تحية طيبة أخي سهيل، وعذراً لتأخري بالرد على مشاركتك :98:

كان تردداً بالعود ة الى المنتدى، عذراً مرة أخرى.

تحية إلى بطلنا يوسف العظمة

رسومات الكهوف :
تعتبر الرسومات المكتشفة للإنسان في العصر الحجري على جدران الكهوف، الكتابة الأولى لهذا الإنسان ليعبر عن رغباته وأفكاره. انه الرمز وظهوره عند الإنسان في العصر الحجري، وتطوره فيما بعد ووصوله إلى الكتابة الحالية. فباستخدام الإنسان الرمز، الرسم والكتابة كان بذلك يصنع ذاكرة إضافية خارج دماغه، سجلها على جدران الكهوف والألواح الطينية. بواسطة هذه الذاكرة الخارجية كان قادراً على الرجوع إليها، والى نقل خبراته وتجاربه وأفكاره ومعتقداته عبر الأجيال.
اللوحة أو الرسم أو الرمز يعطينا المعنى دفعة واحدة وبشكل كامل، من هنا تكمن قوته. عندما أحاول وصف "كرسي" مستخدماً الكلمات والتي هي أيضاً رسوم لرموز صوتية، لا استطيع أن أعطي وصفاً دقيقاً للكرسي، وربما أكتب عنه صفحة كاملة دون أن أستطيع وصفه بشكل دقيق. ولكن بوجود رسم لهذا الكرسي أستطيع إيصال المعنى بدقة ودفعةً واحدة. لهذا تستخدم اللوحات الإرشادية على الطرقات لسرعة إدراكها. أما بالكتابة الحالية فقد توصلنا بواسطتها إلى أفكار أكثر عمقاً وتجريداً مثل الحرية العدالة ...

القصد بالفكر النظري :
أطلع المسلمون على النظريات اليونانية مثل كروية الأرض، نظرية مركزية الأرض، مركزية الشمس ونظام بطليموس الكوني. ولكنهم لم يتحزروا حول الطبيعة والكون كما فعل اليونانيون القدامى، واعتبروا ذلك من الغيبيات لا يمكن التأكد من حقيقتها. السؤال هل كانوا يقومون بذلك عن قصد ودراية؟ إن أعمال الحسن بن الهيثم في نقده للنظرية اليونانية القائلة "بان الرؤية تتم بخروج الضوء من العين" تعتبر دليلاً على أن المسلمون كانوا على دراية بهذا النهج.
أخذ المسلمون الكثير من اليونانيين ومن غيرهم واستفادوا من الحسابات والقياسات التي أجراها اليونانيون ولكنهم كانوا أكثر صرامة في تطبيق منهجهم، والذي سوف يظهر فيما بعد عند كل من غاليله، كبرنيقوس، وكبلر وهو التحري والتقصي والحساب والقياس لتأكيد النظرية، ولتصبح نظرية علمية.
مارس المسلمون الطب وقاموا بتشريح الجثث، واكتشفوا الدورة الدموية الصغرى، وهو عمل علمي بحت كما يحدث في زمننا المعاصر. لقد كانوا بجدارة علماءً تجريبيين، لم يدخلوا الدين من قريب أو بعيد بأعمالهم. وهذا ما ظهر أيضاً عند علماء عصر النهضة وصراعهم مع الكنيسة. أما في الرياضيات لم يتوصل العرب المسلمون إلى ما يعرف بالبرهان الرياضي رغم أنهم استخدموا المنطق بالمحاجة واللغة والنحو.

البابليون :
توجد بعض اللقى الأثرية التي تمثل مثلثات قائمة تم حساب أوتارها، فعلماء الآثار يرجحون أن البابليين قد استخدموا المعادلات التربيعية.

على دروب الكلمة الصادقة نلتقي :98:

المخلص دوماً
خلدون محمد خالد