الزميل احمد، تناولت بعضاً من استفساراتك وملاحظاتك في المداخلة الأولى وأهمها توضيح المنهج التفريطي لدى مجموعة "عباس حماد عبد ربه" كما أوضحت فكرة نشر ثقافة المقاومة و كيف تقوم حماس على حماية مشروع المقاومة من التنسيق مع فصائل المقاومة ورعايتهم وتوفير الجو الملائم لدعمهم وتسليحهم وإعدادهم وتدريبهم، في حين أنت تعرف حال الضفة ومدى التنسيق بين مخابرات وجيش الاحتلال وقوات امن عباس ومدى معاناة المقاومة في الضفة وضعفها وتهاونها وملاحقتها وقتلها وتصفيتها واعتقالها بأيدي فلسطينية للأسف فأين ثقافة المقاومة في الضفة، وماذا عن ثقافة الراتب والاستقرار الاقتصادي على حساب كل شيء بما فيها اعز الأشياء.
ومع ذلك بقيت بعض الملاحظات والتوضيحات المهمة التي يجب وضع النقاط على الحروف وأهمها :-
Array
2- على الصعيد العسكري... أولا حماس لم تقتل آلاف الإسرائيليين... ربما عشرات أو مئات على أقصى تقدير.. والعدد الأكبر من الصرعى اليهود كانوا في العمليات الانتحارية والتي جرت الويلات السياسية والأمنية والعسكرية ضدنا فيما بعد.. فضلا عن الرعونة في توقيتها وعدم مراعاة الظروف الدولية المستجدة بعد 11 سبتمبر..
أما عن المؤسسة العسكرية التي بنتها حماس، وأنا أقر لك بهذا.. ولكن ما النتيجة على الأرض؟؟ لماذا لم نر في المواجهات الأخيرة عدم فاعلية هذه المؤسسة العسكرية، ولماذا كانت أعداد المقاتلين صغيرة دون الألف من عشرات ألوف العناصر... ولماذا كانت المواجهات على الأرض مخزية وفرّ كثير من المقاتلين عند احتدام المواجهة خاصة في تل الهوى.. وأصحبت كل غزة مناطق مفتوحة!! في وجه اسرائيل... هذه القوة العسكرية كانت فاعلة فقط في مواجهة حركة فتح وأيامها رأينا فعلا الـ 15 ألف مقاتل في الشوارع ولم يتأخر أي منهم عن حضور فتح مكة كم وصفوا المعركة!!! ونعم المؤسسة العسكرية والله!!!!
[/quote]
في البداية لن أخوض في العمليات الاستشهادية وأهميتها لشعب محتل مقهور، وأنها لا تخضع لحسابات فئة سياسية محصورة بل تنتمي لثقافة شعب اغتصبت أرضه وهجر منها.
ما يهمني هي المواجهة الأخيرة والرد على افتراءات البعض من التقليل من حجم التصدي والقتال وحرب العصابات التي قادتها كتائب القسام، ولدي تحفظ في البداية على التقليل من جهاد شعبنا الفلسطيني أي كان لصالح تحزب فئوي رخيص . فليس لان المواجهة مع حماس علينا التهوين والتقليل، فهذا أمر معيب لا نرضاه لأنفسنا أو لغيرنا، ولتوضيح الصورة سأعرض بعضا من النقاط:
الجيش الإسرائيلي دخل بكل قوته واستخدم أسلحته التقليدية وغير التقليدية متمتعا بميزة الانفراد الجوي فضلا انه يمتلك أقوى سلاح جوي، مما تركزت الخطة الدفاعية لدى القسام على أمرين أساسيين. الأول تحاشي المواجهة المفتوحة في المناطق الخالية والمكشوفة لكي لا يتحول المجاهدين إلى صيد سهل تستطيع الطائرات بسهولة، وسيعتبر من الناحية العسكرية غباء منقطع النظير يشبه خطة انسحاب الجيش المصري 67،
الأمر الثاني الاعتماد على بعض الأنفاق الحدودية والتي أثبتت فاعليتها في كثير من المناطق أهمها " جبلي الريس والكاشف، طوال فترة الحرب لم يستطع الجيش الإسرائيلي التمركز فضلا ان يتقدم فيها مع العلم هي مناطق خالية ومكشوفة وساقطة امنيا، منطقة خزاعة والذي تعرض فيها الصهاينة لكمين محكم قتل خلاله عدد كبير من الجنود.
كما ان الجندي الإسرائيلي لم يستطع أن يترجل عن دبابته طيلة فترة الحرب"22 يوما" حتى في تل الهوى لم تخرج صورة واحدة للجنود يجلسون بأريحية في حين شاهد السكان تل الهوى عدد ليس بالقليل من الآليات والدبابات المعطوبة، وما كان من تل الهوى إلا لعبة إعلامية حيث قام الصهاينة بضرب وحرق المؤسسات الخيرية من مستشفيات ونوادي وساحات عامة، مع العلم ان هذه المنطقة شبه خالية ومفتوحة أيضا ومع ذلك هناك صور لآليات ولمخلفات الآليات المدمرة ما زالت في تل الهوى،
كما أن كتائب القسام لم تتوقف عن استهداف المغتصبات الصهيونية بل طالت الصواريخ مواقع حساسة قصفت لأول مرة وأحدثت قتلا ودمارا بين المغتصبين الصهاينة، وتوقفت الجامعات والمدارس وتعطلت المواصلات والمؤسسات التجارية والمالية في كل من سدود والمجدل وبئر السبع وكريات جات، كما رحل سكان اسديروت ونتيفوت، كل ذلك ولم يكن قتالا، إذن كيف القتال يكون؟
هل القتال أن تخرج المقاومة إلى الأماكن المكشوفة لتُقتَل وتصفى بكل غباء؟. أم تريدها أن تتجمع جماعات جماعات ليتم تصفيتها ومحاصرتها وإبادتها؟
الجيش الإسرائيلي الذي هَزم الجيوش العربية في ستة ساعات، فشل أن يحقق هدفا من أهدافه أمام حماس في 22 يوما كاملتين.
لم يسحق حماس! ولم يوقف الصواريخ! ولم يوقف تدفق السلاح! ولم يفرض تهدئة مذلة! ولم يستعيد جنديه الأسير! ولم يقتل أي قائد عسكري بارز من كتائب القسام! خسائر القسام القيادية تكاد تكون معدومة ،فلم يرتقي احدا من قيادات الصف الاول، وارتقى شهيد واحد من القيادات الميادنية العليا قائد كتيبة الصبرة
أعطيني هدف واحد حققه الجيش الإسرائيلي في حملته الشرسة وحربه الطويلة على غزة ؟ هل دخوله تل الهوى لمدة 5 ساعات في اليوم الواحد والعشرين للحرب وتدمير مستشفى الهلال الأحمر والقدس وقصف مقر الانروا الرئيسي انجاز للجيش الإسرائيلي؟
السؤال المهم المطلوب منك الإجابة عنه إن لم يحقق الجيش الإسرائيلي أي من أهدافه المعلنة وغير المعلنة، والتي أدناها قتل أو استعادة الأسير شاليط، أو وقف الصواريخ أو ردع المقاومة فمن منعه من ذلك؟ هل حسن النوايا الإسرائيلية بعد أن وجد القطاع ممهد له، والمقاتلون فارون من وجهه ومستسلمون لدبابته؟ هل إسرائيل تدخل حرب بكل جيشها بخمس ألوية على مساحة صغيرة جدا جدا جدا، كقطاع غزة ومن ثم يستدعي الاحتياط وينكل بالمدنيين ويستخدم الفسفور الأبيض ومن ثم يرجع تحت ضرب الصواريخ كل ذلك غباء من قيادته أم هي الحرب والمواجهة والصمود والتحدي الذي للأسف تحاول المقاطعة تشويهه لكي نكون مثلها؟ وفشرت
يا أخي كتائب القسام استولت على القطاع بثلاث أيام فقط أمام جحافل فرق الموت وقيادات التنسيق الأمنية وتنفذية فتح وتفريغات 2005 وعشرات الالاف من الرتب والنياشين والابراج المكدسة بالمقاتلين. وقلنا أبطئ علينا النصر والحسم.

هناك جيش نفخر فيه اسمه القسام، ويحق لكل فلسطيني أن يفخر فيه ومن العيب أن تُقلب الحقائق وتُشوه الصورة في مثل هذا الموضع وهذه الحرب والانجاز واضح وجلي، كما بالقسام نكون مطمئنون أن غزة بأمان وبأيدي أمينة لم نتعود منهم على الهرب والتسليم والاستسلام ورفع الايدي والفرار من المعارك.
وان كنت تعتمد على إعلامهم المضلل والذي يخضع إلى الآن لرقابة العسكرية المشددة امتثالا لتوصيات حرب تموز فعليك الانتظار قليلا فها هو باراك نفسه يعترف قبل ايام قليلة في اول اعتراف رسمي في مؤتمر هرتسيليا بانهم فقدوا 10 ضباط من جيش الدفاع من النخبة، وعدد آخر من الجنود لم يحددهم، ولم يذكر رقم وأظنه اكبر بكثير من 10 ومن عشرين.
ونحن نصدق القسام الذي قال انه أجهز على 50 جنديا ولم نعتد عليه كذبا او تهويلا، وأنه يقدر عدد قتلاهم 80 جنديا. ونحن نثق بمؤسستنا العسكرية، لأنها مؤسسة وطنية فعالة منتجة تصنع سلاحها بيدها، ورغم حصارها وتكالب العالم عليها الا انها صامدة وثابتة ولم تخلع زيها العسكري لتصبح بالبكيني أمام العدو متل ما صار بمقرات غيرنا.

الملاحظة الثانية:
Array
حماس نشرت بالأساس ثقافة الإقصاء والعنف والدموية وسفك الدماء... والأنانية حتى في المقاومة... فبالنسبة لديهم هم الأيادي المتوضئة الطاهرة!! والباقي هم كفرة ومن زنادقة العلمانية -كما يقول نزار ريان-؛ أليس كذلك؟ حتى أننا رأينا أن حتى الفصائل اليسارية والإسلامية الأخرى لم تسلم من تجريحهم على اعتبار أن حماس هي الفرقة الناجية...
طبعا زد على ذلك نشر ثقافة الكراهية والتعصب الديني ونبذ ثقافة التسامح والحرية الاجتماعية ناهيك عن السياسية بالطبع، وجعل غزة أقرب إلى قندهار ثانية...
[/quote]
يا زميل: حماس تنظيم سياسي فعال وكبير وله عمق شعبي، وعانى من محاولة فاشلة لتهميشه وإقصاؤه، لل ولن ولم نخون احدا، ولكن تحاول الحركة أن تخذ دورها وحجمها الطبيعي في القضية.
أما من نشر ثقافة التخوين والإقصاء والقتل وفرق الموت والاعتقال السياسي، والتنسيق مع العدو ومشاركة العدو في أهدافه ومهامه، هم جماعة "محمود عباس".
وان كنت تتصيد التصريحات العفوية من بعض القيادات والرموز في كلام عام، فلديكم سلم الهرم، الهَرِم "أبو مازن" حينما قال ان حماس حفرت قبورها بأيديها، وان لا حوار مع الانقلابين، وان منظمة التحرير لا تتشرف بحركة حماس، ونزل بصفاقته إلى أن قال لمشعل تعال اقعد في حضني" أشي بخجل وسيئ وقذر وما بنحب نحكي في" ، وحينما كان رئيس للسلطة رفض أن يجلس مع حكومة حماس الشريفة والوطنية. واحتضن فرق الموت والقتل في مقره بالمنتدى. ومن ثم تتحدث عن ثقافة الكره " عجبي"

يا زميل نحن قوم عمليون، وأصحاب مشروع وحدوي فعال قائم على الاحترام المتبادل والشراكة الوطنية الحقيقية وتقبل الاخر، نتعامل مع اليساريين والقومين والإسلاميين لا نكفر احد رغم الاختلاف العقدي والعقائدي، بل حركة فتح هي التي تنشر ثقافة الكره والمذهبية والتقسيم وتتهمنا على سبيل المثال أننا شيعة. وتسب الشيعة وتهول من خطر الشيعة.
اما حماس فتتعامل على أنها حزب سياسي فاز بالانتخابات ومن حقه أن يحكم، ودعت إلى حكومة وحدة وطنية رغم أنها الأغلبية وتستطيع تشكيل حكومة ولوحدها، إلا أن تيار استئصالي في حركة فتح رفض أي تعامل مع حماس، ووصل الحال برمز فتحاوي معروف من كبار وأوائل الفارين من غزة، قال بجلسة خاصة وباللهجة الفلسطينية "حَقِلْ قيمته إلي بفكر منكم بفتح يدخل بحكومة مع حماس"
ومن ثم تتحدث عن ثقافة الكره والتخوين وتدخيل الدين "رمتني بدائها وانسلت"

أما عن الفيديو المنشور في مداخلتك الجديدة فاسمح لي أنني لم اطلع عليه، ولن اطلع عليه، ولا يمكن ان أناقشه، فهنا يمكنني مناقشة الأفكار الكبيرة أما الأشياء الصغيرة والأحداث التفصيلية المملة فاربأ بنفسي عنها ولن أخوض فيها. يمكنك نشره في بال برس ستجد تعليقات سخيفة تعجب ثقافة الإقصاء والتخوين.