ما زلتم ترددون الروايات الاسرائيلية ولا تريدون الاعتراف بان اسرائيل هُزمت في غزة وخسرت، لان فريقاً منكم تمنى لاسرائيل ان تحقق اهدافها وراهن ان يعود على ظهر دبابتها، ولكن فشر ان يعود في يوم من الايام الى غزة.

وحديث رموز المقاطعة في اول ثلاثة ايام من الحرب تدل بما لا يدع مجالاً لشك، مدى غبطتهم وفرحتهم وانتظارهم للنصر الاسرائيلي بعد ان مُسخوا، فلم تعد للاسف تفرق من المتحدث هل هو من المقاطعة ام من حكومة الاحتلال؟ لتّشابه الشديد والتطابق المذهل، نفس الافكار ونفس الاتهام ونفس الرواية ونفس الامل، وعدو مشترك.

وهذا ما استيقنه اليوم الشارع العربي الذي ضُلل ابان الحسم العسكري وظن ان حماس مثل المقاطعة، واننا طلاب سلطة. فكانت هذه الحرب فرقانا يوضح الفرق بين من تضرب الطائرات الحربية بيوتهم فوق رؤسهم وبين من تنسق معهم وتستخدمهم ضد شعبهم.

اما عن مشاركة القسام الفعالة فوضحت لك بالارقام فلم يتم اعتقال اي مجاهد من مجاهدينا، ولا يوجد اغتيال اي قائد من قيادات القسام. ولم يتم تحقيق اي هدف من اهداف اسرائيل بما فيها استعادة قوة الردع فما زالت المقاومة في غزة تطلق الصواريخ وتنفذ العمليات، حتى شاليط ما زال في يد المقاومة، واستمرت الوحدة الصاروخية بضرب المغتصبات والمدن طوال فترة الحرب وما بعد الحرب.

حتى قتلى اليهود هناك اعترافات جديدة عن 10 ضباط وعدد من الجنود لم يتم تحديدهم وذلك استجابة لتوصيات لجنتهم "فينوغراد"،
بل على العكس تعززت شرعية حماس دوليا واصبح هناك مثلاً تقبل دولي لمشاركة حماس في اي حكومة وحدة قادمة، وهذا ما كان مرفوضا رفضا تاما، حتى الرئيس مبارك قال في قمة الكويت مشيدا بالمقاومة ونفى ان يستطيع احد ان يكسر المقاومة، وهذا ما له من دلائل ميدانية كبيرة.

ومع ذلك لم تجبني ما هو المطلوب من القسام في هذه المعركة؟ "هل تريد أن تخرج المقاومة إلى الأماكن المكشوفة لتُقتَل وتصفى بكل غباء؟. أم تريدها أن تتجمع جماعات جماعات ليتم تصفيتها ومحاصرتها وإبادتها؟ ولم تجيب ولن تجيب.

وانت تدعي ان القليل من كتائب القسام شارك في هذه الحرب، وانت هنا لا تقول الحقيقة ولو كما قلت لما بقيت غزة تحت سيطرة حماس، جميع افراد القسام شارك في الحرب، ولكن كل في مكانه " ربما لا تعرف انت كيف يكون القتال لذلك غير مستوعب ما معنى كل في مكانه" ولا تدرك ان هناك عدد من الخطوط" وغير مدرك مدى حجم الحرب حينما اقول لك ان الجيش الاسرائيلي بالكامل خاض الحرب ولم يحقق اي هدف".

في النهاية "لا تريدون اعتباره نصرا او صمودا او ابداعا من كتائب القسام التي واجهت الجيش الاسرائيلي بكل قوته، فانتم احرار "وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُم"ْ ، للاسف هناك من يعتبر صمود وعزيمة حماس والشعب الفلسطيني في غزة هزيمة لمشروعه القائم على التنسيق الامني مع الاسرائيلين والتبعية للجيش الاسرائيلي، بدل ان يعتبره فرصة ليعود الى الخط الوطني وينبذ المتسلقين والانتهازيين.

هذه النقطة لن يتم النقاش بها مجددا.