كان لي شرف الحديث لأخ صديق كاهن قسيس لكنيسة قبطية أرثوذكسية. تمتعنا بالحديث معاً حديث الأخ لأخيه. سألته أمام زوجته: أريد أن أسألكما سؤال وأخجل أن أسأله. أسمع زوجتك تناديك دوماً بعبارة "أبونا" "أبونا" ولا تعرف لفظ آخر تناديك به. لنفرض أن الضيوف توكلوا على الله وراح كل واحد لحال سبيله فبماذا تناديك هي يا "أبونا"؟ أجاب بإصرار: أنا أبوها. لا تقدر أن تناديني سوى بـ "أبونا". أنا أبونا للجميع ولها كذلك.

كيف لرجل يضاجع إمرأته وبينهما ما بينهما من دلال وعلاقة حميمة ومع ذلك لا تعرف هي سبيل للدلال إليه سوى أن تراه في وضع "أبونا". كلنا يحب من يقوم بتدليله والإنسان كائن اجتماعي وله عواطف ومشاعر. كيف للمؤسسة الكنسية أن تلغيها تماماً؟ العمامة السوداء تجعل من الإنسان بما لديه من إحساس جياش وتوق لتوأم الروح ينتظر من زوجته أن تراه "أبونا" كما هو "لدى" بقية القطيع المسكون بالفكر التعاويذي. من فينا لا يتوق لفتاة تناغشه وتناديه بأسماء الدلال وشتى ألفاظ الدلع وتنفرج أساريره لسماع اسمه يتم إنشاده بأكثر من طريقة؟ بالنسبة لي أفرح بسماع اسمي تقوله فلانة لي: كيفك يا برهوم؟ أو برهومة حبيبي أو كل هذه الأمور التي تحسس الإنسان أنه "مرغوب فيه لذاته هو".

ما رأي الإخوة الأقباط في نادي الفكر في وجود هذه العقلية؟ أهذا هو الدسم الروحي المزعوم؟ أن يعيش الإنسان في عزلة الألقاب وما تأتي به من عزّة مزيفة ويصيبه الحرمان العاطفي من جراء ذلك في حين العاطفة جزء أساسي من تكوينه؟

الحق يقال: عندي أسباب كثيرة للاعتراض على الإسلام ولكن في الوقت ذاته عندي أسباب كثيرة للإعجاب بالإسلام. أكثر شيء يعجبني في الإسلام هو أنه الجميع فيه سواسية كأسنان المشط ولا رهبانية ولا حاخامية في الوقت الذي كان كثير فيه من المسيحيين واليهود في عهد محمد اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله....


قولي لي بالحق عليكم يا شباب: عندما ينتظر الكاهن الأرثوذكسي من زوجته التي يتعرى أمامها ويشهق كل شهقة أمام شهقاتها وتأوهاتها (بين شجو وحنين!) وأنفاسها الحارة وقت اللقاء في كل أورجازم يأتي عليها وفي كل هذا ( ! ) هي تناديه بإسم "أبونا"؟


كيف؟

نفسي أفهم فعلا....



وكيف تنتظرون من واحد وارد من المجتمع المسلم أن يتقبل مثل هذه الـ..................... الأمور؟ سأقول "أمور" من باب الأدب ولكن في جعبتي الكثير من النفور مما أراه من ربوبية الكاهن ولا سيما عندما تقول له خليلته التي يضطجع معها "أبونا".


ما قولكم أدام الله ظلكم؟