{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #47
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان
العولمة أبعد ما يمكن أن تفرز نموذجا موحدا للدين .
...................
الأخوة الزملاء (f).
ربما يكون من الأفضل ان أضع فكرتي مركزة هنا .
أشير مبدئيا أن هذا الطرح يستند على تصور مبدئي يشاركني كما يعرضني فيه بعض الزملاء في هذا الشريط ..أعتقد أن صديقي خوليو يشاركني فيه ، بينما يقف صديقي إبراهيم على النقيض منه .. قد طرحت هذا التصور في أكثر من شريط سابق ، وهو أننا لا نؤمن نتيجة محاجات عقلية ،و لكن لأسباب عاطفية أساسها الخوف من المجهول و من الموت ، و بالطبع لا مجال هنا لمناقشة تلك الفكرة ، ، فذلك سيستدعي العديد من المحاورات القديمة التي سبق ان خضناها بالفعل ، و بديهي أننا لم نتفق ففي مثل تلك القضايا سيكون المهم هو الطرح العقلاني السديد لا الإتفاق .
يا صديقي ..
إن العلم هو الذي يقود العالم و ثقافته ، و العلم يدفع بقيمه و معاييره خلال ما يعرف بالعولمة الثقافية ، التي أصبحت الحاوية التي تنشر بها القيم العلمية و العقلانية في العالم ، و لكن هذه العولمة أبعد ما يمكن أن تفرز نموذجا موحدا للدين ، و لكنها تدفع التدين في اتجاهين متضادين ، أحدهما هو نتيجة التفاعل الإيجابي مع قيم العولمة ( أساسها العلم ) و يمكن أن نطلق عليه النموذج الليبرالي ، و نموذجها الأشهر هو أوروبا ، و الثاني هو رد فعل عكسي على ضغوط العولمة و يتميز بالارتداد إلى الجذور و يمكن أن نطلق عليه النموذج الأصولي أو التقليدي ، و تجد نماذجها الفجة في العالم الإسلامي .
أولا : النموذج الليبرالي .
أهم ملامح هذا النموذج هي إنحسار الدور العام للدين ، و الإقتصار على القيام بدوره في نسقه الوظيفي ، و بالتالي فلن يكون متصورا رؤية الدين كمرجعية معرفية ، إن إله العولمة لن يكون أبدا عبوسا ولا متطلبا بل هو إله خير خدوم ،و ستراه دائما مرشدا و هاديا لأبنائه ، و قدوة أخلاقية للبشر يحاكيه الناس في علاقاتهم ، وهو لا يهتم البتة بأصل الإنسان ولا يدس أنفه في عمل العلماء ، بل سيحترم جهودهم كجيران محترمين و ليس كتابعين أذلاء .و هذا يعني التسليم الكامل بالإنجازات العلمية ،و في هذا النموذج يتم توجيه جهود المؤسسات الدينية لتقديم الخدمات المساعدة و الاهتمام بأحداث الحياة الهامة والاحتفاء بالنجاحات البشرية و بالشفاء الروحي و تقديس حق البشر في السعادة ، و انحسار دور المقدس في الحياة السياسية و العامة ، وهو لا يقدم ثقافة أو ديانة بذاتها كحقيقة مطلقة أو مفصحة لإرادة الله و مشيئته ،و لكنه يعترف بالخبرات الروحية المخالفة ، كما أن قادة الدين يرون إحتمالات الخلاص و التنوير في تراثهم و لدى الآخرين أيضا ، هنا ينصب إهتمام زعماء الدين و قادته على قضايا السلام و العدل و المساواة و العمل من أجل استمتاع المحرومين بفوائد المؤسسات الحديثة ، و عندما توبخهم ساخرا من خرافات التوراة سيغمزون لك بعيونهم ، وهذا يعني " إنت لسه فاكر ، دا كان زمان .. جاليلو و داروين حبايبنا .. دول قديسين ولهم معجزات !." ، هذه القيادات الذكية تعلم أنها لا تملك الحقيقة المطلقة ، و لكنها تحاول استيعاب التوجيهات الرشيدة لنخب الديانات و الفلسفات العالمية الكبرى ، رؤساء الكنيسة سيتركون تيجانهم و صلبانهم في المتاحف و سينزلون الساحة يشمرون عن سواعدهم ،و يذهبون للإنسان البسيط كي يعرضون بضاعتهم و يطلبون مجرد التوقيع على طلب العضوية لا أكثر ،و قليلآ ما سينجحون .
ثانيا : النموذج الأصولي :
النموذج الأصولي ليس مرتبطا بدين دون آخر ، فالعديد من الحركات السياسية الدينية التي ظهرت في العقود الأخيرة تعكس هذه الظاهرة ، ففي الغرب هناك اليمين الديني الجديد في الولايات المتحدة الساعي إلى استعادة السيطرة الغربية القديمة ،وهناك أيضا الحركات الإسلامية الأصولية في مناطق تمتد من إندونيسيا شرقا حتى المحيط الأطلنطي غربا ، كما توجد حركات أكثر محلية مثل الأصولية اليهودية في فلسطين و حركات السيخ في البنجاب و .. .
من أهم ملامح هذا النموذج العودة إلى الرؤية التقليدية للمقدس كرد فعل على حركة المجتمع الذي يتحرك في اتجاه مخالف للموروث القيمي و الثقافي ، لذا فالنموذج الأصولي أكثر انسجاما مع روح التقديس ، و لكنه في صراع مع الاتجاهات السائدة في البنية الاجتماعية العالمي ، هذا النموذج معادي للعلم بشكل كامل ،و يسعى للإستفادة من إنجازاته دون قبول أسس العلم و منهجه ، و يميل إلى إحياء الماضي و العودة إلى الطرق التقليدية لتمكين الدين من أن يكون المرجعية المعرفية و أداة نقل عناصر المعلومات الرئيسية ، مع ما يصاحب ذلك من عودة الخطاب الثقافي السلفي و ظهور الرموز التراثية مثل الشياطين و الملائكة و التعامل معها كحقائق مادية ، و المحافظة على المعايير الدينية المعادية للعلم عن طريق التشريع ، و التأكيد على ضرورة جعل المعايير و القيم الدينية ملزمة بشكل جماعي و تجاوزها لاختيار الأفراد ، هناك أيضا محاولة دفع النسق الديني و قيمه إلى مكان الصدارة بين المجالات الوظيفية المتعددة ،و بالتالي السعي إلى محو تمايز العديد من المجالات الوظيفية مثل الأسرة و السياسة و التعليم لصالح هيمنة النسق الديني كما هو حادث في السعودية و إيران و باكستان و مصر و غيرها من المراكز الأصولية .
يا عزيزي ..
لو ذهبت إلى نتائج الإستبيان الموجود في المداخلة الأخيرة من الشريط الذي أعدت طرحه ( مستقبل الدين في عالم ليبرالي ) ستجد أنه يدعم ماطرحته سابقا في نفس الشريط .. الإستجابة للمنجزات العلمية خلال آليتين متضادتين .. التجاوب الإيجابي في مجموعة الدول الغنية المتطورة ( المركز ) و التجاوب السلبي في مجموعة دول المحيط الفقيرة المتخبطة ، و أميل أن أطلق على المجموعة الأولى مجموعة الإتجاه trend أي التي تتجاوب عقيديا باستمرار مع الإنجازات العلمية ، فكلما زادت تلك المنجزات العلمية و ترسخت ضعف الدور العام للدين ، و المجموعة الثانية هي مجموعة الركود stagnation و هي التي لا تنفعل فكريا بالثورات العلمية ، بل يقتصر استجابتها على رفض النماذج الثقافية ( البراديم ) للثورات العلمية ،و تحصين المعتقدات الشعبية بترسانة من القوانين و الممارسات التي تصل لدرجة القتل .
03-09-2009, 11:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
أولا : ثبوت النشوء والتطور من شأنه إسقاط الأديان - بواسطة بهجت - 03-09-2009, 11:35 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الأديان والديانات Free_Mind 0 750 06-15-2012, 05:24 PM
آخر رد: Free_Mind
  للتحميل: لماذا النشوء والتطور حقيقة راهب العلم 6 2,070 05-11-2012, 04:05 PM
آخر رد: راهب العلم
  مشكلة الابداع والتطور في العالم العربي mr.H 21 5,564 04-23-2012, 09:46 PM
آخر رد: طريف سردست
  أمامك طريق واحد: إسقاط النظام ! العلماني 0 675 04-06-2012, 02:48 AM
آخر رد: العلماني
  دراسة ( العرب والتطور الحضارى ) - الواقع والازمة بقلم الكاتب // طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 0 765 10-25-2011, 11:41 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 3 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS