار مع العرب وسيظل عقله يدور في فلك العالمثاثية طوال مدة ولايته، وربما يتخلص من ذهينته هذه ويحدث لديه التحول الكبير ليتحدث كرئيس أمريكي بحق وحقيق في الولاية الثانية، هذا إذا ابتلع الامريكيون واقع فوز أسود نصف مسلم بالرئاسة ومنحوه الثقة مرة ثانية.



تحياتي للجميع