هل مساعدات إعمار غزة غنائم حرب لحماس ؟.
(f)
.....................
تابعت مؤتمر إعمار غزة كشعاع ضوء يبدد قليلا الظلام الحمساوي الطويل الذي غمر فلسطين ، و لأني أعلم أن العقلية التي كانت ترى الإستعمار على يد سعد خير من الإستقلال على يد عدلي ما زالت تعمل و بقوة في الجسم العربي ، تلك العقلية المريضة التي ترى الخراب على يد حماس أفضل من الإعمار على يد عباس ، و التي ترى الدمار بوحي من طهران هي الفضيلة الكاملة بينما الإعمار خلال القاهرة رذيلة و عار و زحفطون و هرطقون ، سوف أستعرض في هذا الشريط نتائج المؤتمر خلال وكالات الأنباء .
1- حظى المؤتمر الذي رأسه مبارك بتجاوب دولي استثنائي ، وعقد المؤتمر أمس بحضور رؤساء ووزراء خارجية وأعضاء وفود نحو87 دولة ومنظمة ومؤسسة مالية إقليمية ودولية ، و حضره الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, ورئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني, والرئيس الفلسطيني محمود عباس ( الذي يعامله قادة العالم كشريك و صنو لهم ) , والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون , ووزيرة خارجية أمريكا هيلاري كلينتون ، و بالطبع لم يحضر أي ممثل لحماس التي لا يعترف بها العالم المتحضر، كما أكد الجميع أن الأموال ستصل غزة خلال السلطة الفلسطينية و الرئيس عباس ،و بالتالي لن تصل ليد حماس التي يمكن أن تستولي عليها كغنائم حرب .
2- شهد مؤتمر إعادة إعمار غزة تجاوبا كبيرا فاق سقف المطالب الفلسطينية, فقد تعهدت الدول المانحة في البيان الختامي للمؤتمر بتقديم مساعدات تصل إلي نحو4,5 مليار دولار, وتجدر الإشارة إلي أن الخطة التي أعدتها السلطة الفلسطينية لاحتياجات إعادة تعمير ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية بلغت2,8 مليار دولار.
3- تعهدت دول الخليج بقيادة السعودية بدفع1.65 مليار دولار ، منها مليار دولار أعلنها خادم الحرمين في مؤتمر قمة الكويت ، و أعلنت الولايات المتحدة تقديم مساعدات للفلسطينيين قيمتها900 مليون دولار, منها300 مليون دولار لغزة و600 مليون للضفة الغربية ، كما أكدت المفوضية الأوروبية أنها ستقدم552 مليون دولار, وأعلنت إيطاليا تقديم100 مليون دولار, وبريطانيا30 مليون جنيه استرليني.
4- أكدت مصر أن إعادة إعمار غزة ليست رهنا بتعهدات الدول المانحة من أموال, ولكنها رهن بتجاوب إسرائيل لإعادة فتح المعابر, ورفع الحصار, والتجاوب مع الجهود الدولية والمصرية لتحقيق التهدئة, وتنفيذ عناصر المبادرة المصرية ، كما أكدت مصر عزمها مواصلة اتصالاتها مع جميع الدول المحبة للسلام للضغط علي إسرائيل, لأنه ينبغي عدم رهن التهدئة ومصير مليون ونصف مليون فلسطيني بمصير شخص واحد هو جلعاد شاليط.
5- شددت مصر علي عزمها مواصلة جهودها لإدخال مساعدات الإغاثة الإنسانية لاحتواء الوضع المتدهور منذ بدء العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة. وأكدت مصر أن السلام هو الضمانة الوحيدة لمنع تدمير ما يتم إعماره في غزة, وعدم الرجوع إلي المربع رقم واحد, ووضع قضية إعادة الإعمار في مهب الريح.
6- أعرب الرئيس مبارك في كلمته عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن نتائج إيجابية تسهم في دعم الاقتصاد الفلسطيني, وقال: إن أموال العالم لا يمكنها أن تعيد من سقط من الشهداء, أو أن تعوض الجرحي والمصابين من المدنيين الأبرياء, لكننا كمجتمع دولي يمكننا أن نفعل الكثير لإعادة إعمار ما دمر من المرافق والمنشآت والبنية الأساسية والمساكن وغير ذلك من مقومات الحياة.
7- أعرب الرئيس عن تطلعه إلي أن تدعم كل الدول المحبة للسلام جهود مصر لتحقيق التهدئة, باعتبارها الحاجة الملحة والمطلب الأساسي لاستكمال باقي عناصر المبادرة المصرية, ولتأمين فتح المعابر من غزة وإليها, ورفع الحصار عن مواطنيها, وهو ما يرتبط بالضرورة بالأولوية الموازية لتحقيق الوفاق الوطني الفلسطيني ضمانا لتسهيل عملية إعادة الإعمار وإدارتها بالسرعة التي يتطلبها الموقف, وأشار إلي أن هناك العديد من التقارير الدولية المحايدة توضح جميعها مدي ما لحق بالقطاع من تدمير هائل وتحدد الموارد المالية اللازمة لإعادة البناء والإعمار.
8- وقد أبدي سيلفيو بيرلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي سعادته بدعوة الرئيس مبارك إلي عقد مؤتمر إعادة الإعمار في غزة, التي وصفها بالدعوة الشجاعة, مشيرا إلي أن المؤتمر يعد خطوة تمهيدية تجاه التوصل إلي السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وتحفيز الفلسطينيين علي تحقيق المصالحة الشاملة, وتشكيل حكومة وحدة يمكنها أن تمثل كل الشعب الفلسطيني.
9- وقد حيا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي جهود الرئيس مبارك وإصراره علي دعم القضية الفلسطينية, ووصفه بأنه رجل الشجاعة والرؤية الثاقبة ، وأكد الرئيس ساركوزي أن أولويات بلاده الأولي مع الرئيس مبارك هي وضع نهاية للقتال, مشيرا إلي أنه ليس هناك حلول عسكرية في غزة, وأن الموقف الإنساني هو الذي يشغل فرنسا التي ستواصل تقديم مساعدتها الإنسانية, كرر ساركوزي رأيه المعلن بأن حماس عنصر سلبي في مسار القضية الفلسطينية ،و لكنه أكد على ضرورة المصالحة بين الأطراف الفلسطينية لأنها مفتاح السلام وشرط أساسي لإنشاء دولة فلسطينية ، وأعرب ساركوزي عن الأمل في أن يكون عام2009 عام سلام, متمنيا عقد مؤتمر لدفع السلام, يسفر عن توقيع اتفاقية وإنشاء دولة فلسطينية متحضرة تعيش جنبا إلي جنب مع إسرائيل.
10- أكدت السيدة كلينتون تأييد بلادها والرئيس باراك أوباما, لدور مبارك والمبادرة المصرية والجهود المصرية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, مرورا بحوار الوفاق الوطني الفلسطيني الذي يستأنف الأسبوع المقبل، و قالت : إن الطريق إلي السلام في الشرق الأوسط يمر عبر مصر, وإن واشنطن والإدارة الأمريكية الجديدة مهتمة تماما بالحوار المصري ـ الأمريكي علي أرفع مستوي, وذلك من أجل تعزيز العلاقات الثنائية, والقضايا الإقليمية ، وأكدت أن السلام هو الضمانة الحقيقية والوحيدة لتجنب إهدار تمويل عملية إعمار غزة, وأنه علي إسرائيل أن تتجاوب مع الجهود المصرية من أجل فتح المعابر وإعادة الإعمار, لأن هذا شرط ضروري ولازم, حتي لا نرجع إلي مربع رقم واحد ونضع قضية إعادة الإعمار في مهب الريح ، وأكدت هيلاري أن الموال المريكية لن تصل ليد حماس ، و أن الإدارة الأمريكية الجديدة ملزمة بحل الدولتين, وأشارت إلي أن معالجة أزمة قطاع غزة لا يمكن تحقيقها بمعزل عن جهود التوصل إلي السلام.
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-03-2009, 02:30 PM بواسطة بهجت.)
|