مجرد تخاريف ألقيها إليكم ، راجيا التصويب
حين رأيت ان اطرح هذه السؤالات كان غرضي الأساسي أن أتعرف على وجهات نظر الغير المفترض فيه أنه تلقى قدرا لا بأس به من الثقافة (وإن كان تلقينا فعلى الأقل يـ(ت)ـختلف عن الأمي أو الساذج البسيط الذي لم يتلق أي قدر من التعليم -صرف النظر عن اتجاهه الفكري أو دينه - وآثرت أن أسأل عن رأيه كـ ( إنسان ) على فرض أنه لم يعاين تجربة مثل هذه فماذا لو عايشها يكون موقفه ، ولأن الرجل في شرقنا ، هو صاحب الموقف كما رسخ في معتقدنا -جميعا إلا ما ندر- وجهت سؤالي إليه وسألته عن موقفه ، بعيدًا عن التنظير لمثل هذه الأمور ، وببساطة شديدة ..
يعني هل تتعاطف ؟ هل ترفض ؟ هل تقبل ؟ هل تراه شيئًا طبيعيا؟
ومن خلال حوارت كثيرة جرت بيني وبين مجموعات من الناس -صدمني أن يكون ما يقال على اللسان قولا فحسب ، يردد في الطرقات وفي المنتديات ، لكن حين يمسه كشخص ، يظهر ما اختبأ تحت الجلد وما قر في صمام القلب، فترى المتحرر أرهابي حتى النخاع- توقعت كثيرا من الجوابات ، لكني آثرت أن أصمت حتى لا أعزف لحن التشاؤم والسخط مجددا على نفاق الكثيرين ..
بالطبع مشكلة -وما يسئل عنه مشكلة! بالفعل في شرقنا المكرم- مثل التي نسأل عنه تخضع لنظرة المجتمع والناس والأعراف والعادات والتقاليد ، وما شابه ، فالفرد هنا ليس حرا في اختيار شريكه ، او شريكة حياته ، ولا بد أن يراعي الكبير والصغير والحقير والأمير ، فالمسيحية إن تزوجت مسلمًا أضحت مشكلة رأي عام ، وربما ولّدت كوارث ومذابح تستمر زمنا وتتحاكى بها وسائل الإعلام ، ويا للعار لو ارتكبت هذه الخطئية مسلمة في اقترانها بمسيحي/كافر، فسيغلب المسيحي المسلمة ، وتكون كلمة الصليب فوق كلمة الحق ، والأمر لن يغاير هذه الصورة لو ابتعدنا عن ساحة الديانات وذهبنا للفرق المختلفة ، فهؤلاء يحقرون هؤلاء ، فكيف لصبي شارد أو صبية عاقة ان يكفر بمذهبية قومه ، ويجلب عليهم العار والشنار ويقترن بمخالفة في المذهب ، ويلات ووبال وخراب سيحدث ..
هنا أو هناك الإنسان مهدور ومهضوم حقه ، وهو يعلم ذلك ، هذا لو تغاضينا عن موقف (البعض) ممن يدافع عن حقه في ممارسة الحياة وحريته في أن يفعل ما هو قانع بفعله أو مريدًا له ، واستغلاله للإنسان والمتاجرة بحقوقه (كما يفعل بعض أدعياء الحريات) فموقفهم لا يختلف في بشاعته عن موقف المرهب والواقف لفعال الإنسان بالمرصاد ..
من هنا كان سؤالي عن نظرتك لهذا الإنسان ، فقد تتعاطف معه /معها ، وأنت تشاهد ذلك في قصة درامية جسدها مسلسل او فيلم سينمائي ، وتترك لخيالك ومشاعرك العنان ، فتبكي ألما على انتهاء قصة كهذه ، وتستنكر ان يحل فلان ذلك لنفسه بـ اسم دينه او بـ اسم سلطويته ، لكنك حين مساس الأمر عيانا ومعايشة سيختلف موقفك ، وأنت أنت من بكى حين لحظة الخيال المجسدة ..
قد يكون في هذا تعميما لكنه الغالب (وربما لم أظفر برؤية غيره) حتى من أيد الموقف وجهت إليه أسهم النقد وصودر رأيه بـ اسم المجتمع والبيئة و .... ولم يذكر الإنسان هنا .. ودخلنا في الحديث عن أن الدين يقول كذا ، وكذا ، وتجربة فلان باءت بالفشل وقطّعت الأرحام ... أويجعلني هذا على صواب في رأيي أن ما نردده تحـت اسم الحرية وغيرها من المسميات مجرد كلمات تطلق في الهواء ..