Arrayقد تبدو الصورة بهذا الشكل القاتم من الخارج، ولكنها مختلفة تماماً من الداخل. أؤكد لك أن الحياة ممكنة في السعودية، [/quote]

والحياة أيضا كانت ممكنة فى أفغانستان تحت حكم طالبان فطالبان لم تحرم التنفس أو الأكل أو الشرب أو النوم وبالتالى ومن وجهة النظر البيولوجية يمكنك الإستمرار فى الحياة!

العملية ليست أكثر من عملية تعود وتأقلم وعدم وجود بديل لما هو متاح والإنسان جهازه العصبى به هذه الخاصية.... أنت لما بتلبس ساعة يد بتشعر بها فقط فى الدقائق الأولى بعد لبسها وبعد ذلك لاتشعر بها وتنسى وجودها ليس لأنها غير موجودة ولكن لأن مستقبلات الإحساس فى الجلد تعودت عليها ولذلك فالتعبير البلدى "جتته نحست" له أساس علمى وهو بالظبط ماحدث لك بالسعودية وجتتك نحست على هذه الأوضاع وأصبحت لاتشعر بها لكن لو حدث وسافرت للخارج وعشت فى مجتمع حر لفترة ثم عدت للسعودية ستجد الأمر فى غاية الصعوبة..... أنت لو تمتلك سيارة عادية بدون تكييف ولا باور ستيرنج ولا زجاج باور ستكون راضى وقانع بها لكن لو حدث لأى ظرف من الظروف إنك قدت سيارة بها تلك الكماليات لفترة ثم عدت لقيادة سيارتك العاديةمرة أخرى ستجد الأمر فى غاية الصعوبة وأن أشياء كنت بتفعلها بتلقائية وسلاسة مثل رفع زجاج السيارة وإنزاله يدويا أصبح وكأنك بترفع أثقال وعمال تسب وتلعن وأنت تؤديه! هذه هى الطبيعة البشرية والبنى أدم مننا ميملاش عينه غير التراب.

تفتكر ليه الناس بتنتحر لما يفلسوا ويفقدوا ثروتهم وأخرهم المهندس المصرى الذى قتل أسرته وحاول الإنتحار? لأن من تعود أن يعيش فى مستوى مادى مرتفع صعب جدا عليه إن لم يكن مستحيل أن يعود مرة أخرى ليعيش فى مستوى متواضع. الفلوس بتجعل الحياة سهلة ومريحة وناعمة وطرية وكلها حنية وبتجعل الإنسان إنتقائى جدا ولايقبل بأى شئ ولو إنسان كهذا فقد ثروته بتبقى وقع الكارثة عليه أشد من الموت لأنه ببساطة لايستطيع أن يرجع مرة أخرى يقف فى طابور الجمعية ويتخانق فى طابور العيش وينضرب علشان أنبوبة بوتاجاز ويتشعلق فى الأتوبيس وسواق الميكروباس يسب له الدين ويدور على المصالح الحكومية يقدم إلتماسات ومن هنا جاء المثل" أكرموا عزيز قوم ذل" ونفس الأمر بالنسبة للحرية ولو عشت فى مجتمع حر لفترة بيبقى من الصعب جدا عليك أن تعود لتعيش فى مجتمع مغلق ومقموع مثل سائر المجتمعات العربية وبالأخص السعودية.