لطالما آمنت بأن الوصول إلى الحقيقة الشرعية وسط ركام الأقوال والمرويات هو أشبه بالبحث عن ابرة وسط كومة قش !! .. وتزداد الصورة سخرية عندما تبدأ في الحوار مع اسلامي، اذ يصبح الحوار ضرباً من العبث المطلق الذي لا معنى له ! .. فعندما تبدأ الحوار تسأل محاورك الاسلامي: ما هي المرجعية العلمية التي تلزمك ؟ .. يجيبك: القرآن وصحيح السنة وفق فهم علمائنا الثقات .. تبدأ الحوار لتتفاجأ بعد دقائق بأن المرجعية العلمية المقبولة عند محاورك هي فهمه الشخصي المحض !! سواء وافق كلام (علمائه الثقات ) او خالفه لا فرق !! .. ونكتشف أن القضية عنده مزاجية بحتة لا ضابط لها: فالحديث الذي تحاجج به والذي صححه وقبله فريق من المحدثين يصبح لا قيمة له عنده لمجرد ان فريقا آخر من المحدثين لم يقبله !! .. ودون أن نفهم ما السبب الذي جعله يفضل محدث على آخر ! .. وتحاججه بفهم (علمائه الثقات !) للكتاب والسنة فنتفاجأ بأن كل اقوالهم لا قيمة له عنده !! .. فالحقيقة الشرعية هي ما يؤمن به وحده !! .. وطبعا لا تسل عن الدليل الشرعي فهو آخر ما يفكر به محاورنا الاسلامي ! ..

دعونا نسقط هذه النتائج على صديقنا زيد في هذه (الدردشات ) التي جرت بيننا :

يحتج صاحبنا بأن (حور العين) لفئة بعينها من أهل الجة هو (المقربون) .. نسأله : من هم المقربون هؤلاء فجيب بأنهم (رسل الله وأنبياؤه والشهداء والصديقون) .. نسأله مجددا : ولكن ألم يقل الله في كتابه أن كل من يطع الله ورسوله هو مع (رسل الله وأنبياؤه والشهداء والصديقون) ؟ (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا {4/69} (النساء)

بل .. ألم يقل الله صراحة أن كل متقي سينعم بحور العين (والمتقي وصف مطلق وعام لكل مسلم يطيع الله ورسوله) في قوله (ان المتقين في مقام أمين .... كَذَلِكَ" وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِين) ..

فيأتي العزيز زيد ليرد بكليمات هي : (والمتقون كلمة عامة خصصها الله فيما يخص الحور العين بـ "المقربين")

يا رجل !! اتق الله !!! .. الله نفسه ذكر صراحة أن المتقي له حور العين (والمتقي هو كل من يتقي عذاب الله بطاعة الله ورسوله) .. والله نفسه الذي قال أن من يطع الله ورسوله فهو مع (رسل الله وأنبياؤه والشهداء والصديقون) فتأتي أنت لتتباخل على ربك وتزعم ان حور العين لفئة محدودة فقط !؟ ..

Array(ولماذا تقبل تصحيح الألباني وترفض تضعيف الأرناؤوط؟ هل القضية مزاجية عندك؟؟؟؟!!!)[/quote]

انا لا اقبل ولا ارفض .. ولكني احاججك بكلام علمائك .. فقد وجدتك تتبنى تضعيف محدث لرواية، في حين ان هنالك محدثين آخرين صححوا ذات الرواية، وهذا ما يجعلني أسألك : لماذا قبلت تضعيف من ضعف ورددت تصحيح من صحيح ؟؟؟؟ ..

أنت قد عنفتني بقولك (هل تراني أترك كلام علماء الحديث وآخذ بكلامك؟؟؟!!!) وأنا اسألك : أليس الالباني من علماء الحديث عندكم ؟ فما لاذي جعلك ترد تصحيحه وترجح تضعيف الارناؤوط ؟ أعتقد انه سؤال مشروع : مجددا : أهي المزاجية الصرفة ؟ ..

Array(نعم. فما تطرق إليه الاحتمال بطل به الاستدلال. وهذه قاعدة أصولية.)[/quote]

أحسب يا صديقي ان سألتك سابقا (ولا أدري لماذا تجاهلت سؤالي) : من قال هذا ؟ .. سم لنا اسماء وانقل لنا اقولهم ..

وما زلت عند سؤالي : سم لنا اسماء من قال أن الرواية التي يضعفها محدث واحد فقط تصبح رواية (مختلف فيها) وبالتالي ( لا حجة فيها !؟ وغير مقبولة في الاحتجاج والدلالة ) هكذا بالمطلق .. وانقل لنا اقولهم ..

Array(إذن الحسن غير الصحيح. وهذا عكس كلامك عندما قلت أن من العلماء من يعتبر الحسن صحيح)[/quote]

اسمع يا عزيزي كلام علمائك الثقات:

سؤال العزيز زيد :

Array(هل يمكن أن تضرب لنا مثلًا واحدًا لعالم حديث حكم بان الحسن صحيح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!)[/quote]

أليك أمثلة اخرى (لا مثال واحدا فقط كما طلبت):


يقول ابن الصلاح ( من أهل الحديث من لا يفرد نوع الحسن، ويجعله مندرجاً في أنواع الصحيح لاندراجه في انواع ما يحتج به) (علوم الحديث، ص36).

ويقول الدكتور عبد الوهاب السلال ( .. ذهب جمهور أهل الحديث إلى ان الحسن من انواع الصحيح، فهو يشابه الصحيح في الاحتجاج والدلالة، مما يجعله من حيث الاعتبار نوع من انوع الصحيح) (مباحث في علوم الحديث، ص 325).

ويقول الدكتور محمود عبد المنعم (والحقيقة ان الترمذي هو أول من قسم الحديث إلى صحيح وحسن وغريب وضعيف، ولم يعرف قبله هذا التقسيم، فكان الحديث صحيح وضعيف، والحسن في اصطلاح المحدثين هو من جملة الصحيح ).

ويعرف محمد صديق المنشاوي الحديث الصحيح (نقلاً عن ابن حجر) بالقول : (الحديث الحسن: هو الحديث الصحيح لذاته، فإن خف الضبط فهو الحسن لذاته لا لشيء خارج) (قاموس مصطلحات الحديث النبوي، ص 54).

وحتى من رأي أن الحسن هو نوع مستقل وفي مرتبة بين الصحيح والضعيف، فقد اسند للحسن ذات احكام الصحيح (وهو قبول الاحتجاج والدلالة) فهو (عند هؤلاء ) إن لم يكن من نوع الصحيح فهو كالصحيح، وهذا لا يغير من الأمر شيئا إلا في في كون الحسن (عند هؤلاء ) دون الصحيح في القوة (انظر: الحديث النبوي، مصطلح وكتبه، محمد لطفي الصباغ، ص239).

هذا أولا ..

ثانيا:

كيف حكمت بأن هذا الحديث حسن أصلا ً ؟؟!! .. فقد حكم عليه الالباني بالصحة وبين ان اسناد احمد هون الحسن فقط، (انظر: صحيح الترغيب والترهيب، محمد ناصر الدين الألباني ).

ثالثا : هل صحيح أن أهل الجنة لا تكون لهم ألا اثنات فقط من حور العين ؟ .. اليك ما قاله علماء زيد الثقات:

يقول الدكتور عمر سليمان الأشقر: (وتحديد عدد زوجات كل شخص في الجنة باثنين يبدو انه أقل عدد، فقد ورد أن الشيد يزوج باثنتين وسبعين زوجة من حول العين كما جاء في سنن الترمذي وابن ماجة باسناد صحيح (الجنة والنار، ص 239).

ويقول الدكتور عبد العزيز الزهراني : ( ويزوج الله المؤمنين في الجنة بزوجات جميلات غير زوجاتهم اللواتي في الدنيا، ويمتن الله عليهم بان يرفع مانع التعداد باربع، فهم أن يتزوجوا بغير عدد !! كما صح في سنن الترمذي) (نعيم الجنة، ص 45).

ويقول أحمد الرشيد : (والثابت عدم تقييد الاستمتاع بحور العين في الجنة بعدد معين، وقد حمل علماؤنا رواية البخاري في تحديد الحور العين باثنتين فقط على أن هذه خصيصة لأول زمرة تلج الجنة بغير حساب، فيكون من عظيم تكريمهم ان يدخلوا مع زوجتين من حور العين، بخلاف اللواتي ينتظرن في القصور المشيدات) (مشاهد يوم القيامة، 125).

وهنا .. اسمح لي عزيزي زيد ان استعير عبارتك نفسها التي حاججتني بها، فأقول لك:

Arrayهل تراني أترك كلام العلماء وآخذ بكلامك؟؟؟!!!) ؟؟؟[/quote]

رابعا: دعك من كل الكلام السابق واطرحه جانبا (فلعل كل هؤلاء المحدثين والفقهاء والعلماء لا يفهمون !) ودعنا نسلم معك بضعف رواية (72 من حور العين) .. فالسؤال الذي يطرح هنا:

صح في الحديث ان المؤمن في الجنة يعطى قوة كذا وكذا من الجماع !!!! قيل : يا رسول الله أو يطيق ذلك ؟ قال : يعطى قوة مائة رجل !! (اللهم لا حسد ! ) ( رواه الترمذي، مشكاة المصابيح (3/90) ورقمه 5636، وقال محقق المشكاة: قال الترمذي: حديث صحيح غريب، قلت (المحقق) واسناده حسن، بل هو صحيح).

وهنا يسأل: اين سيصرف هؤلاء الرجال الاشداء تلك القوة الجبارة ؟ في اثنتين فقط من حور العين ؟! أيعقل هذا !؟ ..

سألنا العزيز زيد سؤلا (واعيده مره ثالثة) :

بالعقل يا عزيزي زيد : هل يعقل أن يكون للرجل في الدنيا الحق في الجمع بين اربع نساء، فضلا عما مملكت يمينه (الذي لا يحده حد !!) في حين يحرم في الجنة (التي اعد الله فيها لعباده ما لا عين رأيت و أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ألا من اثنتين فقط !؟ ..

فكان الجواب المفحم:

Array(الدين هو: قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم)[/quote]

بعبارة اخرى : الدين لا علاقة له بالعقل !!!!!!!!!!!!!!!!!!! .. فاسمع واطع حتى وان تعارض كلام الله مع العقل ! ..

اعترف بأنك قد غلبتني في هذا الحوار !!!! ..

لهذا السبب .. اعتزلت هذه الحوارات البيزنطية !! ..