بوادر و متغيرات قبل الانتخابات اللبنانية
خلافات بري-عون تتفاقم
"السياسة" - خاص:
تدخلت جهات سورية عليا من أجل تجميد الخلافات المستفحلة بين "التيار الوطني الحر" برئاسة العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري, خصوصاً أن هذه الخلافات ارتفعت وتيرتها وحدتها على الترشيحات الانتخابية في دوائر جزين ومرجعيون وجبيل.
وعلم أن الوزير السابق ميشال سماحة قام بدور مباشر في محاولة لرأب الصدع, وكذلك فعل الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي فايز شكر, إلا أن كل تلك الجهود لم تفلح في تبريد الرسائل الساخنة المتبادلة بين الرجلين.
وبحسب مقربين من عون, فإنه يتهم الرئيس بري بأنه هو الذي يقوم بتحريض نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر على العماد عون وأنه يساهم إلى حد بعيد بترويج فكرة الوسطية من أجل إضعاف العماد عون كرد منه على محاولات عون قضم مقاعد نيابية من حصة الرئيس بري.
ويبدو أن هذا الخلاف مرشح لأن يتفاقم إلى مدى أبعد, في حين أن "حزب الله" الذي تربطه وثيقة التفاهم مع عون والتحالف الطبيعي مع الرئيس بري لايزال على الحياد في هذا الخلاف لأنه لا يريد ان يتدخل إلا في حال تأكد أنه قادر على حل الخلافات.
أما حول فكرة الوسطية فاليكم التالي:
بدأت الكتلة الوسطية تشق طريقها على نار حامية وهي تتألف بمعظمها من شخصيات لا تنتمي إلى فريقي 8 و14 آذار, من رجال الأعمال وسياسيين معتدلين من أصحاب السجل الأبيض والنظيف, الذين لم يسجل عليهم طيلة الأحداث والأزمات السياسية المتلاحقة أي جنوح باتجاه التعصب الطائفي والمذهبي.
وعُلم أن من بين الأسماء البارزة التي يرجح انتماؤها إلى الكتلة الوسطية, نعمة إفرام نجل الوزير السابق جورج إفرام وأدمون غاريوس صهر النائب ميشال المر الملقب ب¯"موني", ونقيب أصحاب الفنادق السياحية بيار الأشقر, ويتردد أسماء النواب: هنري حلو, نعمة طعمة, ميشال فرعون وغيرهم.
وأشارت مصادر متابعة إلى أن القوى الاقتصادية التي شجعت هذه الأسماء على الترشح إلى الانتخابات, كانت أبلغت رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن من أهم أهداف هذه القوى هو العمل من أجل الجمهورية, لأن رجال الأعمال اللبنانيين هم الذين حافظوا على صمود لبنان واستقراره في وجه الأزمات التي تسببت بها أخطاء الأطراف السياسية والمتداخلون معهم محلياً وخارجياً, وبالتالي يحق لرجال الأعمال اللبنانيين أن يشكلوا جزءاً مهما من بنية هذا الوطن وفي عهد الرئيس سليمان بالتحديد.
من جهة ثانية, علمت "السياسة" أن رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون منزعج جداً من موقف النائب ميشال المر الذي أعلن افتتاح المعركة الانتخابية في المتن الشمالي بتكريس تحالفه مع "حزب الكتائب", بعد استكمال المشاورات التي أفضت للتعاون مع رئيس المنسقية في الحزب سامي أمين الجميل و"حزب الطاشناق".
وتفيد المعلومات أن الجميل الابن والمر يقومان بالتحضير للقاء مصالحة ومصارحة بين "حزب الطاشناق" والرئيس الجميل بعد عودته من جولته الأوروبية.
وفي المعلومات التي حصلت عليها "السياسة", فإن النائب المر أبلغ الجانب السوري بواسطة نجله وزير الدفاع الياس المر شروطه لعودة التحالف مع العماد عون وأنه لا يقبل بأقل من تقاسم المقاعد النيابية بينه وبين الأخير, لأنه يعتبر نفسه أنه ضحى كثيراً لأجل العماد عون في انتخابات 2005, والانتخابات الفرعية في 2007 ولم يأخذ منه شيئاً, وهذه المرة حان وقت تسديد الفاتورة بعد كل الذي حصل بين الرجلين وأدى إلى خروج المر من تكتل "التغيير والإصلاح".
لكن وبحسب المعلومات, فإن الجانب السوري لم يعطِ المر الجواب المطلوب, ما اعتبره الأخير جواباً بعينه, أي أن الرسالة وصلت بحسب المصطلح اللبناني, ولكن عندما حاول الجانب السوري التدخل كان المر أعلن فتح معركة المتن, مسقطاً منها تحالفه السابق مع العماد عون, ما جعل الأخير ينفجر غاضباً في اجتماع التكتل ويقول لمن حوله "إذا أرادها المر معركة فلتكن", في حين أن النائب المر أعلن أن المعركة مع عون, معركة أحجام, وليست نتيجة لخصام سياسي.
وتفيد المعلومات أن خلاف المر وعون سينعكس على معظم الدوائر الانتخابية في الجبل وخصوصاً في بعبدا وكسروان وزحلة وجبيل وبيروت الأولى حيث للنائب المر تأثير انتخابي قد يوظفه ضد لوائح العماد عون.
وعلى هذا الأساس طلب العماد عون من حليفه "حزب الله" الضغط على رئيس مجلس النواب نبيه بري لإطلاق يده في موضوع الترشيحات في أقضية جزين ومرجعيون والزهراني كتعويض عن خسارته المرتقبة في جبل لبنان, لكن بري رفض رفضاً قاطعاً التنازل عن حقه الطبيعي في إعلان اللوائح في الأقضية الثلاثة تحت أية ذريعة.
ورد "حزب الله" على حليفه عون بأنه حتى اللحظة لم يستطع أن يغير من موقف بري, الأمر الذي سيوجه أنظار العماد عون مرة جديدة إلى سورية لمطالبتها بالمحافظة على ماء الوجه كما وعدته.
و على ما يبدو فان هناك عملية اضعاف للجنرال عون ،و تنفيس مقصود له ، من قبل حركة امل . خاصة ان هناك من يتحدث عن اتفاق غير معلن حتى اللحظة ، بين امل و اللقاء الديموقراطي . و الايام القادمة ستكشف المزيد مما يحدث من تغيرات في التحالفات ما قبل الانتخابات .
:Asmurf:
:Asmurf:
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-08-2009, 11:01 PM بواسطة Awarfie.)
|