فتح والمقاطعة لم يحترموا محمود عباس كما احترمته وقدرته وتعاملت معه حركة حماس، وقيادات فتح لم يحترموا عباس كما احترمه وقدره وتعامل معه رئيس الوزراء اسماعيل هنية، ورغم ذلك كان مثالا لناكر الجميل

فابو مازن يعرف انه لولا حماس وامتناعها عن خوض الانتخابات الرئاسية في منافسته لما حلم في يوم من الايام ان ينتخب رئيسا للسلطة الفلسطينية، ورغم ذلك حينما فازت حماس في الانتخابات التشريعية وضع العراقيل وشجع الفوضى، ورفض ان يجتمع مع حكومة هنية، وحجز الاموال ولم يصرف الرواتب، كما انه رفض مشاركة حماس في قيادة منظمة التحرير حسب حجمها الحقيقي والطبيعي، او وفق معايير قانونية محددة "كالانتخابات" ومارس الاقصاء والابعاد ورفض مشاركتها في حكومة وحدة في الحكومة العاشرة.

هذا ما فعله ابو مازن ومجموعته الاقصائية وتتحدثون عن الاقصاء والتخوين والتكفير؟


لا تستطيع الحكم على حماس بما يقال في المساجد من دروس دينية، بل ما تقوم بممارسته سياسيا وتدعوا له في المواقف الرسمية، او على لسان احد قادتها في المكتب السياسي. اما ان نجري وراء كل داعية وكل خطيب وكل شيخ "مش هيك بتنقاس الامور"، فجلسات فتح الخاصة مثلا اشي بقزز من بذاءة الالفاظ وسطحية التفكير ومدى التخوين والكراهية ونفسية الانتقام ودعوات القتل.

اما عن تصريحات الشيخ يونس الاسطل وفتحي حماد والدكتور نزار ريان رحمه الله، فهم قيادات ورموز في الحركة لهم كل التقدير والاحترام. ولكن كلامهم لا يعتبر كلام رسمي او يعبر عن موقف الحركة خصوصا في الحشودات الجماهيرية والانفعالية والدروس الدينية، وخطب الجمعة، بعكس مثلا الدكتور محمود الزهار والدكتور خليل الحية واسامة حمدان ومحمد نزال وموسى ابو مرزوق فضلا عن اسماعيل هنية وخالد مشعل. فهؤلاء هم من تصريحاتهم واقوالهم وخطب جُمعهم تستطيع ان تأخذ الموقف الرسمي للحركة، بالاضافة لبعض الناطقين الاعلاميين في بياناتهم الرسمية.

وانا حينما استشهدت بكلام وتصريحات اقصائية وتخوينية وعدوانية وغير منضبطة، لم اتي بها مما تعج بها صفحات النت من اقوال بعض الناطقين السطحين والغوغائيين لحركة فتح وهم كثر، ولكن هذه اقوال لمحمود عباس وفي كلمات رسمية امام المجلس المركزي للمنظمة وفي ذكرى رحيل ياسر عرفات.

وانا اتاسف وقلق ان هناك في حماس وفي فتح على مستوى القاعدة شرخ كبير نتمنى ان تلعب الايام القادمة على معالجته، وان تتوقف المكينة الاعلامية عن التحريض الاعلامي الذي يزيد الطين بلة، خصوصا ان هناك تفاهمات في القاهرة مبدئية ايجابية.
ويجب ان ندعم الحوار وان لا نلتفت الى الوراء وان نصلح ذات البين. لدينا الكثير لننحققه اذا توحدت الصفوف وخلصت النوايا، على حركة فتح ان تدرك انها لم تعد الان متفردة بالقرار وبالسلطة وبالمنظمة، وان تبتعد عن المنهج الاقصائي، وان تقوم باصلاح نفسها وبعقد مؤتمرها السادس لفرز قيادة وطنية بدلا من عبد ربه وفياض وحماد والهباش والمالكي وغيرهم.
وحينها ستستطيع مع حماس بناء امة فلسطينية عزيزة كريمة