Array
مهما كان موقفنا من الوضع العراقي الحالي, و من النظام البعثي السابق, و من رؤيتنا لمستقبل العراق, و و علاقة ابنائه ببعضهم , و علاقتهم بمحيطهم, و بالعالم, الا انه لا يمكننا ان نكون ضد اعتبار الوجود الامريكي الحالي احتلالا (و لو كان مفيدا و له فوائد) و لا ضد جعل مكوث هذا الاحتلال مكلفا -ولو رمزيا- فقط تسجيلا للتاريخ و كدرس من اجل المستقبل,

و انا مع ان يتم توديع رحيل اخر جندي امريكي بقذيفة و لو رمزية نودعه بها و لا يتعارض ذلك أبدا مع الشكر الكامل له الذي يكنه البعض محقين و للوضع الافضل الذي خلفه وراءه...
[/quote]

1ـ ليس من المنطقي ان نغض النظر عن الوضع العراقي الحالي والنظام البعثي السابق ورؤية مستقبل العراق وعلاقتهم بمحيطهم وبالعالم .. فمثل هذا الكلام يسمى انتقائية يفتقر للحياد، والأهم يفتقر للجانب الانساني، حيث يتحول الى دوغمائية.
جميع الحالات التي تريد غض النظر عنها مترابطة، فلولا النظام البعثي السابق لما اصبحنا امام الوضع الحالي في العراق، ولما تحولت نتيجة ذلك علاقات العراقيين على ما هي عليها الآن.

2ـ الوجود الأمريكي الآن وجود حليف وليس احتلالا، ولغة الاحتلال باتت من المسكوكات القديمة التي يتعامل بها المؤدلجون العميان الذين أفقدهم عماهم القدرة على قراءة الواقع العراقي بعد 6 سنوات من التغيير.
هؤلاء المؤدلجون العميان يغفلون عن احتلال ايران للمحمرة أو الأحواز (عربستان) العراقية والجزر الثلاث الاماراتية واحتلال تركيا للواء الاسكندرون السوري واحتلال السعودية لنصف الأراضي اليمنية.
الأمريكون اقتعلوا شأفة نظام من أحقر الأنظمة التي عرفها التاريخ وأكثرها فاشية وعدوانية وأنهوا الى الأبد سلاسة دكتاتور بلطجي مجهول الأصل جاء من الشارع وكان من الممكن أن تبقى تتسيد العراق مثلما تتسيد اليوم قبائل البدو الرحل دول الخليج وتتوارثها أبا عن جد.

3ـ للأمريكيين أجندتهم التي التقت مع رغبة الغالبية من العراقيين، وهم حتى لو سحبوا قطعاتهم من العراق، فان سيبقون على وجودهم بطرق أخرى، ويكفي أنهم أقاموا في بغداد سفارة هي الأكبر لهم في العالم، أما مسألة القوة العسكرية وتجهيزاتها فهناك تركيا وقطر والكويت وغيرها من الدول التي ستقوم بالواجب وأكثر وهي في غاية الامتنان.
ولا أدري ما يضير المؤدلجين العميان من وجود أمريكا في العراق بينما هي توجد في المانيا واليابان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية دون أن نسمع من ياباني أو الماني كلمة تدل على التذمر.

تحياتي لمن يستحق التحية
والخزي كل الخزي للعبيد

وللتوضيح، فأنت يا سيد أبو خليل ليست معنيا بالكلمات الأخيرة، بل بالتحية والاكرام