في مسألة هامة يجب ان تفهمها يا نيوترال

قيام اي دولة في الدنيا واستقرارها مرتبط بقوة الدولة والسلطة المركزية ، يعني لو الوضع عندكم في مصر مفكك لا سمح الله ، فسوف تحاول مئات القوى السياسية اقامة كيانات خاصة بها والقفز للسلطة وسدة الحكم وسوف تحدث صراعات اعنف من تلك التي تراها بفلسطين.يعني الموضوع ليس فرق في التكوين بين الفرد الفلسطيني والمصري والعربي

الفلسطينيون بالذات تعرض معظمهم للتهجير من وطنه الام وبالتالي كان لزاما ان تنطلق ثورتهم على محتليهم من الخارج وليس من الداخل خلافا لكل الشعوب المستعمرة وهي حالة فريدة من نوعها على الاقل حتى تنضج الظروف لثورة من الداخل ، كما انه من الطبيعي ان تصطدم اجندتهم مع الانظمة المجاورة لاسرائيل.

أمر آخر اهم من كل ما ذكرت يجب ان تفهمه وهو المسؤولية الاخلاقية للاردن ومصر وما فعلوه بالقضية الفلسطينية قبل ان تسأل عن جدوى اقامة الدولة

فبعد النكبة الفلسطينية بالعام 1948 قامت كل من مصر والاردن باجهاض مشروع الدولة الفلسطينية وحكومة عموم فلسطين التي اعلن عنها في مؤتمر غزة والتي كان من المفترض أن تلم جميع فلسطينيي الشتات على أرضها وان تكون الرد الطبيعي على اعلان دولة اسرائيل ، لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث بسبب تآمر الانظمة السياسية لمصر والاردن فتم تقاسم الضفة وغزة (البقية الباقية من فلسطين) بين كل من الاردن ومصر وتم خلق وضع فراغ قانوني وسياسي مكن اسرائيل في العام 67 من احتلال ارض ليس لها وضع دولة معترف به ولا تتبع لأي بلد أو حتى حكومة منفى

فيما بعد تندمت مصر والاردن على ما فعلوه وأدركوا خطيئتهم وصاروا يطالبون بدولة فلسطينية ، بعد ان ضيعوا الامانة التي بين ايديهم دون ان يحافظوا عليها ودون ان يعطوها لاصحابها بعبارة اخرى الضفة وغزة ضاعت وهي تحت سيادتكم وفي عهدتكم (مصر و الاردن) ولم تكن تحت حكم عرفات والمنظمة او اي طرف فلسطيني وانتم ملزمون بردها أدبيا وأخلاقيا وسياسيا مثل شخص أخذ اموال صديق له عنوة بعد ان ائتمنه عليها وتاجر فيها وخسرها