الزميل زياد

سبب كلامى عن عدم ثقة أمريكا فى العراق هو خبر قرأته عن شراء 2000 دبابة T72 من دول الكتلة الشرقية سابقا لتسليح الجيش العراقى وأظن أنه من البديهى أن يتساءل الإنسان عن سبب عدم شراء أسلحة أمريكية وأمريكا بقدها وقضيضها فى العراق! وتفسيرى الشخصى لهذا هو عدم ثقة أمريكا فى الحكومة العراقية وخوفها من إنضواء العراق تحت جناح إيران مستقبلا وبالتالى كأن أمريكا بتعطى سلاح لإيران بأسلوب غير مباشر ويبقى هذا فى النهاية تفسير شخصى يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ.

Array فمن جهة تقول ان الولايات المتحدة وخلال السنوات الست الماضية قد انشأت جيشا وشرطة عراقيين مخترقين ومسيطر عليهما ومن جهة أخرى تقول أن الولايات المتحدة لا تثق بهذا الجيش الذي انشأته وأنها متشائمة لمصير العراق .[/quote]

حرب العراق من وجهة نظرى ستسجل فى التاريخ بإسم حرب الUnintended consequences والUnintended consequences غالبا بتنشأ نتيجة إن إنسان أو دولة يدخل فى شئ لايفهمه وبدون دراسة كافية.

الكثير من المحللين أجمعوا بأن الغزو الأمريكى للعراق أدى إلى تعزيز دور إيران الأقليمى! هل كان هدف أمريكا من غزو العراق تعزيز دور إيران الإقليمى?قبل الغزو لم يكن هناك تواجد لتنظيم القاعدة بالعراق .. هل غزت أمريكا العراق لإفتتاح فرع لتنظيم القاعدة بها? البعض تصور أن غزو أمريكا للعراق هو قارب النجاة لمسيحيى العراق والشرق الأوسط! لكن ماحدث هو أن مسيحيى العراق أتسحلوا! وكل هذا يندرج تحت بند الUnintended consequences .

أعتقد أنه لاخلاف بيننا على حقيقة أن أمريكا هى من أنشأت الجيش العراقى الجديد ويبقى الخلاف حول الدور الذى تلعبه أمريكا فى هذا الجيش.... أنا لاأعتقد أن أمريكا منظمة خيرية أو وزارة الشئون الإجتماعية بحيث تنشئ جيش لوجه الله وبالإضافة لهدف تخفيف العبء عن القوات الأمريكية وحفظ الأمن فأمريكا بالتأكيد تريد من هذا الجيش أن يكونfriendly تجاهها ولايوجه سلاحه ضدها وبالتأكيد من ضمن قيادات هذا الجيش اليوم من تربطه بأمريكا مايمكن أن نسميه" علاقات ذات طبيعة خاصة"ولكن كما تعلم جيدا فليس كل مايتمناه المرء يدركه ونظرا للظروف المحيطة بإنشاء الجيش العراقى الجديد وضغط الوقت والنزيف الذى تتعرض له القوات الأمريكية كان هناك نوع من الإستعجال وتم إنشاء الجيش فى ظروف حرب طائفية ونظرا لهذه الأجواء الضاغطة تسلل إلى الجيش الكثير من المنتسبين لميليشيات مسلحة وذوى الإرتباطات الخاصة بإيران وعلاقة إيران بالعراق لى عندها وقفة;
علاقة إيران بالعراق تختلف عن علاقة إيران بكل من سوريا ولبنان ففى الحالة السورية هى علاقة مع نظام حكم وليس الشعب بأغلبيته السنية وفى حالة لبنان هى علاقة مع طائفة من الشعب فى حين أن الحكومة الحالية وباقى الطوائف معادين لإيران أما فى حالة العراق وبالإضافة للجوار الجغرافى والحدود الطويلة المشتركة بينهما والروابط المذهبية والثقافية فالعلاقة مع العراق هى علاقة مع النظام الحاكم اليوم فى بغداد وأيضا علاقة مع غالبية الشعب العراقى وهم الشيعة ولهذا تجد زيارات رسمية متبادلة كثيرة اليوم بين إيران والعراق التى رئيس وزرائها المالكى كان لاجئا فى إيران هربا من صدام.

حتى لايكون كلامى فى فراغ فلنأخذ مثال عملى, أثناء الحرب بين حزب الله وإسرائيل طبعا وكالعادة أصطفت أمريكا قلبا وقالبا خلف إسرائيل والبعض فى أمريكا كان متصور أن هذا هو أيضا موقف الحكومة العراقية المنتخبة ديمقراطيا والمدعومة أمريكيا لكن الموقف العراقى أتى متعاطفا مع حزب الله وأجزم بأنه لولا وجود الإحتلال الأمريكى بالعراق لكان موقف حكومة المالكى ليس متعاطفا فقط ولكن داعما ومؤيدا لحزب الله وقد أعترض وقتها الكثير من السياسيين بأمريكا وعلى رأسهم هاورد دين على موقف حكومة المالكى لكن وكما قلت لك سابقا فتلك حرب الUnintended consequences !

أمريكا اليوم فى مأزق, فهى لاتستطيع حل الجيش الذى أنشأته وإنشاء جيش أخر غير مخترق إيرانيا ولاتريد تسليح هذا الجيش بأسلحة أمريكية حديثة هناك إحتمال كبير أن تصل ليد الإيرانيين وبالتالى كان الحل هو تسليح الجيش العراقى بسلاح روسى كما كان وضع الجيش السابق وبالذات فى مجال الأسلحة عالية التقنية ولكن لامانع من إعطاءه بعض عربيات الهمفى ويونيفورمات شيك وشوية أسلحة خفيفة.

بناءا على ماتقدم فالتناقض والحيرة الذين تراهم فى كلامى ليس بسببى ولكن بسبب الأمر الواقع الذى على أمريكا أن تتعامل معه اليوم بالعراق.