{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #31
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
الدين لا يكون فعالا بين العامة إلا عندما يقدم عددا كبيرا من التفسيرات السديدة عن الحياة و نشأتها
..................................
الأخوة الأعزاء .
صيقي العزيز بني آدم .(f)
كثير من المداخلات أحببت التعليق عليها ، و لأن بعض ماجاء بها مكرر ، لهذا فضلت جمع ملاحظاتي على هيئة رؤوس أقلام .
1- دعونا في البداية نتذكر أن التطور هو ببساطة التغير مع الزمن ، و عندما نتحدث عن التطور البيولوجي فنعني به التغير في أشكال الحياة مع الزمن ، أما عندما نتحدث عن ( نظرية التطور البيولوجي ) فنحن نعني به الفرضية القائلة أن كل صور الحياة على الأرض مرتبطة خلال أصول مشتركة ، و أن الصفات الوراثية تنتقل من الآباء إلى الأجيال التالية ، و أن هناك تغيرات تحدث عند ظهور أجيال جديدة ، و خلال تعاقب السنوات فإن هذه التغيرات تتزايد و ينتج عنها التنوع الذي نشاهده على الأرض اليوم .
2- دعونا نؤكد أيضا حقيقة أن معارضة نظرية التطور البيولوجي لا تقوم على أسس علمية جديرة بهذه الصفة أو خلال نظرية علمية أخرى لتفسير أصل الحياة في الكون ، و لكن هذه المعارضة تكون دائما على قاعدة أخلاقية من أجل دعم المنظومة القيمية و المعنوية التقليدية ، معظم مناهضي التطور يعتقدون أنها مناقضة لعقائدهم الدينية ،وهم يرون تلك العقائد ضرورية لإعطاء الحياة قيمة و غاية ، كذلك يرون تلك العقائد محورية ولا غنى عنها في دعم الأخلاق و الحفاظ على القانون ، رغم هذا فكل الشواهد تقودنا إلى أن القانون و حقوق الإنسان يكونان غالبا في حالة أفضل في المجتمعات التي لا يلعب فيها الدين دورا مهيمنا في الحياة العامة ، و تلك الملاحظة في حاجة بالفعل إلى النقد و التفسير .
علاقة النظرية بالدين .
يلاحظ كثير من رجال الدين و بشكل صائب تماما أن الدين لا يكون فعالا بين العامة إلا عندما يقدم عددا كبيرا من التفسيرات السديدة عن الحياة و نشأتها ، و عندما يفشل في ذلك فإن هذا الفشل يقوض مصداقيته لديهم ، وعلى ضوء تلك الحقيقة يمكننا أن نفهم لماذا تشكل نظرية التطور البيولوجي خطرا على اليهودية و بالتبعية على المسيحية ، و ذلك لأنها تتعارض كلية مع نصوص العهد القديم و التفسير الديني لنشأة الحياة و أصل الأنواع ، و سنجد أن المحاولات التي سعت لتصالح اليهودية المسيحية مع العلم كانت كلها تسير في إتجاه واحد هو تقويض العلم ودعم نظام غيبي أثبت بالفعل زيفه ،و لهذا لم تنجح و لكنها دفعت بالنصوص الدينية إلى خارج نطاق العلم بشكل نهائي .
إن معظم الناس حتى في الغرب لا يدركون إلى أي مدى أثرت المسيحية في الدعامات الأساسية التي قامت عليها المجتمعات الغربية ، كما لا تدرك أيضا حقيقة أن كثيرا من الثقافات التاريخية و حتى المعاصرة الأخرى لا تتشارك مع المجتمعات الغربية في منطلقاتها بل ليس نادرا أن تتناقض معها كلية ، فالإفتراضات المسيحية التقليدية تذهب إلى أن الأرض لا تتغير ،و أن عمر الكون لا يتجاوز عدة ألوف من السنين ،و أن البشر خلقوا خطاة و أن الأصناف المختلفة بما في ذلك الإنسان خلقت كما هي الآن ،و ألا علاقة بين البشر و الحيوانات ، مثل هذه الإفتراضات لا تتوافق مع الثقافات الأسيوية أو الإفريقية على سبيل المثال .
لهذا فمن المثير للدهشة أن نظرية التطور التي هي وليدة العلم الغربي تتعارض بشكل كامل مع العقائد المسيحية بأكثر من تعارضها مع أي عقيدة أخرى ، بل يمكن القول أن تلك النظرية متوافقة مع أي ثقافة معاصرة أكثر من توافقها مع المسيحية ، لذلك ليس غريبا أن يقبل الأسيويون نظرية التطور لأنها لا تتعارض مع معظم الثقافات الأسيوية ، أما عن مدى تعارض نظرية التطور مع العقائد الإسلامية ، فالأغلبية من الفقهاء تلحق موقف الإسلام بموقف الأصوليات المسيحية و اليهودية ، و ترفض النظرية على نفس الأسس الأخلاقية ، يبقى أن هناك قلة نادرة لا ترى هذا التعارض أو لا تراه بهذا الشكل التصادمي ، على سبيل المثال الشيخ حسن الترابي يرى :"لا أرى تعارضا في القول بإن الإنسان أصله قرد مع النص القراني".
أما لماذا ظهرت العلوم في الغرب بالرغم من منطلقاته المسيحية ، فنجد الإجابة في الأساس الإغريقي الروماني للحضارة الغربية ، إن الأفكار اليونانية المادية التي ظهرت للحياة مرة أخرى في عصر النهضة بعد أن طمستها المسيحية لقرون طوال هي التي أعادت صياغة العقلية في الغرب لفهم العالم على قواعد مادية و عقلانية صلبة ، و هي التي وفرت الإطار لتطور العلوم و النظرية الذرية و نظرية التطور و غيرها من دعامات العلم في الغرب خلال عصر التنوير و ما بعده ،إن العلوم الحديثة مؤسسة كلية على القواعد اليونانية التي أعلنتها المسيحية نوعا من الكفر و الهرطقة ، و لهذا كان هناك هذا العداء بين المسيحية و العلوم ، هذا أيضا السبب في تناقضات العلم مع الإفتراضات الأساسية للغرب المسيحي .
لن اطيل و سيكون لي عودة لو سمحتم لأتحدث عن مصداقية نظرية التطور البيولوجي .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 03-06-2009, 12:12 PM بواسطة بهجت.)
03-06-2009, 12:03 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان - بواسطة بهجت - 03-06-2009, 12:03 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الأديان والديانات Free_Mind 0 749 06-15-2012, 05:24 PM
آخر رد: Free_Mind
  للتحميل: لماذا النشوء والتطور حقيقة راهب العلم 6 2,069 05-11-2012, 04:05 PM
آخر رد: راهب العلم
  مشكلة الابداع والتطور في العالم العربي mr.H 21 5,563 04-23-2012, 09:46 PM
آخر رد: طريف سردست
  أمامك طريق واحد: إسقاط النظام ! العلماني 0 675 04-06-2012, 02:48 AM
آخر رد: العلماني
  دراسة ( العرب والتطور الحضارى ) - الواقع والازمة بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 764 10-25-2011, 11:41 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS