هناك أمور مهمة ومحورية عندما نتحدث عن الإصلاح

لو تصورنا أن عملية الإصلاح خط مستقيم بدايته هو الوضع القائم اليوم فأين يتجه هذا الخط وماهى نهايته وماأهم النقاط الموجودة عليه?

حتى لايكون كلامى فى فراغ فلنأخذ حركة طالبان كمثال

ماهى حركة طالبان? حركة إصلاح.... تقولى إزاى? أقولك إزاى

هل تعتقد أن أعضاء حركة طالبان وزعيمها والمتعاطفين معها معتقدين أنهم مجموعة من البهايم وهيخربوها ويقعدوا على تلها? أبدا بل العكس هو الصحيح فأعضاء طالبان معتقدين إنهم على الطريق الوحيد الصحيح وأن الهرتلة التى يقوموا بها هى عين العقل والمنطق وفى صالح مجتمعهم ولخيره وإصلاحه ونفس الأمر ينطبق على حماس والأخوان المسلمين وباقى شلة الأنس بمنطقة الشرق الأوسط وماحولها وهؤلاء أيضا لايكفون عن الحديث عن الإصلاح! ولذلك أصبح الحديث عن الإصلاح وحده لايكفى ولكن لابد من توضيح إتجاهه وماهو المقصود منه بدون لبس أو غموض.

إلى أين تتجه قاطرة الإصلاح السعودى? فى طريق إصلاح طالبان أم فى الطريق المعاكس له وإذا أحسنا الظن بأل سعود وقلنا أنه الخيار الثانى فما هى محطة الوصول التى يرغب فى بلوغها? هل مجرد عودة الأمور إلى ماكانت عليه قبل أحداث سبتمبر وإنحسار موجة العنف أم أنه إصلاح عالى السقف نهايته تكون بالتحول لدولة عصرية محترمة ذات دستور علمانى.

نقطة أخرى مهمة بالنسبة للحديث عن الإصلاح;
مما لاشك فيه أن الحديث عن إصلاح شئ يعنى ضمنيا وجود خلل فى هذا الشئ وإلا ماكانت هناك حاجة للحديث عن إصلاحه!, وهذا الخلل له بالتأكيد مسببات وأعراض وطرق علاج فما هو ياترى التصور السعودى لهذا الخلل وأسبابه وأعراضه وطرق علاجه?

لو تصورنا الإصلاح مشروع متعدد المراحل فما هو الجدول الزمنى التقريبى لإنجازه ولا هنقعد طول عمرنا نصلح وبلا ضوء فى نهاية النفق?

عندما يكون هناك مشروع إنشاء سد ولا كوبرى ولانفق لايقول لك أنا ببنى كذا ويسكت ولكن لابد أن يذكر متى سينتهى من هذا المشروع والجدول الزمنى له وماهى مراحله المختلفة والجدول الزمنى لها ونفس السؤال يجب أن يطرح بالنسبة للإصلاح الذى كثر الحديث عنه وراجت بضاعته تلك الأيام.

ولو كان بالفعل هناك نية للإصلاح العلمانى وليس الطالبانى بالسعوديةفما هى خطة النظام السعودى فى التعامل مع المعارضين لهذا الإصلاح من الأصوليين المنتشرين كالجراد بها? تفتكروا اللحيدان والمنجد هيقعدوا ساكتين وهم يروا النسوة الكاسيات العاريات المائلات المميلات يقدن المركبات الحديدية فى شوارع مكة والمدينة والرياض وجدة!

هل أل سعود بتاريخهم ووضعهم الحالى جزء من المشكلة أم من الحل?

كل هذه أمور يجب التحدث عنها إذا أردنا الحديث عن إصلاح حقيقى وليس مراسيم ملكية بأسماء مجاهيل وحركات بهلوانية مثل مؤتمر حوار الأديان لصاحبه عبد الله وأولاده.