Array
بخصوص الاصلاحات, و كما قال الزميل نيوترال في موضوع اخر, على هذا المنوال علينا ان ننتظر 430 عاما لكي يتم السماح للنساء بقيادة السيارة في الشوارع الداخلية و 680 عاما لقيادتها في الشوارع الرئيسية....و في النهاية لا امل بتغيير جذري سوى بانقلاب يطيح بالعائلة الحاكمة....
[/quote]

الزميل العزيز أبو خليل

رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة..
الانقلاب الذي يطيح بالعائلة المالكة السعودية يبدو حلما بعيد المنال في المنظور القريب والمتوسط.. على الأقل.
فمن هي القوة التي يمكن المراهنة عليها لتقود هذا الانقلاب؟
أما القوى الخارجية فلا يمكن التعويل عليها أبدا.
وما حدث في العراق من اقتلاع لصدام وجذوره العائلية كان محض صدفة.
وجدت امريكا نفسها بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ان الطريق الذي يقود الى محاربة الارهاب يبدأ من السعودية الحاضنة الأم له، لكنها وجدت أيضا صعوبة غزوها عسكريا لأنها ستجلب عليها غضب العالم الاسلامي، فثمة الحجر الأسود وأحجار أخرى كثيرة، لذلك استبدلت السعودية بالعراق الخاصرة الضعيفة مستغلة التذمر الشعبي من النظام الصدامي بسبب الحصار الدولي ومقاطعته من جيرانه وسوء علاقاته مع جميع دول العالم تقريبا، حيث كان يوصف بالنظام المنبوذ، وكان لابد من ذريعة فاختلقت واشنطن موضوع أسلحة الدمار الشامل، مثلما اختلق صدام موضوع سرقة الكويت للنفط العراقي كذريعة لغزوها.
والتفاصيل تكاد تكون معروفة، فالسعودية التي أدركت ما يبيت لها سارعت بدفع احتياطيها من الارهابيين الى العراق، ولم تقصر الرفيق بشار الذي أحس برأس الخنجر يضرب في جنباته فعبد الطريق أمامهم، وسارعت ايران الى استخدام الأراضي العراقية كساحة نزال ضد الشيطان الأكبر واضعة يدها اليمنى بيد القاعدة واليد اليسرى بيد المليشيات العراقية وما أكثرها، وتناخى العرب فجاءت وفودهم زرافات ووحدانا من كل أرجاء الأمة الواحدة ذات الرسالة الخالدة، حتى حزب الله لم يدع الفرصة تفوته فأرسل المدربين والأعوان ليجربوا بالعراقيين ما جربوه بالاسرائليين.

الرهان الحقيقي على التغيير الحقيقي في السعودية لا يأتي عن طريق الانقلاب وانما عن طريقين لا ثالث لهما:
الأول: نضوب النفط السعودي وما يترتب عليه من تداعيات أقلها ارتخاء قبضة آل سعود على زمام الأمور.
الثاني: مقاطعة أمريكا وأوربا للنفط السعودي
وكلا الأمرين يبقيان مجرد رهان قد يتحقق وقد لا يتحقق

تحياتي