ألأخ طيف (f)
تحية طيبة لك ولكل ألأخوة ألعراقيين وألعرب ألأعزاء ألذين ساهموا في هذا ألشريط ( بألطبع مستثنى من وصف "ألأخوة" ذيول ألجرذ وأيتامه ألذين يزعجني أن أقرأ ما يكتبون بقدر ما يزعجني أن يقرأوا ما أكتب )

لم أدخل في هذا ألشريط لسببين أولهما نوع من ألمغالطة التي حوتها كلمة " وأخيراً " في عنوان ألشريط ، وثانيهما نوع من التفائل ألمفرط ألذي يكتنف عادة كتابات ألأخ أورفاي (f) مما يجعله أحيانا يتغاضى عن ذكر بعض ألمشاكل ألموضوعية في واقعنا ألعراقي ، وهذا على غرار ما يفعله أيضا د. شاكر ألنابلسي ألذي أكن له عميق ألأحترام لأنه كان أول ألكتاب ألعرب ألذين منذ ألبداية ساندوا ألشعب ألعراقي ووقفوا معه ضد ألهجمات ألظلامية من ألإرهابيين وأيتام ألنظام ألفاشي وألقوى ألخارجية ألرجعية ألمستفيدة من عرقلة مسيرة ألعراق ألجديد ( بما في ذلك من بلده ألأردن ) وسلطوا ألأضواء على ألتغيرات ألديموقراطية وآفاقها للعراق وألمنطقة .. ولكن أعتقد أنك تتفق معي أن ألكتابة ألصحفية وألسجالات ألسياسية وألمؤدلجة خاصة مهما كانت عميقة ألمحتوى فهي بألتأكيد تفرض بعض ألشروط ألتي تفصلها عن طريقة ألبحث ألأكاديمي إلى ألإعلام ألدعائي ، وهذا لا يفقدها أهميتها . ( من ألسخف ألمضحك مثلا أن يُطلب من وفاء سلطان أن تدرس ألفقه ألإسلامي في ألأزهر أو في قم لتنتقد ألإسلام بمذهبيه ألرئيسين )

ألمهم ، ما أردت قوله هنا أنني أتفق في أغلب ما كتبته في مداخلاتك من تصوير للحالة ألعراقية .. فنحن فقط في بداية ألبداية في طريق ألبناء ألديموقراطي ، والطريق وعر ومليء بألتعرجات والمنحدرات وألأخطار ألخارجية والداخلية ، ولكن ألأهم من هذه ألأخطار وأسبابها هو ما يجري في وعي ألمواطن ألعراقي .. هذا ألوعي ألذي شوهه وأفسده ألنظام ألفاشي بسياسة ألرعب ألعبودي وألتجهيل وألتضليل في ذلكم ألسجن ألمعزول عن ألعالم حيث تفشت أنواع ألأنحطاط ألأخلاقي وألثقافي ألعبودي ألتي لا زالت آثارها ظاهرة ليس فقط في مؤسسات ألدولة من أصغر دائرة حكومية إلى سلطات ألدولة ألعليا وكذا في ألقوانين والتعليمات ألتي لا زالت تحكم شؤون إدارة ألدولة ، بل وفي ثقافة وعلائق ألناس بألشارع وألحي وألمدرسة وألسوق ألتجاري ألخ .. وبألتأكيد يبقى أيضا خطر كبير يمثله ألفكر ألديني وألقبلي ألذين يحملان بذور ألفكر ألعبودى ويجملانه بألشعارات ألعاطفية ألحماسية ألمراوغة .. وألجرذ صدام قد أستغل هذا سابقا أبشع إستغلال في حملاته ألإيمانية ..
لذا من ألواضح من ألهزل وألخطل ألقول أن ألديموقراطية ترسخت في ألعراق لمجرد شكلية إجراء ألأنتخابات ألأولى وألثانية والثالثة وبغض ألنظر عن مدى نزاهتها وشفافيتها ونسبة ألمشاركين فيها .
ترسيخ ألديموقراطية يحتاج بألأقل لنشوء جيل شاب جديد بوعي لم تلوثه أدران ألماضي ، ونشوء طبقة وسطى جديدة تكون قاعدة لبناء ألمجتمع ألمدني بعد أن دمر ألنظام ألبائد بكل ألسبل ألطبقة ألوسطى ألعراقية ماديا وروحيا وأتت على بقاياها ألسنوات ألعجاف ألماضية بألقتل وألتشريد وألترهيب تحت ستار ما يسمونه ألمقاومة وألإحتراب ألطائفي وألتي كان يثيرها و يديرها أزلام مخابرات ألنظام ألفاشي من ألبعثيين وفدائيي صدام ناهيك عن ألقوى ألمأجورة وألظلامية الخارجية ألمستفيدة .
بأختصار لم تبدا ألديموقراطية ألحقيقية بعد ـ فقط إنتهت ألنهاية ألمرعبة ,, وألتي كانت رغم كل شيئ خيرا من رعب بلا نهاية . شعبنا ألعراقي سيأخذ نفسا طويلا نسبيا ليتفكر كيف سيواجه ألأخطار ألجديدة وليحمي حريته وإستقرارحياته و ديموقراطيته ألوليدة ، للتو بألمدى ألتاريخي ، ..




وأخيرا لي تعليق صغير :

Array
فالانتخابات التي جرت مؤخرا نسبة من شاركوا فيها أقل من المرة السابقة وهذا مؤشر لايمكن تجاهله وهو دليل على أن المواطن قد فقد الثقة بالنظام الانتخابي ( ونزاهته ) ففي المرة الاولى كانوا مدفوعين ( أقصد من شارك بالانتخابات بكثافة ) كانوا مدفوعين بتكليف ديني شرعي وهم الان ألاقل نسبة فيمن شارك في الانتخابات الجديدة وردة الفعل هذه تعني اليأس والاحباط الذي اصاب هذه الجموع والتي وصلت الى قناعة بأن الذهاب الى الانتخاب مرة اخرى يعني عودة نفس الوجوه وأستمرار نفس حالة الفساد السياسي والمالي لذا على هذا الوضع فازت القائمة التي هي في الحكم الان وهذا مؤشر غير جيد أيضا , ولايختلف حال نتائج الانتخابات في بغداد مثلا عن اي دولة من دول العالم الثالث او انتخابات الدول العربية وتأكيد حقيقة مفادها من يكون في السلطة هو من يربح الانتخابات لانه يستغل الامكانيات الكبيرة من اموال ودعاية واعلان وشراء ذمم وهذا هو ماحصل في الانتخابات الاخيرة .
[/quote]

قبل حملة صولة ألفرسان في ألبصرة كان إحباط ألشعب ألعراقي عاما وشاملا بحيث لم يكن أحد ليتوقع أن يشارك في إنتخابات ألمحافظات أو حتى ألنيابية القادمة أكثر من 10 % . بينما تغيرت ألأوضاع بفترة وجيزة و شارك في ألأنتخابات ألماضية 51% .. وأنا بألطبع لا أعزو هذا لحنكة ألمالكي أو لشخصيته ألفذة ( رغم إعترافي بأنه تصرف بعقلانية سياسية جديرة بألإحترام ) ، وكذا لا أعزوها فقط للدعم وألإسناد ألأميركي للعملية ألسياسية وإلتقاء ألمصالح ألإستراتيجية .. ولكن هنالك شيء كبير غير ظاهر للعيان في خضم ألأحداث المتواترة وهو تطور ألظروف ألموضوعية كألإرتقاء ألنسبي للحالة ألإقتصادية للمواطن ألعراقي وشعوره لبضع سنوات بألحرية رغم حالة ألفوضى ألهمجية ألعارمة ، وبألتالي وعيه بأن لا يمكن تحقيق مصالحة بألأنقلابات ألعسكرية ألفوقية ليبدل زيد بعمرو من مجاهيلنا ألتاريخية ألتقليدية .. لذا أنا أومن بأن ألشعب ألعراقي ألعظيم بألفعل وألذي تحدى كل مفخخات ألإرهابيين وألبهائم ألأنتحارية في عام 2005 مسجلا نسبة إقتراع تجاوزت 75% سيحطم هذا ألرقم ألقياسي ( حتى على ألمستوى ألعالمي ) في ألأنتخابات ألنيابية ألتي ستجري أواخر ألعام وتحدد مرحلة فاصلة في تاريخ ألعراق , ومن هنا من شعوره وثقته بأنه هو من يصنع تاريخه ستبدا ألديموقراطية ألحقة . وأرجو أن لا تعتبر كلماتي هذه إيمانا ساذجا أو دعاء وشعارات وبروبوغاندا .

تحياتي للجميع :redrose: