Arrayاحتلال العراق انتهى منذ تحوله الى وجود تحت تفويض من الامم المتحدة يتمدد سنويا بتفويض من حكومة العراق نفسها. يعني الحكومة العراقية كانت قادرة على الدوام رفض تقديم طلب التمديد الى مجلس الامم وبالتالي سيضطر الجيش الامريكي للانسحاب اوتوماتيكا، وهو الامر الذي اشار اليه الرئيس بوش وهدد حكومة المالكي انها اذا لم توقع الاتفاقية قبل انتهاء تفويض مجلس الامن، فإن الجيش الامريكي سينسحب.[/quote]

موضوع تفويض الأمم المتحدة والجدل حوله كلام نظرى وسحابة دخان لإضفاء شرعية على عمل غير شرعى والحكومة العراقية ليس بيدها الكثير من الأوراق فى مواجهة أمريكا وأمريكا لن تترك مصيرها يحدده من أحضرتهم للسلطة وأجلستهم فى مقاعد الحكم كما أن الوجود الأمريكى بالعراق ضرورة بقاء للمالكى وحكومته فهو لايستطيع بمفرده الإستمرار فى الحكم ويحتاج القوات الأمريكية لضمان بقاءه وإلا سينتهى مصيره كما أنتهى عبد الكريم قاسم أو تتفكك العراق إلى ثلاث دول على الأقل.

الأوضاع التى تتشكل اليوم بالعراق أعطت اليد العليا فيه للشيعة وهو أمر طبيعى لإعتبارات ديموجرافية والشيعة معروف إرتباطهم بإيران بدرجات مختلفة لكنها فى أقل درجاتها أقوى كثيرا من إرتباط السنة بها ولو ترك العراق وشأنه فالعلاقة بينه وبين إيران ستكون أقوى من علاقته بأى دولة عربية أخرى أضف لهذا أن الدستور العراقى الجديد به مادة تنص على أنه لايجوز سن تشريعات تخالف الشريعة الإسلامية وهو مايفتح الباب للأصولية الشيعية لإحكام قبضتها تدريجيا والمشاكسة لأى قوى علمانية وليدة وإستنساخ أجزاء من التجربة الإيرانية وخلاصة ماأراه وأتوقعه أن إتجاه العراق فى المستقبل سيكون شرقا وتجاه الحضن الإيرانى ولهذا لم تسلح أمريكا الجيش العراقى بأسلحة أمريكية رغم أن هذا شئ بديهى ولكن تسلحه بسلاح روسى وأمريكا اليوم ليس لديها أوراق كثيرة للعب بسبب الإستنزاف الذى تعرضت له والأزمة الإقتصادية ولن تستطيع منع العراق من الإرتماء فى حضن إيران.

العلاقة بين العراق وإيران ستكون فى مراحلها الأولى تحت شعار علاقات حسن الجوار والأخوة الإسلامية وبعد ذلك ستزداد وتتعمق إقتصاديا وثقافيا وسياسيا ومخابراتيا وبعد ذلك عسكريا وهكذا دواليك ولا أعرف ماذا بيد أمريكا لتفعله إذا تحول هذا السيناريو لحقيقة وهو سيناريو محتمل ومتوقع.