طوال ليلة امس عانيت من ذلك الزكام اللعين الذي احكم سيطرته علي . لم انم في حياتي مثلما فعلت يوم امس . جراء المرض بقيت طيلة ساعات اليوم اتارجح بين اليقظة والنوم وفي نهاية الامر كنت اغوص في جولات طويلة من النوم حتى ساعات العصر .
في الليل وبعد منتصف الليل تحديدا واصلت رحلة النوم حيث اتوارى وراء ستاره . اليوم صباحا كانت اثار المرض ما زالت باقية وعليه قررت ان انصاع لاوامر الطبيب واخلد الى يوم اخر من الراحة والنوم.. والاهم من هذا كله بعيدا عن قرف العمل وهمومه..
بعد التاسعة شعرت بتحسن ما .....ولاحت في الافق علامات تبشر بعودة العافية الى بدني.
ما زلت اترنح بعض الشيء لكنني قررت ان استغل وقتي لافعل شيئا مفيدا. سافرت الى بلدة "السرية" وهناك وصلت الى كهربائي سيارات مخلص في عمله وطلبت منه اجراء عملية صيانة دورية لسيارتي وقد فعل الرجل وقام بفحص الجزء الامامي من السيارة وغير اغلب الزيوت وزود السيارة بمياه خضراء عجيبة لم اعرفها من قبل. وقبل ذلك كله نفض الرجل الغبار المتراكم من رجع السنين على محرك السيارة. كل هذا مقابل مبلغ زهيد لا يتعدى مائتين وخمسين قرشا.
بعد ان شكرت الكهربائي الامين غادرت االسرية متوجها الى الجامعة. كان الموقف يعج بالمنتظرين لدخوله . حينها قررت ان انتحي مكانا بجانب الشارع مقابل عشرة قروش. دخلت الى الجامعة قبل الثانية عشرة بدقائق معدودة هاتفت صديقي وطن وتبادلت معه بعض الكلمات فاذا به قادم من احد المقاهي يقترب متعثرا في خطواته الى المكتبة ويقبض على زمام سيجارة وكانه يخال الخلاص من مشاكل الحياة وهمومها متعلق بهذه السيجارة. عندما ابصرته اغلقت الهاتف ولوحت له. كنت جائعا وكان وطن كذلك وبسرعت عدنا على عقبينا وتوجهنا الى المطعم الشرقي والذي تعود ملكيته في السابق لرجل غريب الاطوار يدعى عيد. هناك اكلنا شطيرتين من لحم صدر الدجاج. بعد الغداء الجيد نوعا ما . شربنا القهوة في مقهى الكرنب النخبوي. بعد القهوة والغداء لم يتبق لي شيء افعله. مع هذا ومن منطلق عبثي بحت دخلت الى المكتبة قضيت هناك ما يقارب العشرين دقيقة. وخرجت واثناء خروجي هاتفتني انت وكنت تدعي انك تتجول في المدينة القديمة. وتطلب مني الانتظار لكنني انسحبت بهدوء تاركا المكان استقليت سيارتي ودخلت مجمع زمان واشتريت بعض الحاجيات. وتوجهت الى الى حيث تقبع القرية الوادعة التي تقطن فيها. الحقيقة انني لا اجد سببا وجيها يجعلني انتظر في الجامعة ولا افعل شيئا . لا اقرا ولا استفيد من وقتي. لا اريد ان اتفنن في قضاء الوقت وتبديده سدا(ستقول لي حتما يجب علينا ان نجلس ونتحدث اقول لك لكم جلسنا وتحدثنا وتباكينا على ما راح وما هو ات. لن يجدي الحديث فحالتنا ميئوس منها وخير لنا ان يقبع كل منا في صومعته ويكب على الدراسة والمطالعة بعيدا عن صخب المقاهي وضوضائها).. خير لي ان استمتع بالقيلولة الاسطورية حيث اعود الى نشاطي مساء وامارس القراء وهذا ما حدث فعلا