Array
ابراهيم دائما.. مايمر على مسامعي مثل هذا الكلام من " فئة " معينه من الناس،تلك الفئة يابرهوم مضت في بلاد العم سام اكثر من عشرين سنة وحصلوا على اقامة وجنسية وحياة ومن ثم يعودون فيشتمونها. اذكر يابرهوم قابلت شخص يهودي " عربي " في فرنسا ، حكي لي عن امريكا لا اخفي عليك يابرهوم لعن سلسفيل امريكا. يعني يابرهوم بعد ماجلست واقمت فيها وعشت وصرت مواطن وابنهم اللي ماتولدش عندهم، تقول عادات وما عادات، هل ياترى ستؤثر عادتهم علي كياني ؟ لااظن ذلك. عموما شكراً لك ياحبيب قلبي وماقصرت..
[/quote]


يا أخ تمثال:

المغترب مهما فعل يظل مغترب. قد يحصل على حق المواطنة مثلي ويصبح مواطن في هذه الدولة ولكنه ليس داخلياً واحد منهم. ومهما حاول أن يندمج فتظل هناك فجوة. عندها يصرخ شيء في داخلك: من أنا؟ من أنا تحديداً؟ أخيراً سألت هذا السؤال واستقر بي الأمر أني إبراهيم ابن الفلاحين في مصر وتربى على عاداتهم وطبائعهم وقد يحاول تحسين ذاته ولكنه ابن القرية المصرية ومهما عمل لن يصبح أميركي أو أوروبي ورحم الله إمرأ عرف قدر نفسه.

واليهودي العربي في أميركا أيضا مظلوم. قال لي يهودي مصري أنهم كانوا يمازحونه قائلين: camel jockey يعني راكب جمال. طبعا هم لم يشاهد الجمل في حياته إلا قليلاً ومع ذلك كان نصيبه من المعايرات ما ينال المسلم وغيره في الوطن الواحد الذي عاش فيه. صديق يهودي مصري آخر زرته قالت لي زوجته المسنة أنهم يستوقفون حفيدهم في المطار مع أنه مولود في أميركا ويشتبهون فيه أنه إرهابي.

مادمت تحمل ملامحي في أي مكان في أوروبا وأميركا فسوف تكون محل شبهة واستجواب في المطارات بدون شك. أحياناً ما يشفع لي أن ملامحي هي هندية ( من وجهة نظرهم) أو لاتينية.

وأزعل عندما أشاهد فتاة محجبة وترشقها نظرات الرثاء وأتمنى لهذا المحجبة أن تخلع الحجاب وتؤكد لهم أنها مثلهم ولا فارق وكلنا بشر ولا داعي لمثل هذه النظرات المتخوفة.

في بلدك تستطيع أن تصبح كيفما تريد. لماذا تغترب في بلد غير بلدك وربنا من عليك بلقمة العيش وفي مصر نقول "مادام معنا الستر الحمد لله"؟

وعاداتهم ستؤثر على كيانك بدون شك وإما أن تتجاوب وتنكر طبيعتك وتحاول أن تكون واحد من الناس أو تعمل مثلي وتنعزل وتجد ملاذ في المواقع الانترنتية مثل نادي الفكر. من أحد أسباب مجيئي هنا لنادي الفكر هو أني لا أجد في أرض الواقع ناس قريبة مني وجدانياً وبالتالي أسعى للاقتراب ممن يشاطروني أقرب مساحة ذهنية ووجدانية. أنت في مكانك الذي تعيش فيه الآن حر طليق كالغزال لا يقيد أحد حركتك. أنا مقيد عندما أريد التمشية وأخشى بلطجة بعض الناس بعد ساعات معينة. صرنا نعتمد على السيارات بشكل مزعج وأين أيام المشي لساعات والدورة الدموية نشيطة ولا ترهل هنا أو هناك!! قبل أن آتي لأميركا لم تكن عندي أي مشاكل وزن ولكن الآن أحاول إنقاص وزني بأي طريقة وأتحفظ في الأكل.

لا تنبهر بأوروبا أو أميركا. كلهم بشر. والبشر بشر. لا فضل لعربي على أعجمي أو أعجمي على عربي. كل مكان فيه ما فيه وله ما له وعليه ما عليه.

واعتز بكونك عربي وبجنسيتك العربية. لو تريد زيارة بلد ما فمن المؤكد أنك بـ فلوسك تقدر أن تفعل ما تشاء في أي مكان ولا تحتاج جنسية أجنبية ولا يحزنون. تعلم من أصحابي الألمان الدرس. لا تقدر أن تغري أي واحد ألماني أن يتخلى عن جنسيته لو أعطيته كل كنوز الدنيا أو حتى لو جعلته سفير في أميركا أو صاحب منصب عالي في أميركا. أنا شخصيا.. والله يسامحني على ما سأقوله لك.. عندما أجد بريطاني تخلى عن جنسيته البريطانية بصراحة أحتقره. نعم هذا هو حقيقة شعوري. لا أنت فقير ولا غيرو. ماذا تريد من الجنسيات الأجنبية؟ استبق على جنسيتك واعتز بها ولا تفكر مجرد التفكير في التخلي عنها.