بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
جمال مبارك يطرد الجرحي الفلسطينيين من مستشفيات مصر
دور مشهود في أزمة غزة
سبق ان نقلت إحداهن هذه الدعاية السوداء ..و نتيجتها الوحيدة زرع الكراهية في قلوب المصريين تجاه شعب مظلوم مبتلى في بعض أبناءه من مرتزقي الكراهية .
وقع تحت يدي البيان الذي أصدره الهلال الأحمر المصري يوم17 يناير الماضي حول مجزرة غزة التي شهدناها علي مدي ثلاثة أسابيع والتي راح ضحيتها الآلاف مابين جريح وقتيل, ولقد وجدت أن تلك الوثيقة المهمة لم تحظ بالاهتمام الواجب من إعلامنا المنشغل في أوقات السلم بالجرائم الجنسية التي تمس المشاهير من المطربين ورجال السياسة, والمنشغل في أوقات الحرب بالمشاهد الدموية المثيرة, أما التقييم الموضوعي لمواقف الأطراف فقد غاب عن إعلامنا وقت الحرب وحلت محله الاتهامات المتبادلة التي تناقلتها وسائل إعلام كل دولة ضد الدولة الأخري.
لكن يبدو أنه وسط هذا السيرك الاعلامي الصاخب كان هناك الكثير من الجهات التي عملت في هدوء من أجل إنقاذ الموقف, وتجنيب الأبرياء من المدنيين الفلسطينيين ويلات تلك المذبحة التي دبرت لهم بلا أدني مراعاة لكهل ولا امرأة ولا طفل حتي لو كان رضيعا, وفي مقدمة هذه الجهات كانت المنظمات الدولية المعنية بالأمور الإنسانية والتي لم تسلم مقارها في غزة من القصف والإبادة.
ولقد قادتني زيارة نظمها اتحاد كتاب مصر لكتابنا الكبار الي معهد ناصر بشبرا للاطمئنان علي الجرحي الفلسطينيين الي الدور العظيم الذي قام به الهلال الاحمر المصري خلال تلك الحرب, والذي أردت التوقف عنده بالتقدير والاحترام لما بذله من جهد برئاسة السيدة سوزان مبارك التي لم يتوقف جهدها عند قيادة عمليات الاغاثة الانسانية وحدها وهي جهود كان المصابون الفلسطينيون أول من قدرها.
ففي احدي غرف الدور الرابع بالمعهد كان يرقد الصبي علاء مصطفي سعد(13 عاما) مصابا بتهتك في ركبة ساقه اليسري, وقد حول الصبي حائط الغرفة خلف سريره الذي لايستطيع مغادرته الإ بمعاونة المشرفين الطبيين الي ملصقات تعبر عن روح وطنية رائعة لم تنل منها قذائف الاحتلال الاسرائيلي البغيض الذي دام أكثر من40 عاما, ووسط تلك الملصقات الملونة كانت لافتة كتبها الصبي بخط يده تقول شكرا لمصر.
ومما أثار انتباهنا في تلك الزيارة وجود حالات لأمراض مزمنة مثل أمراض الكبد والكلي والسرطان قال لنا أصحابها ان الهلال الأحمر المصري قام باستقبالهم للعلاج منها ضمن جموع الجرحي المصابين من القصف الاسرائيلي.
وروت لي سيدة أن والدها العجوز أصيب بشظية في صدره أوقفت رئته اليسري عن العمل ونظرا لكبر سنه لم يتمكن من الحضور معها الي مصر, لكنها علمت منه تليفونيا أن الهلال الأحمر المصري قام بإدخال عشرات الأطباء الي غزة لعلاج الحالات التي استعصي نقلها الي مستشفيات القاهرة, وكانت مع هؤلاء الأطباء قافلة من سيارات الاسعاف المجهزة بأحدث المعدات الطبية تحول كل منها الي مستشفي متنقل داخل غزة يمر من موقع الي آخر لعلاج المصابين.
علي أن جهود الهلال الاحمر المصري في أزمة غزة لم تقتصر علي الرعاية الانسانية وحدها وانما عملت علي ثلاثة محاور في الوقت نفسه, كان أولها المحور السياسي الذي حدد فيه الهلال الاحمر المصري موقفه منذ البداية مما يجري في غزة, وذلك من خلال البيان الذي بدأت به مقالي هذا والذي دفعني للنظر في أداء الهلال الأحمر المصري بشكل عام, وقد قادني هذا الي المحور الثاني وهو المحور العملي الذي تجسد في توصيل المعونات الإنسانية صحية كانت أو غذائية الي ضحايا ذلك الهجوم الاسرائيلي الوحشي علي الفلسطينين المدنيين والمحتجزين داخل قطاع غزة المحاصر, أما المحور الثالث فهو العمل مع المنظمات الدولية المماثلة لحثها علي اتخاذ مواقف إيجابية علي غرار مااتخذه الهلال الاحمر المصري.
ولقد صدر عن اجتماع لجنة التنسيق مع الأمم المتحدة والحركة الدولية للصليب الأحمر والذي عقده الهلال الأحمر في مقره بالقاهرة وثيقة مهمة لا أذكر أنني قرأتها في أي من صحفنا تحدثت بشكل لا مواربة فيه عن الانتهاكات المتتالية لأحكام القانون الدولي وإلحاق الاضرار البالغة بالمدنيين من الاطفال والشيوخ والنساء وتدمير البنية الاساسية لقطاع غزة, وأدانت وثيقة الهلال الاحمر استهداف القصف مستشفي القدس التابع للهلال الاحمر الفلسطيني ومراكز ومخازن الهلال الأحمر الفلسطيني وكذلك مباني منظمات الأمم المتحدة الإنسانية والعاملين بها وهو أمر مرفوض تماما لأنها مناطق محمية طبقا للقانون الدولي والاتفاقيات الدولية حسب ماورد بالوثيقة.
وقد ورد علي لسان السيدة سوزان مبارك رئيس الهلال الاحمر المصري في كلمتها: وكرئيس للهلال الأحمر المصري فإننا ندين بكل شدة هذه الانتهاكات للقانون الدولي واتفاقيات جنيف والاعلان العالمي لحقوق الانسان, اضافة لجميع المباديء والقيم الانسانية, كما طالب الهلال الأحمر المصري المجتمع الدولي خاصة المؤسسات الانسانية والقانونية بالتدخل القوي وبكل السبل لتحقيق الاهداف التي حددتها الوثيقة وهي:
1 ـ الوقف الفوري لإطلاق النار وأعمال العنف والاعتداء.
2 ـ احترام جميع الاتفاقيات والقوانين والمعاهدات الإنسانية والالتزام بها.
3 ـ توفير الممرات الآمنة لوصول المساعدات الإنسانية والإغاثة بصفة مستمرة.
4 ـ تمكين المؤسسات الانسانية خاصة الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الاحمر ووكالات الأمم المتحدة المختصة من القيام بدورها الانساني.
5 ـ اتخاذ الخطوات اللازمة لمحاسبة المسئولين عن انتهاكات القانون الدولي الإنساني أمام الهيئات الدولية المعنية.
أما علي المستوي الاجرائي فقد دعت السيدة سوزان مبارك رئيسة الهلال الي انشاء لجنة طواريء مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة لتنسيق المعونات الخاصة بغزة, وقد تم بالفعل إقامة هذه اللجنة التي اتفق علي أن يكون مقرها بالقاهرة مع وجود ميداني في مدينة العريش, وقد ضمت اللجنة سبع وكالات دولية تابعة للأمم المتحدة وبرئاسة الهلال الاحمر المصري, وكان لجهود هذه اللجنة الفضل الاكبر في إنقاذ حياة الكثير من أبناء الشعب الفلسطيني الذين كانوا كثيرا مايفارقون الحياة وهم ينتظرون خطوات اسعافهم التي ظلت تعرقلها سلطات الاحتلال في أكثر من موقع.
لقد قادتني زيارة كبار كتاب مصر للجرحي الفلسطينيين والتي أخبرني الكاتب بهاء طاهر بأنه ظل متأثرا بها لفترة طويلة الي الكثير من المواقف التي علينا أن نتوقف أمامها, وفي قلب هذه المواقف يأتي ماقام به الهلال الاحمر المصري الذي اتخذ موقفا قويا منذ البداية ضد الحرب الوحشية التي شهدتها غزة, ثم عمل علي الصعيد الدولي علي جمع تأييد المنظمات الدولية المعنية ونسق فيما بينها لاتخاذها مواقف مماثلة, ثم قاد عمليات الاغاثة التي تمت سواء في مصر أو في غزة نفسها, وهو دور مشهود يجب ألا يمر مر الكرام بل علينا أن نتوقف عنده وعند القائمين عليه بالإشادة والتقدير.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 02-18-2009, 06:24 PM بواسطة بهجت.)
|
|
02-18-2009, 06:23 PM |
|