هناك إحصائية هامة و موحية ، سبق أن قرأتها في دراسة أجريت و لمدة طويلة على عينات من شعوب مختلفة توضح نسبة المؤمنين و الملحدين و اللاأدريين بين شعوب العالم ،و هي دراسة ضخمة أجراها 370 عالما لصالح جامعة أكسفورد في 223 قطرا و إقليم ،و استغرقت أكثر من 10 أعوام ، وقد أجريت الدراسة عام 1982 و صدرت عن جامعة أكسفورد ، ترجمها د. رمسيس عوض في كتابه ( ملحدون محدثون و معاصرون ) دار سيناء للنشر ط1 عام 1998، نتائج هذه الدراسة يمكن مقارنتها بما وردت في دراسة مؤسسة G F K عام 2002 .
في الدراسة الأولى كانت نسبة الملحدين في الولايات المتحدة 2 % ،وفي فرنسا 29 % و في السويد 35 % و الدانمارك 27 % و اليابان 23 % و المانيا 16 %و هولندا 25 % وروسيا 50 % ، و لكن النسب الباقية ليست من المؤمنين بل تشمل أيضا اللاأدريين ، و النسب الأخيرة كانت كبيرة في اليابان لتصل إلى 38 % ،ولو قارنت تلك النسب بما وردت في دراسة مؤسسة G F K التي أجريت بعد 20 عام تقريبا ستجد نموا في نسبة الملحدين، ففي المانيا مثلا زادت النسبة من 16 إلى 37 % و في هولندا من 25 إلى 41 % و هكذا ، إن أعداد الملحدين في أوروبا تضاعفت تقريبا خلال 20 عام فقط ، و رغم ان الولايات المتحدة تظل الأدنى في نسبة الملحدين إلا أنها تضاعفت 4 مرات من 2 إلى 8 % ، هناك استثناء وحيد ربما هو شعوب الإتحاد السوفيتي السابق التي اتجهت للمسيحية كرد فعل طبيعي على الإلحاد الذي دفعت اليه بسبب العقيدة الشيوعية .يمكن أن نفكر في أسباب متعددة لهذه الظاهرة في أوروبا و العالم المتقدم عموما ،و أيضا يمكننا التفكير في نتائج متعددة لهذه الظاهرة خاصة على المدى الطويل ، متزامنا مع زيادة نسبة الملحدين و الاأدريين على حساب المؤمنين ، هناك أيضا شيوع النموذج الليبرالي للدين المسيحي على حساب النموذج الأصولي او التقليدي وهذا على النقيض من موقفنا في العالم العربي ، يبدوا أنه أيضا لا توجد علاقة بين الوطنية و التدين ، إن أدنى نسبة للمؤمنين بوجود الله في العالم وفقا للمسح السابق هي في اليابان حيث لا يزيد المؤمنون عن 39% و غير المؤمنين عن 23% و اللاأدريون عن 38 % ، بينما بلغت نسبة المتدينيين في تقديرات عام 2008 حوالي 25 % فقط ، في حين أن الياباني معروف بوطنيته الشديدة و المتطرفة ، وهو الذي يضرب به المثل في التضحية من اجل الوطن و كلنا بالقطع سمعنا عن العمليات الانتحارية اليابانية خلال حروبها المختلفة .
و هناك دراسة حديثة أجرتها مؤسسة جالوب بين شعوب 143 دولة و إقليم ، و ذلك خلال الفترة من 2006 إلى 2008 ،وكان السؤال الأساسي هل تعتبر الدين هام في حياتك ؟. و قد فحصت الدراسة حوالي1000 شخص بالغ من كل دولة ، هذه الإحصائية الأخيرة نشرت بغير مكان في نادي الفكر ،و هي تشير إلى النسب التي تعتقد أن الدين مؤثر في حياتها اليومية ،و تدل النتائج النهائية أن هناك نسبة 82% من شعوب العالم تعتقد أن الدين مؤثر في حياتها اليومية ، بينما لا تتجاوز هذه النسبة في الولايات المتحدة 56 % فقط ،و هي تبدوا نسبة منخفضة جدا مقارنة بنسبة المؤمنين التي تشير إليها تبيان عام 1982 .
تشير النتائج أن أكثر 11 دولة أصولية ( التي يؤثر الدين على حياتها اليومية ) ،و هي الدول التي تتراوح النسبة فيها من 100% إلى 98% ،و هي على الترتيب مصر –بنجلاديش – سيريلانكا – اندونسيا – الكونجو كينشاسا –سيراليون –ملاوي-السنغال – جيبوتي-المغرب – الإمارات .
و منها 6 دول إسلامية و 4 مسيحية ( جنوب الصحراء ) و 1 بوذية . و كلها دول فقيرة عدا الإمارات فهي دولة غنية و لكنها ريعية أي لا تعتمد في ثروتها على القوة البشرية .
أما أقل 11 من الدول أصولية ( التي لا يؤثر الدين على نسق الحياة ) فتتراوح نسبة التدين بها من 14إلى 27 % وهي على الترتيب من حيث انخفاض عدد المتدينين : استونيا 14– السويد 17– الدانيمارك 18 -النرويج 20 – التشيك 21– أذربيجان 21 - هونج كونج 22 –اليابان 25 - فرنسا 25 - منجوليا 27 – بيلوروسيا 27 .
وكلها دول مسيحية عدا دولة واحدة مسلمة هي أذربيجان و دولة بوذية هي اليابان و دولة و مقاطعة متعددة الديانات يغلب عليها البوذية هي منغوليا و هونج كونج ، و كلها دول غنية باستثناء دولتين من الدول الشيوعية السابقة ( أذربيجان- منجوليا ).
من الدول الأخرى .
الهند 79- إيران 83 % العراق 79 - لبنان 86-إسرائيل 50% -كندا 45 %-الولايات المتحدة 56 %.
يلاحظ أيضا تفاوت كبير في نسبة المتدينين ( الأصوليين ) في الولايات المتحدة فهي تصل إلى 85% في ولاية مسيسيبي في الجنوب ، وهي تزيد عن النسبة في إيران !، بينما لا تتجاوز النسبة 42% في فيرمونت و 48% في ماساتشوسيتس و مين في الشمال الشرقي ،وهي نسبة مماثلة لسويسرا و كندا .

نلاحظ أيضا زيادة كبيرة في نسبة من لا يحفلون بالدين في دول المركز المتقدمة مقارنة بالموقف منذ 25 سنة ، فنسية المؤمنين في السويد كانت 52% انخفضت إلى 17% ،وفي الدانيمارك كانت 58% أصبحت 18% ، وفي النرويج كانت 70% صارت 20% ، وفي فرنسا كانت 63% أصبحت 25% ، و اليابان كانت 39% أصبحت 25 % ،وفي الولايات المتحدة كانت 95% أصبحت 56% ،و هكذا .
بينما ظلت الدول المتخلفة في المحيط متمسكة بالدين ، بل ربما زادت نسبة المتدينين ،و هي نشبة تصل إلى 100% تقريبا و لا تقل عادة عن 90% في الدول الإسلامية .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	كيف يرى السوريون مستقبل بلادهم؟ -- ممنوع دخول الجنس الثالث	الملكة	13	3,357	04-27-2012, 03:18 PM آخر رد: السلام الروحي
	كيف ترى مستقبل الحرية في العالم العربي ؟.	بهجت	20	7,089	03-12-2012, 05:58 PM آخر رد: بهجت
	مستقبل الجزيرة العربية في زمن الاحتكارات - عبد الله النفيسي	عبادة الشايب	2	1,346	12-22-2011, 09:47 PM آخر رد: Rfik_kamel
	سقوط العالم الإسلامي نظرة في مستقبل أمة تحتضر	vodka	6	5,083	07-25-2011, 01:36 AM آخر رد: بهجت
	هل الدين شر محض أم فيه خير ؟	Sniper +	6	1,827	11-20-2010, 05:15 PM آخر رد: ماجن