يا أخ الحكيم:

مساءك ورد.

كنت أقرأ كتاب لمؤلف يهودي هذا المساء اسمه إبراهام جوشوا هيشل وتحدث عن مسألة الـ apatheia ومنها كلمة الـ apathy في الفلسفة الرواقية Stoic وكم أن هذا هو الرصيد الأساسي عند إكليمندس السكندري ومار اسحق السرياني وكثير من أباء الرهبنة المسيحية. كنت أسمع أبونا متى المسكين وكنت أحب أسمع له بغزارة في وقت من الأوقات ولقيته يمتدح الـ أباثيا Apathea عند مار اسحق السرياني وهي تعني حالة من تبلد المشاعر فلا تفرح لشيء ولا تحزن لشيء وكله يبقى زي بعضه. لو رحت المقابر وشتمت الأموات مش هايردوا عليك ولو امتدحتهم مش برضو ها يردوا عليك وأن المسيحي الحقيقي وخاصة اللي خد الخط الرهباني ميت ولا يؤثر فيه لا هذا ولا ذاك. كله زي بعضه. يبقى زي الطوبة. أباثي بقى. حالة بلادة وتبله ولمجد الرب. طبعا كل ده دخل التراث المسيحي عن طريق الفلسفة الرواقية والفلسفة الهيلينية وغيرها.

ما رأيك أن البوذية ليست بعيدة عن هذا وفيها حالة من حالات عدم التألم ونوع من الـ apathy? ألا تنكر البوذية المشاعر والألم؟ موضوع اللا معاناة واللا ألم؟ زي ما عند الرهبان المسيحيين نفس الموضوع وهو اللا ألم أو اللا معاناة...

ما رأيك؟

وحفظ الله لذخر الأمة العربية بقيادة ملك مصر الأول فاروق الأول.

تصدق: شفتها بالبنط العريض في كتاب لشرح دواوين أبو العلاء المعري أعتقد بشرح البطليوسي وكان بإشراف طه حسين. طبعاً طه حسين جه عليه وقت وكان يتمنى رضى مولانا ولا نلومه.