انا شخصيا دخلت المنتديات بغرض التسلية ثم بدأت و بدافع الفضول اقرأ في النقاش الديني المسيحي الاسلامي.. ثم المذهبي السني الشيعي و الذي كان عندي فيه خلفية جيدة نسبيا حسب تصوري في ذلك الوقت .. بعد فترة حوالي سنة ..توصلت الى ان الحوار المذهبي هو حوار طرشان فكل جهة لها ادلة و ان هناك غابة من النصوص التي تتشعب و تضيع فيها البديهيات و الثوابت.. و لا يبقى من بعدها الا ما تهواه النفس و لا منطق و لا ادلة و لا هم يحزنون.. تنازلت شوية عن ان التشيع هو الحق و ان الحق هو التشيع و صرت اضع نفسي في مكان السني فأكتشفت ان السني لا يكرهني لاني احب اهل البيت و الامام علي بل لان مذهبي يشتم اقدس مقدساته من جهة ثم يدعوه الى الاخوة في الدين و المحبة و نسيان الاحقاد.. يديه البعبوص من هون و يقول له انتة اخوية في الدين من جهة اخرى ..
و بالنسبة للطرف السني ايضا كان من الصعب ان تجد ناس وسطيين يستطيعون ان يقدمو لك رؤية مرنة و عصرية خالية من التشنج و التعصب.. فهذا مسمي نفسو حارق الشيعة و الاخر.. ملك الموت و واحد ثاني هادم القبور و خذ.. و التركيز السني غالبا كان بقصد يتجاهل الايجابيات في الشتيع و يركز على السلبيات و يخترع المزيد منها ليبرر كرهه و طبيعته العنيفة الدموية و الالغاء الفكري للاخر..
تطور الوضع و اخذت فكرة الامامة و الولاية شوية شوية تهتز.. شوية شوية بدات امور كثيرة تتضح.. خاصة اني بنفس الوقت كنت ادرس تحليل اديان و تحليل تاريخ.. تعلمت كيف اخرج برة الخناقة و اشتغل حكم.. اقيم من دون مشاعر.. اضع نفسي في لباس الاخر.. صرت اشوف امام عيوني تداخلات بين الاديان و استعارات و سرقات افكار و سرقة رموز دينية و ايكونولجي و تبين لي ان الاديان السماوية كانت متورطة في عملية اوركي و اينسست لها اول و ليس لها اخر.. في النهاية توصلت الى مرحة معقولة من التجرد و سقط عندي التراث و الرواية و الحديث و قلت ما في الا القرأنيين.. بعد فترة من متابعة احمد صبحي منصور و شحرور و غيرهم .. بدأت الشكوك من جديد .. و البحث من جديد.. لكن و وجب الاعتراف ان مرحلة التشكيك بالوحي هي اصعب مرحلة.. و اتذكر بأن اول التساؤلات التي خطرت ببالي هي عن موقع اللغة العربية و هل ان القران نزل بالعربية ام ان الرسول فهم القرأن كمعاني و نطقها بالعربية و هنا بدأ البحث.. و مع الوقت سقطت ثوابت اخرى و وصلت الى نقطة.. وات ذ هيل.. يعني بالعربي المبسط وصلت الى مرحلة اعترفت فيها لنفسي بأني لم اعد اعرف اي شي .. اليوم استطيع ان اقول بثقة..

بان العالم .. يتسع لاكثر من حقيقة .. و ان الحقيقة ليست شيء مطلق.. بل نسبي.. و الاهم .. ان الحقيقة عنصر مركب يتكون من عدة حقائق و ليس واحدة..
لكن...
هذا كله لا يعني بان في الرايحة و الجاية اجلد نفسي و انزع جلدي و اشتم الاسلام و النبي و اعلق كل بلاوي امتنا على شماعة الاسلام..