الأخ طنطاوي .
مساء الفل عليك و على دبي الحبيبة و سلامي لكل ما فيها و من فيها .
.......................................
نحمد الله أن الأمور وصلت إلى هنا.. فالحوار على الشبكة و حتى في الواقع العربي مشكلة أو محنة كبرى ، فنحن أمام طوفان من الكلمات كثير منها بلا معنى ، و لا تزيد عن مجرد هذيان عاطفي ،و سادية معنوية تجاه الآخرين فقط ، هذا لا يشمل مناصري حماس كلهم بالقطع ولا يقتصر عليهم أيضا بل يشمل الجميع ، هناك حيلة لا شعورية يمكن أن نسميها إعادة تعريف القضية ، فعندما نناقش ( جدوى ممارسات حماس) ، نذهب بالقضية إلى مجال عقلاني لا يناسب 95% من الناس ،و بالتالي ستجد من يعيد تعريف القضية لتكون ( حق المقاومة ) ، فالخطب الحماسية المحفوظة توجد هناك تحديدا ، و يمكن لأصغر العقليات و أبعدها عن الفهم و الجدية أن يمارس البطولات الوهمية و يوزع التهم الجزافية و يحارب الخونة الإفتراضيين كدونكشوط صغير ، لا أزعم أني أو غيري ممن انتقدوا ممارسات حماس نملك منطقا بلا ثغرات ، فلا يوجد مثل هذا المنطق ، و لكننا لا نجد في المقابل عادة سوى مجرد مشاحنات .
لم يكن ممكنا أن نغادر يونيو 1967 دون نقد الممارسات التي ادت إليه ، و الفكر الذي قاد إلى الهزيمة ، و لن يمكن مغادرة المحنة التي جرتنا إليها الأصوليات العربية ( الشيعية و السنية ) حاليا سوى بنقد ممارسات تلك الأصوليات ، في حرب حزب الله ضد إسرائيل و كما نحن الآن ، لسنا في مجال مناقشة أخلاقية إسرائيل و صوابها ولا حق المقاومة ، فإسرائيل – كما أراها - مشروع صهيوني عدواني ، تنتمي لأسوأ ما أفرزته الإنسانية من قيم و تجارب ، و حق المقاومة لا يناقشه أحد في العالم كله ، و لكن هذا كله غير كاف ، فليس مطلوبا من الفلسطينيين و العرب أن ينتحروا احتجاجا على العالم و ظلمه ، و لكن علينا أن نحول عناصر قوتنا إلى إنجازات حقيقية عسكرية و سياسية و حضارية ، علينا ألا نسقط في قاع التاريخ مثالآ على تكلس العقل ، بل علينا بالعقل و الفكر و الإرادة أن نطفو ، العالم لن ينتظرنا طويلآ و نحن نعيد تعريف قضايانا السياسية لنعود بها إلى الصراعات الدينية ضد كل العالم و التي لن تنتهي أبدا ، إننا بذلك نعطي إسرائيل العالم كله حلفاءا بشكل مجاني ، علينا أن نعود بقضايانا إلى عالم السياسة و الواقع ، عندما كانت القضية قضية تحرر وطني ، أدان العالم إسرائيل كدولة عنصرية ،و أعطتنا الصين السلاح مجانا لنحارب به ، و عندما أصبحت إسلامية .. إسلامية ، أعطانا العالم ظهره ، و أدان العالم الفلسطينيين و العرب و المسلمين كإرهابيين ، ، فهل هذا ما نريد ،و هل هذا كله لا يستحق النقد ؟.
لا يمكن إختزال الفلسطينيين كلهم ليكونوا حماس ، هناك قوى عقلانية و نضالية في فلسطين ، تعبر عنها تنظيمات متعددة ،و لها ممثل شرعي وحيد هي منظمة التحرير الفلسطينية ،و على حماس ألا تغتصب فلسطين ولا تحتكر القرار الفلسطيني ، يمكنها أن تسيطر ديمقراطيا على المنظمة و تذهب للعالم بمشروع سياسي مستقل عن أجندات السياسة في المنطقة ، عليها أن تقبل الشرعية الدولية و قرارتها ،و أن توحد الفلسطينيين خلف قرار و مشروع واحد ،ولا تقبل أن تظهر حماس فوضوية أخرى ، أي أن تمارس سياسة بقواعدها ،و تتعامل مع العالم بمنطقه .
على حماس أن تتوقف عن دفع الفلسطينيين إلى الإنتحار .
و لكننا لن نتوقف عن التفكير و التعبير .. هنا و في كل مكان آخر .

تسجيل الدخول
اسم المستخدم:
كلمة المرور:	فقدت كلمة المرور؟
	تذكرني

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع		الكاتب	الردود	المشاهدات	آخر رد
	الفرق بين إسرائيل وحماس بكل وضوح	فارس اللواء	56	4,618	08-08-2014, 11:36 AM آخر رد: ابن فلسطين
	كاهن كنيسة يافا "كفى لارهاب داعش وحماس"	برهان البرهان	9	663	08-04-2014, 12:09 AM آخر رد: خالد
	جنود إسرائيل-- الجيش الحر اللحدي الجنوبي	Rfik_kamel	13	1,426	03-16-2014, 02:42 AM آخر رد: Rfik_kamel
	الله أكبر استهداف مصفاة حمص من قبل جيش إسرائيل "الجيش الحر"	Rfik_kamel	1	582	10-11-2013, 01:45 AM آخر رد: Rfik_kamel
	إسرائيل تبيع أسلحة لدول سنية مسلمة	vodka	36	3,207	06-15-2013, 12:14 PM آخر رد: خالد