شروط قبل 6 سنوات باتفاق اسرائيلي - فلسطيني - أوروبي ... اليونان: مبعدو كنيسة المهد يشكون نسيان قضيتهم
أثينا - شادي الأيوبي الحياة - 17/02/09//

بعد 6 سنوات من إبعادهم من كنيسة المهد وتوزيعهم على دول أوروبية بموجب اتفاق إسرائيلي فلسطيني أوروبي، يشكو مبعدو كنيسة المهد من أن قضيتهم طواها النسيان وأصبحت ضمن القضايا العالقة في شباك السياسات الدولية والإقليمية.
ويعبر ممدوح الورديان أحد المبعدين الى أثينا، عن خيبة أمل المبعدين تجاه التجاهل الذي تلقاه قضيتهم منذ فترة بعيدة، حيث لم تعد تذكر في أي مجال سياسي أو إعلامي، كما تم تجاهل الاتفاق الذي يقضي بحقهم في العودة الى بلادهم بعد عام واحد من الإبعاد.
وقال الورديان للحياة إنه و12 من رفاقه أبعدوا من كنيسة المهد بتاريخ 10-5-2002، بعد اتفاق جرى بضغوط من جهات عديدة، يقضي بفك الحصار عن 300 من المحاصرين في الكنيسة و 140 ألف من سكان مدينة بيت لحم مقابل ترحيل 13 ممن تعتبر إسرائيل أنهم يشكلون خطراً عليها، الى إيطاليا لمدة سنة واحدة.
وأوضح أن المبعدين فوجئوا بتواجدهم في قبرص حيث بقوا 12 يوماً في أحد الفنادق، وكان مــبعوث الــسلام ميغل انجل موراتينوس يــزورهم فيها بشكل متواصل وأبلغهم خلالها أنه يسعى لحل قضيتهم وأنه، لدواع أمنية، سيتم توزيعهم على عدة دول أوروبية بدلا من دولة واحدة. ولم يستبعد الورديان أن تكون الضغوط الإسرائيلية على الاتحاد الأوروبي وراء تفريق المبعدين وتوزيعهم على عدة دول، حيث تضم اليونان اثنين، وإسبانيا 3، وإيطاليا 3، وإيرلندا 2، وبلجيكا 1، والبرتغال 1، وموريتانيا 1. وأبدى تعجبه من أن الدول المعنية لم تكتف بإخراج المبعدين من بلادهم، بل عمدت الى تشتيتهم في عدة دول، حيث لا يحق لأي منهم أن يغادر الدولة التي أبعد إليها منذ ذلك الحين، ما جعلهم يعيشون في غربة مضاعفة على رغم وجود اتصالات بينهم.
وحسب الورديان فقد كانت قضية المبعدين حاضرة في جميع المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل خلال مراحلها الأولى، أما الآن فلا تتابعها أي جهة.
وحول حياته في اليونان قال إن أثينا منحتني وزميلي حق الإقامة والدراسة والعمل، وقد حاول كل منا التأقلم مع الوضع الجديد وتحويل الإبعاد والغربة الى فرصة لخدمة الوطن، وهكذا فقد أنهى كل منا دراسة مهنية وبدأ بمزاولة مهنته.
و قد دفع المبعدون ثمناً باهظاً لإبعادهم حيث فقد شخصياً العديد من أقربائه واعتقل آخرون في سجون الاحتلال، كما حدث الكثير من المناسبات الاجتماعية دون أن يتمكن من حضورها بسبب الإبعاد.
وأضاف أن السلطات اليونانية كانت ولا تزال تعاملنا باحترام وانسانية، لكننا في بداية إبعادنا كنا متابعين من قبل جهات عدة منها السفارة الاسرائيلية في أثينا، كما تم إبلاغنا عبر القضاء اليوناني بأن المخابرات الأميركية «سي آي إي» تريد إجراء تحقيق معنا حول مقتل مستوطن إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، ولم نرد في البداية المثول أمام المحققين الأميركيين، لكن بعد ذلك قررنا الاستجابة احتراماً لقرارات الدولة المضيفة التي عقدت اتفاقاً مع الولايات المتحدة يخوِّل كلا منهما التحقيق مع مشتبه بهم في الضلوع بقضايا ضد مصالحها على تراب الدولة الأخرى.
وقد تم التحقيق بحضور محقق يوناني، كما يضيف وهو أمر إيجابي، حيث شرح لنا حقوقنا القانونية في الرد أو عدمه على الأسئلة الموجهة إلينا وكيفية الرد، وقد رفضنا أن نجيب على الأسئلة الخاصة التي وجهها إلينا المحققون الأميركيون الذين أكدوا لنا في نهاية التحقيق أن واشنطن لن تهمل أي قضية تخصها وأنها ستتابع قضية مقتل المستوطن حتى معرفة من قام بقتله.
ووجه ورديان رسالة الى جميع أفراد الشعب الفلسطيني متمنياً عليهم التوحد أمام التحديات، مذكراً بأن وجوده وزملاءه في كنيسة المهد وتعرضهم للقتل والإبعاد دون تفريق على يد إسرائيل، والحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على غزة وحصارها المستمر لها أكبر مثال على أن الجميع هدف للاحتلال، وأن إسرائيل لا تفرق بين أبناء الفصائل عندما تمارس همجيتها، كما طالب بإحياء قضية المبعدين وعدم نسيانهم في بلاد الغربة.
ويعيش الورديان اليوم في أثينا ويحاول التأقلم مع الحياة فيها حيث تخرج من أحد المعاهد اليونانية كفني أسنان، وهو يعمل اليوم في نفس مجال دراسته، لكنه كما يقول لا يزال ينتظر الفرصة للعودة الى بلده وأسرته بعد سنوات من النفي القسري.