مرحباً عزيزي وائل:

الله لا يحكم على أحد بالموت. الموت نتيجة طبيعية لعطب الخطيئة. الخطيئة هي ذاتها تحمل الحكم في طياتها. عندما أستسلم للحقد وهو خطيئة فالله ليس بحاجة لأن يتسربل بعباءة القاضي ويحكم بالموت علي ولكن الحقد الذي أحمله هو ما يميتني. الخطيئة بذاتها هي التي تميت الإنسان فيذبل تدريجياً ودون أن يشعر. قد تكون له صورة الحياة ويمشي على قدمين ويضحك ولكنه في الحقيقة ميت. له اسم الحياة ولكنه في عداد الأموات دون أن يدري. في المقابل الإنسان الذي يحيا/ تحيا الحياة الإلهية هم أحياء عند ربهم ولا يموتون حتى وإن فني جسدهم وبليت عظامهم. لا يرون الموت. الله حيّ فيهم وحياته للأبد فيهم بحق ما نفخ فيهم من حياة أبدية. فلنترك عنا فكرة الإله الحاكم القاضي الجلاد ولنفكر في إله خلق الإنسان بدافع من فيض حبه وأراد لهذا الإنسان أن يحيا في كنفه ولكن هذا الإنسان أدار ظهره لله وأغلق الباب في وجه الله والله ما زال يقتفي في أثر هذا الإنسان كعريس محب وزوج لا يترك زوجته مهما فعلت من آثام. هو ليس قاض جلاد يصدر أحكام من سمائه ولكنه يقترن بالإنسان في مصيره وحزن الإنسان هو حزن الله شخصياً ولذلك مكتوب عندنا في التوراة الشريفة "في كل ضيقهم تضايق". الله يتضايق ويحزن لأجل انفصال الإنسان عنه ويريد للإنسان أن ينعم بالعلاقة معه وأن تنعكس هذه العلاقة على علاقة الإنسان بأخيه/ أخته الإنسان(ــة).

وفداء المسيح لنا ليس قصاص مكتوب على المسيح ولكن هو اختيار المسيح كلمة الله بنفسه أن يحمل قصاصنا ويشاركنا أسقامنا والحب هو من دفع به ليحمل صليب العار لا فرض ولا إلزام بالمرة. المسيح يحبني ويفتديني من نفسي وفداؤه هنا نابع من حبه وقصة الله الفادي هي قصته عبر التاريخ فنعرفه في التوراة بأنه هو كذلك الفادي أو الـ "جوئيل" أي فادي باللغة العبرانية حيث يفدي الجماعة المؤمنة ويفديهم فيما بعد فرادى فرداً فرداً. وسواء آمن اليهود أو ضلوا... سواء آمنت البشرية كلها على صعيد رجل واحد أو كفرت فالمسيح كان حتماً سيأتي ليفدينا من سقم القلب البشري فنرتمي في حضنه ونعرف أنه فادينا ويفدينا من ذواتنا وما تحمل من نفوس أمارة بالسوء. عندها أضحت الطاعة للباريء جل علاه فعل حب وليس فعل كسب حسنات ومحو سيئات بل الحب يحصرنا حيث يقول إنجيل الله إن محبة المسيح تحصرنا.

أتمنى يا أخي العزيز أن لا تجادل في المسيحية ولكن تفتح قلبك للمسيح وتـُسلم له القلب والفعال كما أسلم المسيح فادينا ذاته للباريء يوم الجمعة العظيمة قائلاً: يا أبتاه في يدك أستودع روحي وأسلم لك ذاتي. هذا ما فعلته أنا إبراهيم عرفات في عام 1987 وحدث تغيير جذري في حياتي وقال القسيس لـ إبراهيم عرفات على رؤوس الأشهاد في يوم 6 سبتمبر يوم 1987: أعمدك يا إبراهيم بإسم الآب والابن والروح القدس. لم يحدث في حياتي شيء أفضل من هذا وأريد لك أن يكون عندك مثلما عندي وهو أن تنعم بكمال حبّ الله الفائض والمتدفق من أحشاء المسيح.


وليباركك الباريء الرب جل علاه في حفظه.


أخوك:

إبراهيم عرفات


"تيموثاوس" - لقبي المسيحي بين كثيرين



:redrose: