[SIZE=6]AL_ITIHAD EMIRAT

:nocomment:

"البلطجية"...استحوا!

نورا فاخوري
غداً تطرح الثقة في الحكومة اللبنانية فتسقط، وربما تأخذ معها بعضاً من التوتر الخانق الذي يشل لبنان، أو تبقى مدعومة بالمد السوري، فيمتد عرض "فيلم سوري طويل"، أسوة باسم مسرحية زياد الرحباني في بدايات الحرب اللبنانية "فيلم أميركي طويل"، ومن يدري قد يكون الفيلمان التقيا في أكثر من عرض في "لبنان الشهيد" فيما هما يبدوان مفترقين اليوم.

غداً تطرح الثقة بحكومة عمر كرامي الذي لم يخجل ولم يخف من توصيف القوات السورية بكناية تشبه "البلطجة" عندما تساءل عمن سيجرد المخيمات الفلسطينية من أسلحتها، إذا ما غادرت القوات السورية لبنان؟ ومن سينزع أسلحة "حزب الله"؟، فيؤكد بذلك أن "الفيلم السوري" يلتقي مع "الفيلم الأميركي" في تحقيق القرار 1559 الذي يتشدق هو و"بوطته" برفضه ليل نهار. ليس هذا فحسب، بل إنه يحول المهمة" السامية" التي جاءت القوات السورية لتحقيقها في لبنان -أي المصالحة الوطنية- الى مجرد عرض عضالات ودبابات ومجازر بشرية لمن... لايرضخ.

ولم يكتف هذا الذي يحمل مستقبل لبنان بيديه، بل راح يشكك في قدرة الجيش اللبناني الذي دفع اللبنانيون من حيواتهم وإرادتهم منذ اليوم الذي قيل فيه إن الحرب انتهت -أي منذ إتفاق الطائف- ليكون هذا الجيش سند الجميع، راح كرامي يشكك في قدرة المدافع عن العلم والشعب على الحماية، بحجة أن الشعب منقسم... وبالتالي فالجيش يلحق، لأنه من الشعب.

ربما يكون كرامي وبسبب كبر السن مصابا بما يسمى"الماء السوداء" التي تشوه حاسة النظر، ولكن بالتأكيد ما زالت حاسة السمع لديه متوهجة.

والرئيس كرامي، وغيره نسأل: ماذا تعني تظاهرات الحزن والغضب المستمرة التدفق الى ضريح الشهيد الرئيس رفيق الحريري، المطالبة بكشف الحقيقة والتي مزقت عهوداً من الصمت العربي، والتي لم تسقط فيها قطرة دم ولم يتم فيها أي إعتداء من لبناني على آخر، والتي واكبها رجال الأمن وفي نفسهم أن ينضموا اليها؟

هل هذه التظاهرات موجهة للداخل اللبناني والجوار السوري أم أن إرتداداتها ستزلزل مواقع إقليمية وعربية أخرى؟

هل أدرك من فجر موكب الرئيس الحريري، ومن يتاجر بالوجود السوري في لبنان، أنه سيفجر "فتنة" التوحد حول العلم اللبناني، وأن الانفجار الأكبر والشظايا الأبعد ستضرب الشوارع العربية المحقونة، وأولها الشوارع السورية والمصرية التي شهدت عبر نقل حي ومباشر كيف يستطيع شعب اتهم بأن أقصى ما يمكن أن يصل اليه هو إعمار بلد طموحه جذب السياحة الخليجية بأي ثمن، وتصدير مذيعات فاتنات وبعدها مطربات "موهوبات" و"أشباه رجال" الى العالم الجائع للفتنة، شهدت كيف التف هذا الشعب نساءً وأطفالاً ورجالاً وشيباً وفنانين وإعلاميين، من شماله المعدم الى جنوبه المحرر الى بقاعه الصابر وبيروته الصامدة، في علم واحد وصوت واحد يردد: كلنا للوطن...للعلى...للعلم.

البشر في العالم العربي، يريدون أوطانا، لا أوكارا تمارس فيها السياسة كما يمارس قطاع الطرق التخطيط لعملية سلب قافلة أو موكب أو قطار. وهؤلاء البشر شهود على وطن أهله مصرون على الانعتاق من سياسات الحكم بالتفجير والتفحيم الى سياسات الحكم بالتآلف والبناء.
غداً تطرح الثقة بحكومة عمر كرامي، وبالثلث أتمنى لها أن تسقط في شر أعمالها، وتبدأ حكومة جديدة صفحة نظيفة تحسم من خلالها العلاقات الشائبة اللبنانية- السورية، وتظهر لو استطاعت حقيقة من قتل الرئيس الحريري؟.

:nocomment: