الزملاء الأعزاء بعد التحية والاحترام اعتذر لتأخري بالمداخلة لضغط العمل، وأبدأ مع بعض الملاحظات على كلام الزميل فلسطيني كنعاني وتتمثل في الآتي:

أولا: التفريط بالثوابت أمر واقع وعملي تمارسه سلطة المقاطعة بقيادةرئيس السلطة السابق "محمود عباس"، فمن يعترف بإسرائيل كدولة شرعية حتى قبل قيام الدولة الفلسطينية، ومن يتغاضى عن يهودية الدولة ويعترف فيها من تحت الطاولة ويقول هذا أمر داخلي، لا يفرط بحق اللاجئين فحسب وإنما يهدد مليون ونصف مليون فلسطيني وعربي يعيشون في مدن فلسطينية محتلة عام 48 بالترحيل.
وعلينا أن نتصور حال القضية الفلسطينية بدون حماس، مع استفراد محمود عباس وياسر عبد ربه ونمر حماد وغيرهم ممن حولوا القضية إلى توفير الراتب آخر الشهر، والذين يصرحون صباح مساء أن المطالبة بحق عودة اللاجئين أمر غير منطقي وأنهم يبحثون عن حلول مبتكرة للاجئين.
عباس يسوق ثقافة خطيرة تضرب عمق العقلية الفلسطينية وتهز ثوابت الشعب بشكل مخيف وان كانت قضية اللاجئين أخطرها ولكنها ليست الوحيدة، وحماس تحمل شرف صد هذا التفريط الممنهج والمخطط من قبل عباس وبطانته السيئة، ولن تسمح لهم حماس بالتفرد في مصير قضية فلسطين خصوصا أنهم أقلية.
وعن واقع إسرائيل الموجود لا احد ينكره، ولكن الاختلاف يظهر بين من يقر ويعترف هذا الواقع وينسق معه ويتبعه ويخدمه ويتخابر له ويتعامل ويتعاون معه، ومن يقاتله ويرفضه ويقاومه.

ثانيا: انحدار المقاومة أخي العزيز مرتبط بفاعلية أجهزة امن دايتون في الضفة الغربية، فحماس الفصيل الوحيد الذي مارس المقاومة علانية وهو في الحكم والسلطة وضرب مثال فريد في الجمع بين السلطة والمقاومة، ونفذت كتائب القسام أروع العمليات من قطاع غزة وفي الضفة الغربية رغم التضييق والملاحقة، وفي قلب "فلسطين 48" أبان فترة حكومة هنية، اذكر على سبيل المثال لا الحصر عملية "الوهم المبدد" البطولية و أسر فيها "جلعاد شاليط" وقتل آخرين، وعملية ديمونا الاستشهادية و قتل فيها علماء صهاينة يعملون في المفاعل النووي، وعملية نذير الانفجار اقتحام "كريم ابو سالم" بمجموعة فدائية كبيرة من كتائب القسام واستشهاد أربعة من المجاهدين وإصابة عدد كبير من الجنود وتفجير ثلاث سيارات مفخخة وانسحاب عدد آخر، هذا على غرار عشرات تفجير العبوات وآلاف الصواريخ،
اما عن الضفة الغربية تعيش تحت احتلال مزدوج، الجيش الإسرائيلي و قوات امن دايتون، والتي تقوم باعتقال وملاحقة المقاومين من كتائب القسام 500 مجاهد، ومن سرايا القدس ومن كتائب فرسان الليل " فتح الشرفاء" ومن كتائب الأقصى الغير موالين لعباس، علماً آن هناك تنسيق كامل وكبير بين الجيش الإسرائيلي وقوات امن دايتون.
ومع ذلك المقاومة بخير وبصحة في قطاع غزة وانتقلت من مرحلة العمل التكتيكي إلى الاستراتيجي، وما قامت به في عملية صد العدوان عن غزة ومواجهة الجيش الإسرائيلي لهو دليل على تطور ونمو وازدهار المقاومة في غزة، ورغم ان كتائب القسام هي رائدة وقائدة العمل المسلح ألا أن هناك مساحة كبيرة توفرها حكومة هنية الشرعية لفصائل المقاومة، فهناك مواقع تدريب للجهاد الإسلامي ولألوية الناصر صلاح الدين وللجان المقاومة الشعبية ولمنظمة الأحرار ولكتيبة المجاهدين التابعة لفتح الشرفاء ولكتيبة أيمن جودة التابعة لكتائب الأقصى أيضا ولمجموعات حسن المدهون التابعة لفتح الشرفاء ولأبو علي مصطفى وغيرهم من الفصائل المناضلة على مختلف التيارات. حكومة غزة الآن حاضنة للمقاومة وحماس تمد مجموعات كثيرة بالصواريخ والعبوات ومضادات الدروع، وتنسق معها وتمولها ومنها مجموعات فتحاوية ترفض عمالة امن دايتون .
وأما عن المقاومة في الضفة فاتوقع ان تنتعش بإذن الله بعد إخراج المناضلين من السجون مقابل شاليط في الضفة، وهناك إصرار من قبل القيادة السياسية في حماس على ان تشمل الصفقة خروج كلا من المناضل احمد سعدات والمناضل مروان البرغوثي عل الأخير يقوم بإعادة ترميم حركة فتح وإرجاعها لخطها المقاوم والثوري الاصيل.

ثالثا: الحصار على غزة يتحمل مسؤوليته الاحتلال ومن يعاونه ويشارك في خنق غزة فقط ، وهذا أمر بديهي فهل تحمل أنت حماس مسؤولية الحصار الظالم؟ وتعفي إسرائيل المجرمة؟ وهل تطلب من حماس ان تستسلم لهذا الحصار وترفع الراية البيضاء، وتنفذ شروط أبو مازن المتمثلة بالاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقيات المجحفة إلي "ورط" فيها الشعب الفلسطيني؟ وشو اسمنا مناضلين وثوريين وانقلابيين؟
ورغم ذلك هناك إدارة ذكية للازمة وللحصار، فحماس توفر رواتب 30 ألف موظف وموظفة رغم الحصار والتضيق والمقاطعة الدولية، وبحمد الله لا تتأخر حكومة هنية عن دفع رواتبهم يوم واحد،
وهناك ابتكارات فلسطينية في غزة، أهمها فك الحصار بطريقة المقاومة والأنفاق والتعاطف الدولي، هناك عمل دءوب ولجان فعالة ونتيجة مرضية، ونحن على أعتاب إجبار العالم أن يعترف بحقنا في تقرير مصيرنا، فهناك اتفاق مشرف يقوم على فتح المعابر ووقف العدوان وفك الحصار في مقابل وقف الصواريخ" العبثية"
في حين أن حكومة فياض "الخبير المالي الكبيـــر" ترتبك وتنخض مع اقتراب نهاية كل شهر وتبدأ بالحساب والطرح والجمع والقسمة والتأجيل والتبرير، لتأخير الرواتب وسرقة فوائدها، بالإضافة لعملية نهب مئات رواتب الموظفين شهريا فهناك كل شهر مئات العائلات تنضم إلى الأسر المقطوعة رواتبهم، والله هناك اسر تُبكي الحجر يتم قطع رواتبهم من رام الله، وما زلت اذكر صوت "المرأة المخنوق وهي تتصل وتقول أبو كرم عمره كان حماس يا أبو وائل" تقطع قلبي على عيونها الباكية وصوتها المتحشرج وولدها المصدوم بجوارها داخل إحدى سيارات الأجرة عائدة من بنك فلسطين، يا زميل كل شهر هناك مجزرة بحق عشرات ومئات الموظفين خلفهم آلاف الأفواه الجائعة، تسرق رواتبهم بدون وجه حق.

رابعا: حماس لم تستلم السلطة إلا بعد الحسم 2007 قبل ذلك كانت في صراع مع المتمردين من الاجهزة الامنية وفرق الموت والعربدة والعائلات والفلتان والانقلابيين، وكان هناك تمرد كبير من قبل الأجهزة الأمنية على الوزير آن ذاك الشهيد سعيد صيام رحمه الله ، وما حدث لسميح المدهون رحمه الله عمل فردي مدان ولا يعبر عن أسلوب حماس في التعامل مع خصومها ولا ننسى ان عملية قتله تمت (في أجواء فتن وفوضى)، وتتحمل حركة فتح ومحمود عباس وقيادته الهاربة مسؤولية مقتله بهذه الطريقة، بعدما صنعوا حوله بربوغندا كبيرة، وللأسف سميح كان يمكن أن يكون مشروع مناضل مميز، لما يتمتع من جسارة وقوة وعزيمة عسكرية ملاحظة، ولكن التوجيه الخاطئ من قبل قيادات الانقلاب وتزويده بالسلاح والسيارات وحرف مساره أعطى هذه النتيجة المرة والمؤلمة لنا كشعب فلسطيني.
وأضيف معلومة ربما تسمعها لأول مرة ان حماس بذلت جهداً كبيراً لتحييد سميح المدهون قبل أن يغادر بيت لاهيا، وتم الجلوس معه عدة مرات وإقناعه أن يكف عن بعض أعماله والتفرغ لمقاومة المحتل، وكان يقبل سميح في بداية الأمر إلا أن تدخل احد رموز الهروب الكبير يحول دون تنفيذ تعهداته.

وأنا لا استطيع أن أدافع عن أسلوب القتل لأنه كان بشع وآمل ألا يتكرر، مع تأكيدي انه موضوع الحسم كبير ومتشابك ولا أود الحديث عنه في النادي بشكل مفصل ولدي كلام كثير وتفاصيل دقيقة. ولا أؤيد أن يتم مناقشته بالشكل العلني. وأحب التركيز على الفكرة الرئيسية وليس التفاصيل الصغيرة، وجميع قتلى الحسم نرجو لهم المغفرة والرحمة، وهناك أعداد كبيرة شهداء من حماس في هذه الفترة، منهم أئمة مساجد وعلماء وحفظة قران ومجاهدين وتجار كبار وعسكريين في القوة التنفيذية بالإضافة لحرق البيوت وتشريد العائلات من بعض المناطق.

وما زلت أقول أن حكومة هنية إلى الآن لم تعطى الفرصة الحقيقية لإثبات نموذجها الفريد والراقي في السلطة والقائم على أساس ابتكار " حكومة المقاومة" تؤسس لتحرير، للحكم بعد ذلك عليها. والسؤال لماذا هذا الخوف من حماس لماذا لا يعطوها الفرصة ولو لعام واحد بدون اختلاق الأزمات والمشاكل؟ ثم يتركوا الشعب ليحكم عليها من خلال انتخابات حرة ونزيهة؟
لا شك أن إسرائيل وحلفائها وعلى رأسهم المقاطعة في رام الله خائفون من تجربة حماس ؟ فإذا العالم كله عليها وما زالت ثابتة صامدة قوية فما بالك إن اشتغلت بالراحة وبهداوة بال.

الزميل احمد لي ملاحظتين على مداخلتك ساحاول توضيحهما باقرب فرصة ان شاء الله.