{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
غزة الفاضحة.. معركة المعاني
rami111yousef غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 513
الانضمام: Jul 2008
مشاركة: #6
غزة الفاضحة.. معركة المعاني
غزّة ومصر... المصير والإرادة
سمير العيطة: رئيس التحرير
افتتاحية لوموند ديبلوماتيك النشرة العربية
توقّف العدوان الإسرائيليّ على غزّة قبل ساعاتٍ من احتفال تنصيب باراك أوباما على سدّة الرئاسة الأميركية. هكذا دفعت الإدارتين الراحلتين، تلك لجورج والكر بوش (رَحَلَت) والأخرى للثلاثي أولمرت-باراك-ليفني (الراحلة قريباً) بقنبلةٍ أخرى إلى يد الرئيس الجديد: قلب الطاولة في الشرق الأوسط، كي لا يبقى له سوى الكلام المعسول حول حوار الحضارات (الإيجابي حتماً في بداية الأمر). ليس فقط أنّ الدولة الفلسطينيّة لم تقُم رغم الوعود، بل تمّ فلسطينيّاً ترسيخ أوضاع الحصار والشرذمة في الضفّة كما في غزّة، مع الاستبقاء حاليّاً على تجويع غزّة المدمّرة كتحدّي متفجِّر للجميع؛ وتمّ إرساء قفزة في العلاقات الإسرائيليّة-الأمريكيّة على المستوى العسكري، تضع هيمنتها ليس فقط على فلسطين بل على العالم العربي برمّته؛ وتمّ بفعل الوحشيّة واللاإنسانيّة تجييش الشعور الدينيّ، لدى كافّة الأطراف، إلى أقصاه لإبعاد أيّ إمكانيّةٍ لسلامٍ على المدى المنظور.
انتصرت غزّة... بصمود أهلها وعنادهم، رغم القنابل الفوسفوريّة وقتل الأطفال أمام أهلهم وفي مراكز الأمم المتحدة، ورغم كلّ التدمير. انتصرت غزّة رغم المحنة لأنّها بواقعيّة فطريّة ما زالت تمدّ يدها إلى العرب، وأوّلهم إلى مصر التي شاركتها في السابق وستظلّ أبداً... المصير. فغزّة تعرف أنّه منذ عام 2007، فرض الكونغرس الأميركي شروطاً على المساعدات إلى مصر - لأوّل مرّة منذ اتفاقية كامب ديفيد - ترتبط مباشرةً بمشاركتها في الحصار. وغزّة تعرف أنّه لا يسمح للمصريين أن تسمّى حدودهم معها "حدوداً"، بل "معابراً"(1)، كما تسمّى نقاط التواصل بين "بانتوستانات" الضفّة الغربيّة. وغزّة تعرف أنّها تدفع ثمن عدوانٍ ليس عليها فقط، بل أيضاً على مصر؛ فالاتفاقية الأمنية التي وقّعتها تزيبي ليفني مع كوندوليزا رايس تنصّ صراحةً على وصاية مخابراتيّة وعسكريّة إسرائيليّة-أمريكيّة على سيناء (بالتعاون مع حلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي)، بل أيضاً على كلّ المجال البحريّ حول مصر (بما فيه ضمنيّاً قناة السويس) (2). وغزّة تعرف صدق تعاطف شعب مصر معها (بما فيها وإن لم يكُن واضحاً اليوم بعض الجهات المؤسّساتيّة)، وأنّ المعركة السياسيّة المحتدِمة هناك حولها، هي أصلاً معركة مستقبل مصر السياسي، والتوريث، ودورها الإقليمي.
انتصرت غزّة... بصمودها؛ ولكنّها تعرف أنّ انتصارها لا يُمكن أن يكلّل سياسيّاً إلاّ بمساعدة مصر، حدودها العربيّة الوحيدة؛ وإلاّ عندما تنتصر مصر على نفسها، لتعود مصر... مصر.
ما أرادته الطغمة العسكريّة في إسرائيل من الحرب على غزّة، وكلّفها كلّ هذا الثمن "الأخلاقي" حول العالم والمخاطرة بمحاكمٍ عالميّة لجرائم ضدّ الإنسانيّة، هو إذاً رهانٌ كبير. وهو أن تنضمّ إسرائيل - في اللحظة الأخيرة قبل رحيل إدارة بوش - إلى منظومة القواعد العسكريّة الأمريكيّة التي انتشرت في المنطقة، فارضةً واقعاً فريداً على الإدارة الجديدة (التي تحتاج لجهازها العسكريّ للخلاص من المآزق من باكستان إلى الصومال). وترفُض هذا "الواقع الفريد" على مستوى المنطقة ليس فقط إيران كقوّةٍ إقليميّة، بل أيضاً وخصوصاً تركيا، وحتّى دول الخليج العربي، بما فيها العربيّة السعوديّة، التي لا يُمكِن أن تَخفى عليها تداعيات هذه القفزة في الترابط العسكريّ الأمريكي-الإسرائيليّ. ما قامت به إسرائيل كان إذاً لقلب الطاولة قبل ظهور فشل تجييش السنّة ضدّ الشيعة (والعكس بالعكس)؛ إذ لا يُمكِن أن يستقرّ العراق لتأمين انسحابٍ "مشرّفٍ" لقوّات الاحتلال الأمريكيّة (وهو هدف السيّد أوباما المُعلَن) دون وحدة العراقيين؛ كما لا يُمكِن للولايات المتّحدة أن تنفتِح على إيران بهدف تركيز جهودها على أفغانستان وباكستان دون إيقاف هذا التجييش الذي لا معنى له، والوصول في نهاية المطاف إلى مصالحة كبيرة سعوديّة-إيرانيّة (ربّما تلعب فيها تركيا أيضاً دوراً رائداً). إسرائيل تقفِز إذاً إلى ما هو أبعد من لعبة التجييش الطائفيّ، في حين سيخسَر واضحاً كلّ من ما يزال يراهن عليه.
انتصرت غزّة... بصمودها. وأفشلت محاولات إحداث الشرخ بين "الإسلاميين" و"العلمانيين"؛ فها هو مروان البرغوثي من سجنه وهاهي الجبهة الشعبيّة وغيرها يدعمون المقاومة والمثابرة والصمود. وانتصرت غزّة لأنّها عرّت الأنظمة العربية (وجامعتها)؛ فهذه الأنظمة غير قادرة لا على دعم غزّة، ولا على إقرار أيّ شيءٍ له معنى في قمّة اقتصادية اجتماعية تنمويّة ("تمّ التحضير لها بعناية!"). وبرزت هذه الأنظمة قزمة أمام رئيس الوزراء التركي (المنتخَب هو من شعبه بشكلٍ حقيقيّ) ومواقفه المشرّفة.
وانتصرت غزّة مع أنّ غالبيّة الإسرائيليين يدعمون حرب طغمتهم العسكريّة دون رحمة. وهذا الانتصار الأخير هو الأهمّ. أراد الصهاينة أن يكسروا إرادة الشعوب العربيّة، كما في عام 1967. ولكنّ غزّة أعادت إلى ذاكرة العرب وكلّ المسلمين ومن يشاركهم في إرثهم الحضاري (أي الفرس والأتراك والكرد وغيرهم)، أنّ مشروعهم دخيل على هذه المنطقة، وأنّهم مهما دجّجوا بالسلاح لن يستطيعوا محو إرادتها. وأنّ أبناء هذه المنطقة ما زالوا يذكرون أن أهمّ حربٍ عربيّة-إسرائيليّة كانت حرب الاستنزاف 1967-1973، وأنّهم قادرون على تحمّل كلفٍ كبيرة ليبقوا مرفوعي الرأس.
عبر عدوانها الوحشيّ على غزّة، أفرغت إسرائيل مفاهيم "السلام" التي أرسيت منذ مدريد من محتواها، وكذلك كافّة المشاريع الملحَقة من نوع "الاتحاد من أجل المتوسّط". فما معنى "السلام" المصري-الإسرائيليّ إذا تقلّصت سيادة مصر درجةً أكبر على سيناء؛ وما معنى البحث عن سلام سوري-إسرائيليّ أو لبناني-إسرائيليّ اليوم؛ وما معنى "تطبيع" العلاقات بين دول الخليج العربي وإسرائيل على أساس "مبادرة السلام العربيّة"؛ وما معنى الحوار المشترك عن الحماية البيئيّة للمتوسّط!
لقد فرضت الطغمة العسكريّة الإسرائيليّة معادلة جديدة للمستقبل: أنّه لن يكون هناك سلامٌ حقيقيّ دون كسر إرادة إسرائيل. وقد أثبتت غزّة أنّ ذلك... ممكِنٌ.
هوامش:
(1) راجع جميل مطر: "آخر هدايا بوش إلى مصر والعرب"، صحيفة الحياة، 26 كانون الثاني/يناير 2009.
(2) نشرت صحيفة "ها أريتز" الإسرائيليّة نصّ الاتفاقية في 17 كانون الثاني/يناير 2009.
02-07-2009, 12:03 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
غزة الفاضحة.. معركة المعاني - بواسطة ربما - 02-03-2009, 03:40 PM,
غزة الفاضحة.. معركة المعاني - بواسطة المنسي - 02-03-2009, 09:35 PM,
غزة الفاضحة.. معركة المعاني - بواسطة rami111yousef - 02-07-2009, 12:03 AM
غزة الفاضحة.. معركة المعاني - بواسطة لءيتال - 02-09-2009, 10:53 PM,

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
Star إيران وأذرعها في المنطقة ... معركة الوجود والنفوذ والمصير زحل بن شمسين 1 638 06-03-2013, 02:04 AM
آخر رد: زحل بن شمسين
  معركة تفكيك الرؤوس الذرية غسان العوني 1 766 04-15-2007, 01:22 PM
آخر رد: غسان العوني
  معركة الطائف؟ الكندي 1 829 01-23-2007, 11:11 PM
آخر رد: الكندي
  أين تجري معركة العرب الأعظم؟ thunder75 3 865 12-22-2006, 09:53 AM
آخر رد: thunder75
  خالد بن الوليد و معركة أحد .. جقل 67 18,090 10-22-2006, 11:19 AM
آخر رد: على نور الله

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS