Array
مع أني أتمنى أن يكون الكتاب حيادياً و غير متحيزاً، لكني أخشى من أن يجعلني أغير وجهة نظري بفيديل!! <_<

أحب فيديل كثيراً و أقسم أنني لو كنت كوبياً لرضيت بحكمه إلى الأبد!

لنترك الكتاب و الزمن و القلب يحكموا ... (f)
[/quote]
قرأت من الكتاب حوالي 20 صفحة. لكن و من البداية شعرت باستغباء لعقل القارئ. فالكاتب منذ البداية سخر من الشخصيات "الكارزمية" في القرن العشرين و اعتبرهم سحرة استطاعوا أن يخدروا الشعب و يقنعوه بأن أموره تحسنت للأفضل. ثم عندما بدأ بالفصل الأول - و هو يتحدث عن الذكرى الثلاثين للثورة الكوبية- مرت عيوني على عدة معلومات مضحكة إلى أبعد الحدود و لا تتفق إطلاقاً مع المنطق. فياليت الكاتب جعل من أيام باتيستا أفضل من أيام فيديل، إنه تجرأ على اعتبار أن "هافا كانت فردوساً أيام الاستعمار الإسباني"!!!!! و أن الوضع في كوبا بعد ثلاثين عاماً لم يتغير إطلاقاً عما كان أيام باتيستا. التاريخ لا يسير إلا إلى الأمام و الثورة الشعبية لا يمكن أن تأتي إلا تلبية لمصالح الجماهير، و قد تخفق في ذلك لكننا لم نسمع في التاريخ عن أن "الوضع قبل الثورة كان أفضل". فالثورة الفرنسية تعرضت لردة بونابرتية لكنها تابعت في المضي قدماً إلى الديمقراطية الرأسمالية و لم تفكر يوماً بالرجوع إلى الإقطاعية. و كذلك الأمر بالنسبة للثورة الروسية التي تحولت إلى الليبرالية لكنها لم تفكر يوماً ببعث الكنيسة الأرثوذكسية.
يعني أنا لم أزر كوبا -للأسف- حتى الآن، لكني أستطيع من مكاني في الشام تسخيف هذا الكلام. ففيديل ليس إلهاً حتى "تعبده" الجمهاهير خمسون عاماً دون أن يقدم لها شيئاً. سوى التنويم المغناطيسي ،هه. و فيديل ليس أول ديكتاتور يحكم العالم، فهنالك بينوشيه -الذي لم يأتي إلى ذكره الكاتب إطلاقاً،سبحان الله- و هنالك فرانكو و هنالك هتلر و هنالك عبد الناصر و ستالين.. لكن كلنا يعلم تماماً أن نهاية بينوشيه تختلف تماماً عن نهاية ناصر. و سنرى قريباً نهاية فيديل -حيث لا مجال إطلاقاً- للنفاق..
على العموم قال الكاتب بالمقدمة "عندما تبدأ بقراءة الكتاب ستقول (طبعاً .. و لكن) و في النهاية ستقول (أوه .. يا إلهي)". عن نفسي لم أقل "طبعاً" إطلاقاً حتى الآن، لم أقل سوى "لكن". و على الرغم من ذلك سأكون كريماً و أتابع القراءة بانتظاره هذه الـ "أوه .. يا إلهي".